ما هي المبادرة؟!
رئيس لجنة التربية والتعليم النيابية، د. بسام البطوش، قال إنه لا يجوز اختزال البرلمان بـ"المبادرة النيابية"، وذلك رداً على حديث وزير التعليم العالي لبيب الخضرا، الذي لفت أن الوزارة تدارست مع المبادرة استراتيجية التعليم.
ما صدر عن الوزير الخضرا لا يجوز أن يمر مرور الكرام، فما هي "المبادرة" لتحل مكان مجلس النواب؟ وكيف قررت الوزارة تدارس استراتيجية التعليم مع هذه الكتلة الحكومية –فلا يمكن وصفها بالبرلمانية نظرا لمواقفها- عوضا عن لجنة التربية والتعليم؟
المسألة في غاية الوضوح، مبادرة تعتبر امتدادا للسلطة التنفيذية داخل البرلمان، تبرم التسويات باستمرار مع حكومة النسور، وتصوت لصالح كل ما تشتهيه هذه الحكومة، التي بدورها لا ترى في المجلس كتلا أخرى أو لجان.
ترى، كيف يقبل أعضاء المجلس النيابي هذا على أنفسهم اختزال البرلمان بمبادرة تمس هيبة وكرامة ممثلي الشعب، فهل سنشهد وقفة نيابيّة جريئة لإنهاء هذا المشهد الهزلي؟! لا نعلم حقيقة شعور البطوش وهو يسمع ويلمس تهميش لجنته وتقديم كتلة على اللجنة المختصة! لا يحتاج الأمر لشرح طويل ويكفي أن نعلم بأن لجنة التربية النيابية لم تكن مطلعة على كثير من القرارات المتعلقة بالتعليم وتفاجأت ببعضها، بينما كانت كتل وتجمعات نيابية أخرى على دراية تامة بما يحدث!
ربما يحرص النواب مستقبلا على طلب اطلاعهم -فقط اطلاعهم- على أعمال الخضرا وخطط المبادرة النيابية.. دون اهتمام كبير بمدى تأثيرهم.