jo24_banner
jo24_banner

شكرا للرئيس

ماهر أبو طير
جو 24 : لايمكن إلا أن نقف مطولا عند قرار الجامعة الاردنية، على لسان رئيسها الدكتور اخليف الطراونة، وهو القرار الذي تم الاعلان عنه منذ يومين. الطراونة قال: ان الجامعة قررت اعفاء طلبة القدس الفقراء من الرسوم الجامعية، فوق خفض رسوم طلبة الضفة الغربية، الذين يدرسون في الجامعة، وفقا لرسوم الموازي، بدلا من رسوم البرنامج الدولي، والمعروف ان الدولي اسعاره مرتفعة جدا. لفتة مهمة جدا، واذ نتجنب دوما امتداح احد، ونميل -دوما- الى النقد والبحث عن السلبيات، الا ان امام هذه الخطوة نقف مطولا، لان فيها سياسة واقتصادا، وفيها -ايضا- روحا اردنية خيرة كانت طوال عمرها مع فلسطين، واهل فلسطين، جيرة الجغرافيا، والتاريخ الواحد، على المدى. كنا -دوما- نطالب ونقول، ان تثبيت اهل القدس، لايكون بالكلام والشعارات، فأهل القدس هم سوار الاقصى الاجتماعي، وهم يعانون ماليا، من الضرائب وقلة فرص العمل، واغلبهم يأتي للدراسة في الاردن، حيث القلب النابض لهم ولحياتهم، وقد اقترح كثيرون اعفاء طلبة القدس تحديدا من الرسوم في الجامعات الاردنية، وعددهم ليس كبيرا، فإنْ لم يكن ذلك ممكنا، فعلى الاقل ان يدفعوا مثل رسوم الطالب الاردني، بدلا من سعر الموازي والدولي، قرار الطراونة هنا، لافت للانتباه، لانه يأتي -ايضا- من جامعة تعرف دورها، وان كل انسان تخرجه، هو لبنة في الاردن او فلسطين، وفي العالم العربي ايضا، ومازلنا ندعو بقية الجامعات الى اتخاذ قرار مثل الجامعة الاردنية، بخصوص طلبة القدس تحديدا. ثم الشق الاخر للقرار، اي دفع طلبة الضفة الغربية، لرسوم تعادل رسوم الموازي بدلا من الدولي، شريطة ان لايؤثر ذلك على حصة الاردنيين من مقاعد الموازي، والقرار -ايضا- معقول ومقدر، لاعتبارات كثيرة، اقلها الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية، والجامعة هنا لاتتجاوز حصة الاردنيين من مقاعد الموازي، ولاتنال من مساحتهم. نود ان نشير هنا الى امرين، اولهما، اننا نتمنى من بقية الجامعات الاردنية اتخاذ خطوات مثل خطوة الجامعة الاردنية، تجاه طلبة القدس تحديدا، او طلبة الضفة الغربية ايضا، عبر الاعفاء او مساواة الطلبة مع الطلبة الاردنيين من حيث مقدار الرسوم، لاننا نعرف ان الجامعات مدينة وبحاجة للسيولة المالية ولايمكن ان تتوسع في اعفاءات شاملة في ظل قيام الطلبة الاردنيين -ايضا- بدفع رسومهم. الامر الثاني، يتعلق بالمال العربي والفلسطيني والاردني، اذ نعرف ونسمع عن مئات الاسماء الثرية جدا وبامكانها ترتيب برامج محددة مع الجامعة الاردنية وغيرها من جامعات، لتمويل دراسة طلبة القدس او الضفة الغربية، اضافة الى تمويل الطلبة الاردنيين، ونحن هنا بحق نقول: ان الطلبة الاردنيين يعانون -ايضا- وبشدة من ارتفاع الرسوم، حتى بات التعليم صعبا جدا، ولايمكن ان نتجاوز احوالهم نحو قومية تترك اهل الدار، وما نتوقعه وننتظره من كثيرين، ان يمولوا -عبر الجامعات- دراسة طلبة اردنيين، وطلبة القدس والضفة الغربية، بشكل كلي او جزئي وضمن شروط ومعايير. لانملك الا ان نقدر قرار الدكتور الطراونة، ومجلس الامناء والجامعة الاردنية، ونقول لهم: انكم تستحقون كل الاحترام، على هكذا خطوة تنتزع من الجميع، تقديرا بلا حدود، وهو تقدير تستحقه الجامعة، ويصب اصلا في جوهر الاردن النقي تاريخيا.الدستور
تابعو الأردن 24 على google news