من المستفيد من الحلّ الناعم للاخوان؟!
جو 24 : في تصريحات خاصّة لـJo24، أكّدت وزارة الداخليّة أنّها لن تسمح لجماعة الاخوان المسلمين بتنظيم فعاليّة الإفطار الرمضاني، التي تقيمها الجماعة سنويّا، معتبرة أنه لا يحقّ للاخوان تنظيم فعاليّات رسميّة بذريعة عدم وجود ترخيص للجماعة.
جماعة الاخوان المسلمين تعمل تحت عين الشمس منذ خمسينيات القرن الماضي، فهل تذكّرت الداخليّة الآن أن الجماعة "غير مرخّصة"؟!
الأمر يبدو وكأنّه تصفية حسابات مع أكبر التنظيمات السياسيّة الأردنيّة. عوضا عن تحقيق المطالب الشعبيّة المتعلّقة بالإصلاح الشامل، نشهد ما قد يوصف بعقاب المطالبين بالإصلاح.
هذه الخطوة لا تليق بالإدارة الحكيمة التي نتوقّعها من صنّاع القرار. الأردن يواجه أكثر مراحله التاريخيّة حرجا وخطورة، فالإقليم برمّته أمام عاصفة لا يمكن حسم نتائجها، وآخر ما نحتاجه هو زعزعة اللحمة الوطنيّة، واتّساع الفجوة بين الدولة ومختلف المكوّنات السياسيّة والاجتماعيّة.
ما هي المصلحة الوطنيّة التي يمكن أن تتحقّق بسياسات "الحلّ الناعم" لجماعة الأخوان المسلمين؟ ومن هي الجهة التي ستستفيد من إضعاف الجماعة وحصارها؟ ألا يدرك البعض أن أكثر المستفيدين من هذه المعادلة هي التنظيمات المتشدّدة التي لا تؤمن بقواعد اللعبة الديمقراطيّة؟
من الواضح أن ترخيص جمعيّة جديدة باسم الاخوان المسلمين لم تكن سوى أولى خطوات تصفية الجماعة، التي امتازت علاقتها بالسلطة السياسيّة بالتكامل والانسجام على مدى عقود، والتي لم تطرح نفسها خصما للدولة حتّى خلال الربيع العربي، بل أصرّت الجماعة على شعار "الإصلاح"، ولم يصدر عنها ما قد يتجاوز هذا الشعار الذي يشكّل إجماعاً وطنيّا.
ليس الدفاع عن الاخوان هو المقصود من هذه السطور، بل الحرص على المصلحة الوطنيّ العليا، التي لا يمكن ضمانها دون تصليب الجبهة الداخليّة لمواجهة المخاطر المحدقة، والتهديدات المستمرّة سواء وراء الحدود الشماليّة أو الشرقيّة أو الغربيّة.
ترى هل يتدخّل صوت الحكمة والرشد، لإنهاء هذه الظاهرة التي تبدو وكأنّها انتقام وتصفية حسابات؟ التأزيم لن يصبّ في مصلحة أيّ طرف، والحلّ لن يتحقّق بحلّ أيّ مكوّن سياسيّ أو اجتماعيّ، ولا بدفع أيّة جهة –رغما عنها- إلى العمل تحت الأرض، فهذا ما لا يمكن أن تحمد عقباه.
جماعة الاخوان المسلمين تعمل تحت عين الشمس منذ خمسينيات القرن الماضي، فهل تذكّرت الداخليّة الآن أن الجماعة "غير مرخّصة"؟!
الأمر يبدو وكأنّه تصفية حسابات مع أكبر التنظيمات السياسيّة الأردنيّة. عوضا عن تحقيق المطالب الشعبيّة المتعلّقة بالإصلاح الشامل، نشهد ما قد يوصف بعقاب المطالبين بالإصلاح.
هذه الخطوة لا تليق بالإدارة الحكيمة التي نتوقّعها من صنّاع القرار. الأردن يواجه أكثر مراحله التاريخيّة حرجا وخطورة، فالإقليم برمّته أمام عاصفة لا يمكن حسم نتائجها، وآخر ما نحتاجه هو زعزعة اللحمة الوطنيّة، واتّساع الفجوة بين الدولة ومختلف المكوّنات السياسيّة والاجتماعيّة.
ما هي المصلحة الوطنيّة التي يمكن أن تتحقّق بسياسات "الحلّ الناعم" لجماعة الأخوان المسلمين؟ ومن هي الجهة التي ستستفيد من إضعاف الجماعة وحصارها؟ ألا يدرك البعض أن أكثر المستفيدين من هذه المعادلة هي التنظيمات المتشدّدة التي لا تؤمن بقواعد اللعبة الديمقراطيّة؟
من الواضح أن ترخيص جمعيّة جديدة باسم الاخوان المسلمين لم تكن سوى أولى خطوات تصفية الجماعة، التي امتازت علاقتها بالسلطة السياسيّة بالتكامل والانسجام على مدى عقود، والتي لم تطرح نفسها خصما للدولة حتّى خلال الربيع العربي، بل أصرّت الجماعة على شعار "الإصلاح"، ولم يصدر عنها ما قد يتجاوز هذا الشعار الذي يشكّل إجماعاً وطنيّا.
ليس الدفاع عن الاخوان هو المقصود من هذه السطور، بل الحرص على المصلحة الوطنيّ العليا، التي لا يمكن ضمانها دون تصليب الجبهة الداخليّة لمواجهة المخاطر المحدقة، والتهديدات المستمرّة سواء وراء الحدود الشماليّة أو الشرقيّة أو الغربيّة.
ترى هل يتدخّل صوت الحكمة والرشد، لإنهاء هذه الظاهرة التي تبدو وكأنّها انتقام وتصفية حسابات؟ التأزيم لن يصبّ في مصلحة أيّ طرف، والحلّ لن يتحقّق بحلّ أيّ مكوّن سياسيّ أو اجتماعيّ، ولا بدفع أيّة جهة –رغما عنها- إلى العمل تحت الأرض، فهذا ما لا يمكن أن تحمد عقباه.