معالي وزير التربية: ليكن لك في (الحسينين) آية
عبد الغفور القرعان
جو 24 : أبدأ مقالي هذا ببيت شعر بدأ به معالي المرحوم حسين مجلي وزير العدل الأسبق استقالته التي قدّمها إلى حكومة البخيت :-
(وأتعس من في الأرض أمة تضام ... ومنها للذي ضامها جند )))
كما أستذكر هنا جزءا من نص استقالة معالي حسين هزاع المجالي المقدّمة قبل أيام قليلة إلى دولة رئيس الوزراء عبد الله النسور (ولم يكتب لي بأنني في يوم من الأيام كنت لأواجه احالك الظروف بادارة الظهر أو بالتنصل من واجباتي او ألقي بأعباء مهامي على الآخرين).
في هذه الأيام , ومنذ انتشار خبر تسريب أسئلة امتحاني الصفين السّادس والتاسع واعتراف معالي وزير التربية بتلك الفضيحة, استذكرت تلك الشجاعة التي تحلّى بها ( الحسينان ) وكنت أتمنى أن أرى معالي وزير التربية والتعليم يمتلك شجاعتهما , فيقدّم استقالته تحمّلا للمسؤولية الأدبيّة , لينال احترام من اختلفوا معه قبل المتفقين , إلاّ أنّ معاليه أصرّ على التشبّث بذلك الكرسيّ , ولم يكتف بذلك , بل ذهب إلى تحميل المعلمين والمدراء مسؤولية ما جرى , متوعدا بمحاسبة المتورطين في هذه الفضيحة النكراء, متناسيا معاليه أنّ المسؤولية القانونية سيتحملها من تورطوا وسيحاسبون قضائيا , ولكن من سيتحمّل المسؤولية الأدبية والتي تعدّ ( أي المسؤولية الأدبية ) الأعمّ والأشمل.
لن نذهب بعيدا يا معالي الوزير إلى البلدان التي يتحلى مسؤولوها بالمسؤولية الأخلاقية والأدبية فنراهم يقدّمون استقالاتهم تحملا للمسؤولية الأخلاقية والأدبية , ولأسباب نكاد نراها نحن العرب ( تافهة ) , لن نذهب إلى تلك الدول وسنبقى في محيطنا , فقبل ثلاث سنوات , قدّم وزير التربية الكويتي الدكتور محمد الحجرف استقالته بسبب وفاة طالبة في مدرستها , فكم من معلم وطالب توفوا في مدارسهم بسبب تقصير من وزارة التربية أو وزارة الصحة ولم نر وزيرا أو حتى أمين عام يندى جبينه لما حدث .
معالي وزير التربية ذهب إلى أبعد من تحميل المعلمين مسؤولية ما جرى , وإنما قال في إحدى تصريحاته أنّ هدف الإمتحان للصفين السادس والتاسع هو ( كشف لمدى الحس بالمسؤولية لدى المدارس والمعلمين ) , وكأنّ معاليه يقول أنّ المدارس والمعلمين قد فشلوا في تحمّل المسؤولية , لا نعلم يا معالي الوزير , كيف يفشل المعلمون بتولي المسؤولية وهم من كانوا السبب الرئيس في إنجاح امتحانات الثانوية العامة في الدورات السابقة ومعاليكم من خطف جميع الأضواء متباهيا بذلك النجاح !!! أم أنّ المعلمين الذين كانوا وراء إنجاح امتحانات الثانوية العامة هم غير المعلمين الذين فشلوا – على حدّ تعبيرك – بتولي المسؤولية في إدارة امتحان الصفين السادس والتاسع ؟؟؟
مسؤوليتك يا معالي الوزير, وقبل كل امتحان وزاري أن تكون جميع الإجراءات مدروسة وسليمة , وأنت المسؤول الأول عن وضع تلك الإجراءات , وفشل الإمتحان هذا هو فشل لإجراءات معاليكم , والغريب أنك ما زلت تتنصّل من تحمّل هذا الفشل أدبيا على الأقل , محاولا أن ترمي بذلك الفشل على المعلمين الذين يشهد لهم القاصي والداني بأمانتهم وإحساسهم بأي مسؤولية تلقى على عاتقهم .
لم نسمع يا معالي الوزير عن مسؤول أول في أي وزارة أو دائرة يلقي بأي فشل على موظفيه , ولم نسمع أنّ قائدا لأي جيش هزم حمّل جنوده مسؤولية الهزيمة , أم أنّ معاليك يريد لكلّ انتصار أن يحسب له , وفي أول خسارة يلقي بالمسؤولية على المعلمين الجنود!
وأخيرا أوجه كلامي إلى نفر قليل من زملائي المعلمين , الذين وقفوا مع معالي الوزير ضدّ أنفسهم حينما حمّلهم المسؤولية لفشل الإمتحان , وأقول لهم , تأكّدوا أنّ معالي وزير التربية لن يحترمكم في قرارة نفسه , فمن يقف ضدّ نفسه رياءا ونفاقا , لن ينال إلاّ ذلاّ فوق ذلّه , وأكتفي هنا ببيت الشعر الذي بدأت فيه مع تحوير بسيط , وبدأ فيه معالي المرحوم حسين مجلي استقالته مرة أخرى لأنه ينطبق بالكامل على أولئك القلة من المعلمين :-
(وأتعس من في الأرض معلم يضام ... ومنهم للذي ضامهم جند)
عبد الغفور القرعان
(وأتعس من في الأرض أمة تضام ... ومنها للذي ضامها جند )))
كما أستذكر هنا جزءا من نص استقالة معالي حسين هزاع المجالي المقدّمة قبل أيام قليلة إلى دولة رئيس الوزراء عبد الله النسور (ولم يكتب لي بأنني في يوم من الأيام كنت لأواجه احالك الظروف بادارة الظهر أو بالتنصل من واجباتي او ألقي بأعباء مهامي على الآخرين).
في هذه الأيام , ومنذ انتشار خبر تسريب أسئلة امتحاني الصفين السّادس والتاسع واعتراف معالي وزير التربية بتلك الفضيحة, استذكرت تلك الشجاعة التي تحلّى بها ( الحسينان ) وكنت أتمنى أن أرى معالي وزير التربية والتعليم يمتلك شجاعتهما , فيقدّم استقالته تحمّلا للمسؤولية الأدبيّة , لينال احترام من اختلفوا معه قبل المتفقين , إلاّ أنّ معاليه أصرّ على التشبّث بذلك الكرسيّ , ولم يكتف بذلك , بل ذهب إلى تحميل المعلمين والمدراء مسؤولية ما جرى , متوعدا بمحاسبة المتورطين في هذه الفضيحة النكراء, متناسيا معاليه أنّ المسؤولية القانونية سيتحملها من تورطوا وسيحاسبون قضائيا , ولكن من سيتحمّل المسؤولية الأدبية والتي تعدّ ( أي المسؤولية الأدبية ) الأعمّ والأشمل.
لن نذهب بعيدا يا معالي الوزير إلى البلدان التي يتحلى مسؤولوها بالمسؤولية الأخلاقية والأدبية فنراهم يقدّمون استقالاتهم تحملا للمسؤولية الأخلاقية والأدبية , ولأسباب نكاد نراها نحن العرب ( تافهة ) , لن نذهب إلى تلك الدول وسنبقى في محيطنا , فقبل ثلاث سنوات , قدّم وزير التربية الكويتي الدكتور محمد الحجرف استقالته بسبب وفاة طالبة في مدرستها , فكم من معلم وطالب توفوا في مدارسهم بسبب تقصير من وزارة التربية أو وزارة الصحة ولم نر وزيرا أو حتى أمين عام يندى جبينه لما حدث .
معالي وزير التربية ذهب إلى أبعد من تحميل المعلمين مسؤولية ما جرى , وإنما قال في إحدى تصريحاته أنّ هدف الإمتحان للصفين السادس والتاسع هو ( كشف لمدى الحس بالمسؤولية لدى المدارس والمعلمين ) , وكأنّ معاليه يقول أنّ المدارس والمعلمين قد فشلوا في تحمّل المسؤولية , لا نعلم يا معالي الوزير , كيف يفشل المعلمون بتولي المسؤولية وهم من كانوا السبب الرئيس في إنجاح امتحانات الثانوية العامة في الدورات السابقة ومعاليكم من خطف جميع الأضواء متباهيا بذلك النجاح !!! أم أنّ المعلمين الذين كانوا وراء إنجاح امتحانات الثانوية العامة هم غير المعلمين الذين فشلوا – على حدّ تعبيرك – بتولي المسؤولية في إدارة امتحان الصفين السادس والتاسع ؟؟؟
مسؤوليتك يا معالي الوزير, وقبل كل امتحان وزاري أن تكون جميع الإجراءات مدروسة وسليمة , وأنت المسؤول الأول عن وضع تلك الإجراءات , وفشل الإمتحان هذا هو فشل لإجراءات معاليكم , والغريب أنك ما زلت تتنصّل من تحمّل هذا الفشل أدبيا على الأقل , محاولا أن ترمي بذلك الفشل على المعلمين الذين يشهد لهم القاصي والداني بأمانتهم وإحساسهم بأي مسؤولية تلقى على عاتقهم .
لم نسمع يا معالي الوزير عن مسؤول أول في أي وزارة أو دائرة يلقي بأي فشل على موظفيه , ولم نسمع أنّ قائدا لأي جيش هزم حمّل جنوده مسؤولية الهزيمة , أم أنّ معاليك يريد لكلّ انتصار أن يحسب له , وفي أول خسارة يلقي بالمسؤولية على المعلمين الجنود!
وأخيرا أوجه كلامي إلى نفر قليل من زملائي المعلمين , الذين وقفوا مع معالي الوزير ضدّ أنفسهم حينما حمّلهم المسؤولية لفشل الإمتحان , وأقول لهم , تأكّدوا أنّ معالي وزير التربية لن يحترمكم في قرارة نفسه , فمن يقف ضدّ نفسه رياءا ونفاقا , لن ينال إلاّ ذلاّ فوق ذلّه , وأكتفي هنا ببيت الشعر الذي بدأت فيه مع تحوير بسيط , وبدأ فيه معالي المرحوم حسين مجلي استقالته مرة أخرى لأنه ينطبق بالكامل على أولئك القلة من المعلمين :-
(وأتعس من في الأرض معلم يضام ... ومنهم للذي ضامهم جند)
عبد الغفور القرعان