سيناريوهان اردنيان أمام القذائف السورية
ماهر أبو طير
جو 24 : كل فترة تسقط قذيفة على الاردن، من سورية، ولا احد يعرف اذا ما كانت القذيفة مصدرها الجيش السوري، او المعارضة، فالمهم ان رشقات القذائف تصل الاردن.
جرحى، احيانا، وبيوت يتم الاضرار بها، شهيد هنا او هناك، ولا يكفي امام هذا المشهد استمرار صدور التصريحات الرسمية، لابلاغنا عما جرى.
هذا مشهد قد يتواصل، ولابد من تقييمه في العمق، والاردن فعليا امام احد سيناريوهين هنا، اما أن يقوم بترحيل مواطنيه الذي يعيشون في مناطق محاذية لسورية الى مواقع اخرى، واما أن يقوم بإقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية، لحماية مواطنيه ايضاً.
لايمكن هنا ان نستغرق فقط بتحليل مغزى القذائف، واذا ما كانت بالخطأ من احد اطراف النزاع السوري، او انها رسائل تهديد مبطنة، فالقذائف تتساقط في نهاية المطاف على الرمثا وبيوتها، وقرى المدينة ومناطق اخرى مثل اربد تبدو مهددة ايضا؟!.
لايمكن هنا انتظار تدهور المشهد امنيا على الحدود، فلابد من استعداد مسبق، لاي تطور او تدهور، لان سقوط القذائف على الاردن، يقول، اننا اصبحنا فعليا جزءا من الواقع الميداني للحرب السورية، وهذا امر خطير بحق، على انخفاض درجته حاليا.
سيناريو ترحيل المواطنين، مكلف وصعب، لان عدد السكان كبير، ولا احد يعرف اين يمكن ترحيلهم، وهل هناك امكانات مالية للترحيل، وهل يقبل الناس الاضرار بحياتهم وارزاقهم، وهل يبدو السيناريو ذاته منطقيا؟!.
المشكلة ان كثرة من سكان المناطق المحاذية لسورية، قد يفضلون المغادرة نحو مواقع آمنة، لكن السلطات الرسمية ايضا «الملامة « حاليا، ستكون «ملامة» ايضا في حال قررت اجراء اخلاءات لبعض المناطق، لان الناس سوف يشكون لحظتها من الظروف المستجدة، ومن عدم عدالتها ربما، ومن اي خسائر حياتية قد يتعرضون لها، فأي اخلاءات احتياطية هنا، هي بمثابة لجوء او نزوح للاردني في بلده، من موقع الى اخر.
السيناريو الثاني اي اقامة منطقة عازلة، سيناريو اكثر حساسية، لانه سوف يستدعي ايضا ترحيل السكان احتياطا حتى تتم اقامة المنطقة العازلة، لان اي بدء بهذا السيناريو سيؤدي الى اشتداد العمليات العسكرية، وزيادة سقوط القذائف ربما، فالسكان ايضا تحت التهديد في هذا السيناريو، لكنه استراتيجيا اكثر حماية وصيانة لهم ولحياتهم.
الاردن الرسمي يتجنب الكلام علنا عن هكذا سيناريو، لاعتبارات كثيرة، لكن الارجح من ناحية تحليلية، ان عين الاردن على أنقرة وماستفعله بشأن نياتها اقامة منطقة عازلة شمال سورية، والاردن -ربما - بانتظار توقيت سياسي وميداني مناسب اذا اضطر لهكذا سيناريو، فمشكلة القذائف مختلفة عن كل مشاكل الازمة السورية المتدفقة باتجاهنا.
يكتب «نيكولاس بلاند فورد» تقريرا عن المناطق العازلة في سورية التي ستقيمها تركيا ثم الاردن في «كريسيتيان ساينس مونتور» ويقول عن الاردن على ذمته، ان الاردن ينتظر اقامة الاتراك لمنطقة عازلة آمنة وسيقوم بعدها بإقامة منطقة عازلة جنوب سورية، وان الاردن سيقيم منطقة عازلة تمتد اكثر من 20 ميلا، وانه لن يواجه قوات الاسد عسكريا وسينتظر انسحاب قواته من اجل انشاء هذه المنطقة، وسيتم اللجوء الى سوريين معتدلين والى مقاتلين دروز من اجل اقامة هذه المنطقة
وان هناك تفكيراً عربيا ودوليا بجعل الدينار الاردني هو المتداول جنوب سورية وفي هذه المنطقة، وتتوقع عمان ان يعود 65 بالمئة من اللاجئين السوريين في اراضيه الى هذه المنطقة العازلة، كما يهدف الاردن من اقامة هذه المنطقة الى حصر داعش في مناطق اخرى وابعادها عن الحدود.
لااحد يعرف صدقية هذه المعلومات، لكننا نلمس بصراحة ان ملف المواطنين الاردنيين الذي يسكنون في مناطق على مرمى القذائف ملف لايمكن ان يغيب طويلا، سواء استمرت الحرب، او توقفت وادى توقفها الى نشوء امارة داعشية قرب الاردن، او حتى حدوث صراعات بين فصائل المعارضة السورية، ففي كل الحالات، تقول الرؤية الاكتوارية للملف السوري، ان هذا الجانب مقبل على الطريق.
الناس لاتكفيهم هنا الامنيات بالسلامة وطول العمر، فيما السيناريو الثالث الذي يريده البعض اي مواصلة احتمال تساقط القذائف السورية، وعدم التصرف تجاهها، فعلى اصحاب هذا السيناريو التطوع ونقل عائلاتهم الى مناطق الحدود، ليشاركوا اهلها، كلفة الذعر وترقب الموت.
maherabutair@gmail.com
الدستور
جرحى، احيانا، وبيوت يتم الاضرار بها، شهيد هنا او هناك، ولا يكفي امام هذا المشهد استمرار صدور التصريحات الرسمية، لابلاغنا عما جرى.
هذا مشهد قد يتواصل، ولابد من تقييمه في العمق، والاردن فعليا امام احد سيناريوهين هنا، اما أن يقوم بترحيل مواطنيه الذي يعيشون في مناطق محاذية لسورية الى مواقع اخرى، واما أن يقوم بإقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية، لحماية مواطنيه ايضاً.
لايمكن هنا ان نستغرق فقط بتحليل مغزى القذائف، واذا ما كانت بالخطأ من احد اطراف النزاع السوري، او انها رسائل تهديد مبطنة، فالقذائف تتساقط في نهاية المطاف على الرمثا وبيوتها، وقرى المدينة ومناطق اخرى مثل اربد تبدو مهددة ايضا؟!.
لايمكن هنا انتظار تدهور المشهد امنيا على الحدود، فلابد من استعداد مسبق، لاي تطور او تدهور، لان سقوط القذائف على الاردن، يقول، اننا اصبحنا فعليا جزءا من الواقع الميداني للحرب السورية، وهذا امر خطير بحق، على انخفاض درجته حاليا.
سيناريو ترحيل المواطنين، مكلف وصعب، لان عدد السكان كبير، ولا احد يعرف اين يمكن ترحيلهم، وهل هناك امكانات مالية للترحيل، وهل يقبل الناس الاضرار بحياتهم وارزاقهم، وهل يبدو السيناريو ذاته منطقيا؟!.
المشكلة ان كثرة من سكان المناطق المحاذية لسورية، قد يفضلون المغادرة نحو مواقع آمنة، لكن السلطات الرسمية ايضا «الملامة « حاليا، ستكون «ملامة» ايضا في حال قررت اجراء اخلاءات لبعض المناطق، لان الناس سوف يشكون لحظتها من الظروف المستجدة، ومن عدم عدالتها ربما، ومن اي خسائر حياتية قد يتعرضون لها، فأي اخلاءات احتياطية هنا، هي بمثابة لجوء او نزوح للاردني في بلده، من موقع الى اخر.
السيناريو الثاني اي اقامة منطقة عازلة، سيناريو اكثر حساسية، لانه سوف يستدعي ايضا ترحيل السكان احتياطا حتى تتم اقامة المنطقة العازلة، لان اي بدء بهذا السيناريو سيؤدي الى اشتداد العمليات العسكرية، وزيادة سقوط القذائف ربما، فالسكان ايضا تحت التهديد في هذا السيناريو، لكنه استراتيجيا اكثر حماية وصيانة لهم ولحياتهم.
الاردن الرسمي يتجنب الكلام علنا عن هكذا سيناريو، لاعتبارات كثيرة، لكن الارجح من ناحية تحليلية، ان عين الاردن على أنقرة وماستفعله بشأن نياتها اقامة منطقة عازلة شمال سورية، والاردن -ربما - بانتظار توقيت سياسي وميداني مناسب اذا اضطر لهكذا سيناريو، فمشكلة القذائف مختلفة عن كل مشاكل الازمة السورية المتدفقة باتجاهنا.
يكتب «نيكولاس بلاند فورد» تقريرا عن المناطق العازلة في سورية التي ستقيمها تركيا ثم الاردن في «كريسيتيان ساينس مونتور» ويقول عن الاردن على ذمته، ان الاردن ينتظر اقامة الاتراك لمنطقة عازلة آمنة وسيقوم بعدها بإقامة منطقة عازلة جنوب سورية، وان الاردن سيقيم منطقة عازلة تمتد اكثر من 20 ميلا، وانه لن يواجه قوات الاسد عسكريا وسينتظر انسحاب قواته من اجل انشاء هذه المنطقة، وسيتم اللجوء الى سوريين معتدلين والى مقاتلين دروز من اجل اقامة هذه المنطقة
وان هناك تفكيراً عربيا ودوليا بجعل الدينار الاردني هو المتداول جنوب سورية وفي هذه المنطقة، وتتوقع عمان ان يعود 65 بالمئة من اللاجئين السوريين في اراضيه الى هذه المنطقة العازلة، كما يهدف الاردن من اقامة هذه المنطقة الى حصر داعش في مناطق اخرى وابعادها عن الحدود.
لااحد يعرف صدقية هذه المعلومات، لكننا نلمس بصراحة ان ملف المواطنين الاردنيين الذي يسكنون في مناطق على مرمى القذائف ملف لايمكن ان يغيب طويلا، سواء استمرت الحرب، او توقفت وادى توقفها الى نشوء امارة داعشية قرب الاردن، او حتى حدوث صراعات بين فصائل المعارضة السورية، ففي كل الحالات، تقول الرؤية الاكتوارية للملف السوري، ان هذا الجانب مقبل على الطريق.
الناس لاتكفيهم هنا الامنيات بالسلامة وطول العمر، فيما السيناريو الثالث الذي يريده البعض اي مواصلة احتمال تساقط القذائف السورية، وعدم التصرف تجاهها، فعلى اصحاب هذا السيناريو التطوع ونقل عائلاتهم الى مناطق الحدود، ليشاركوا اهلها، كلفة الذعر وترقب الموت.
maherabutair@gmail.com
الدستور