jo24_banner
jo24_banner

مصيبة الاقصى في العرب المتهودة

ماهر أبو طير
جو 24 :

هذه امة مات ضميرها،فاجتياحات الاقصى باتت عادية،والقتلى في سورية مجرد احصائية،والتزييف في اعلى مستوياته،من خطيب الجمعة الذي يفتيك بحكم الاستحمام مع الزوجة تحت دوش واحد،وصولا الى النخب والجماهير التي ضاعت بوصلتها.

الضغط على المسجد الاقصى يشتد يوماً بعد يوم،المجموعات تقتحمه،والحفرتحته مستمر،والحاخامات يدخلون ويخرجون،وتغيير ملامح جوار الاقصى متواصل،والمسجد كله قاب قوسين او ادنى من تقسيمه او هدمه.

لن نفلح ابداً،مادام بيت الله الاول،تحت الاحتلال،ومادام هذا البيت يهان كل يوم،ونحن نتفرج على المشهد ببلاهة شديدة،كلنا عربا ومسلمين وفلسطينيين،فمن الذي سيوقف اسرائيل عند حدودها،بغير حديثنا عن الغيبيات،والفارس القادم على حصان لتحريره؟!.

اسرائيل في احلى ايامها،فكيف ستهلع وهي ترى تدمير كل جوارها شعبيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا،ودينيا على اساس طائفي ومذهبي؟!.

فوق هذا يواصل البعض تزييف الوعي ويقولون هذا هدم ضروري من اجل البناء مجدداً،وبعد الهدم ستنهض الامة.حسنا.انتظروا الف عام آخر،نكون فيه قد قتلنا بعضنا البعض وتذابحنا ولم يبق حجر على حجر بذريعة اعادة البناء،وهل لديهم ضمانات يمنحونا اياها بأن هذا الهدم مقدمة لاعادة البناء حقاً،ام هو فعلياً تخريب اضافي للخارب اصلا،ام هي «الادارة الناقصة» للتاريخ؟!.

اين فلسطين في الربيع العربي،واين فلسطين في هبات الجماهير الزاحفة من اجل حقوقها،وهل من منفعة لاسرائيل مثل اشغال الجماهيرالعربية بأمنها وقضاياها الداخلية وحروبها على السلطة،وغرقها في الاتهامات ومحاكمة بعضها البعض،والبحث عن الخبز؟!.

ثم هل ننتظر»فتحا مبينا» ليحرر الاقصى،ونحن لانفلح حتى في منع تدنيس المسجد.بيت من بيوت الله يتم التخطيط لخرابه.الضمائر ماتت لانها ترى ايضاً سقوط المآذن في سورية بالقصف،وتفجيرالمساجد بذريعة الاقتتال المذهبي في العراق،الى اخر هذه السلسلة،فلا تجيد سوى اللعن والدعاء على الظلمة.

المسجد الاقصى ، مسؤولية العرب والمسلمين،لان هذا بيت الله،وليس بيتاً وطنياً لجماعة عربية،وعلى هذا فإن مسؤولية المسجد في اعناق الجميع.

الجواب دوماً سهل:ليس بأيدينا حيلة.هذا كذب.على الاقل لماذا يغيب الاقصى عن الحراكات والمسيرات والمظاهرات،لماذا يغيب الاقصى عن قمم الزعماء والقادة العرب والمسلمين،لماذا يغيب الاقصى عن كشوف الدعم المالي والانفاق؟!.

لماذا يتركون اسرائيل لتهود الاقصى ومن حوله،ويتركون الشعب الفلسطيني جائعا،في القدس،فيهاجرون او يخضعون للضرائب او التهويد السياسي،عبر بطاقة الاقامة والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي،اوالجنسية الاسرائيلية حتى يبقون في القدس؟!.

العرب المتهودة التي تبتلع خسارتها بمئات المليارات في البورصة العالمية،بصبرالتقاة المؤمنين المستسلمين لقضاء الله!!!!!!!!

لكنهم يتكهربون عند مد الاقصى يده اليهم من اجل ان يبقى على وجه الارض،ولأجلهم لا لأجله هو.

مصيبة الاقصى في اثنين،المحتل والعرب المتهودة.

maher@addustour.com.jo


(الدستور)

تابعو الأردن 24 على google news