2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

انتفاضة ضد السلام الاقتصادي

طاهر العدوان
جو 24 : تعود فكرة «السلام الاقتصادي» في الضفة الغربية المحتلة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو فلقد كانت في صلب برنامجه الاقتصادي الذي أوصله الى السلطة ، وملخصها ان على اسرائيل ان تتجاهل مطالب الفلسطينيين السياسية الممثلة بإقامة الدولة وان تركز على الوضع الاقتصادي للفلسطينيين وتحسين ظروفهم المعيشية من اجل إطفاء روح الانتفاضة بين صفوفهم وقد اطلق على هذه الخطة اسم « السلام الاقتصادي» .
وجدت هذه الفكرة نجاحا مرحليا لانها التقت موضوعيا مع الخطة التي يتبناها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض التي تقوم على ما يمكن وصفه بالمقاومة الاقتصادية للاحتلال والتي تتمحور حول التنمية وبناء الاقتصاد الفلسطيني الذي يمكن الفلسطينيين من الصمود ومقاومة مخطط تهجيرهم من وطنهم .
ومن المفارقات ان المشروعين ، الفلسطيني والاسرائيلي ،يلتقيان على أرضية واحدة وهي الاعتماد على المساعدات والمنح الامريكية والأوروبية وليس على اساس العمل لتنمية تقود الى بناء اقتصاد وطني . والحاصل ان المنح والمساعدات لا تدوم كما ان سلام نتنياهو الاقتصادي اريد به إضعاف المقاومة الفلسطينية ودفع الناس الى القبول بالقليل الذي يخلق حالة شعبية من اللهاث خلف لقمة العيش .
هذا التلاقي الموضوعي لمشروعي سلام فياض ونتنياهو ، رغم تضارب نواياهما ، قاد الى نتائج خطيرة على القضية والشعب فهو قد خلق حالة غير مسبوقة من غياب النضال الفلسطيني المقاوم الذي تميزوا به وهو الانتفاضة استغلها نتنياهو باتجاهين . الاول - زيادة وتيرة الاستيطان في الضفة والتهويد في القدس وسط غياب شبه كامل لردود الفعل على الارض في الضفة والقطاع . والثاني - نجاحه في سحب انظار الأمريكيين والأوروبيين بعيدا عن قضية الاحتلال ودفعهم الى اعتبار ان قضية المفاعل النووي الإيراني هي المشكلة الوحيدة في الشرق الاوسط .
خطة المقاومة الاقتصادية لسلام فياض ضرورية ومهمة في مقاومة الشعب الفلسطيني الذي يواجه احتلالا فريدا لم يتعرض له شعب من الشعوب ، احتلال يقوم على الاستيطان وإحلال شعب محل اخر . لكن فشل هذه الخطة يعود لانها أقصت او قلصت من دور النضال اليومي ضد الاحتلال، بل ان كل ما حققته من نجاح ، وهو قليل، يعود الى رضا اسرائيل المستعدة دوما لدفع اي ثمن من اجل انهاء روح الانتفاضة في الحياة الفلسطينية . وهذا الفشل الاقتصادي لخطة فياض الذي يفجر اليوم الإضرابات والاحتجاجات في مدن الضفة يرافقه وصول سياسة السلام التي يتبناها الرئيس الفلسطيني الى طريق مسدود .
امام فشل خطة سلام فياض وبعد ان وصل نهج الرئيس عباس الى حد شن حملة إسرائيلية وأمريكية تطالب بإطاحته بحجة انه يقف ضد السلام فان القضية الفلسطينية بحاجة الى يقظة ونهوض يعيد اليها روح المقاومة ويعيد اليها مركزيتها كقضية تحرير أشغلت العالم ، وقد تكون البداية في اعادة الوحدة بين غزة ورام الله بأسرع وقت وفي اجراء انتخابات حرة ونزيهة في الضفة والقطاع لان هذا أيضاً سيعيد فتح ملف الاحتلال وملف حق تقرير المصير امام العالم كله ."الراي"
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير