الإبراهيمي واستثمار الفشل
طاهر العدوان
جو 24 : يبدأ المبعوث الأممي الى سوريا الاخضر الإبراهيمي مهمته وسط غياب اي تفاؤل بنجاحها، التشاؤم هو طابع هذه المهمة المستحيلة. والواقع ان بشار الاسد هو الوحيد المتحمس لاستقبال الوسطاء والمبعوثين لانه لا يرى فيهم الا مناسبة للحديث مع الاخر وسرقة بعض الوقت يقطع فيه عزلته عن شعبه والعالم. ولانه يدرك بان حل الازمة لا يتحقق الا برحيله عن السلطة فما عليه غير استغلال الانقسام في مجلس الأمن لتحويل مهمة الإبراهيمي الى نفس الطريق الذي سارت علية مهمة كوفي عنان من اجل كسب مزيد من الوقت للانتقام من ( شعب يثور على سيده).
لقد مر من الوقت ما يكفي لامتحان النوايا الحقيقية للاسد، ومثلما نجح نظامه في جر الانتفاضة السلمية لشعبه الى ثورة مسلحة فانه نجح بمساندة شريكه الروسي في استغلال مهمات المبعوثين الدوليين من اجل السلام بتحويلها الى فرص اخرى للمضي في إلقاء براميل الديناميت على حلب وريف دمشق وحمص ودير الزور والبو كمال ودرعا وغيرهما.
حل الازمة السورية ليس في دمشق ولا في مقر الجامعة العربية انما في مجلس الأمن في نيويورك وكل المؤشرات تدل على ان هذا الحل لا يزال مستبعدا بسبب الموقفين الروسي والصيني. قبل ايام اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وبعد محادثات مطولة مع نظيرها الروسي لافروف ان لا اتفاق بينهما حول سوريا ومن ناحيته اعلن وزير الخارجية الفرنسي تباعد المواقف بين باريس وموسكو حول سوريا وذلك بعد محادثات استغرقت ثلاثة ايام مع نائب لافروف. ومثل هذه الاخبار كفيلة بان تدفع الإبراهيمي الى التراجع عن زيارته المزمعة الى دمشق خاصة وانه كان قد اعلن عند تكليفه بهذه المهمة لانه يشترط تفويضا من مجلس الأمن.
لكن مع كل هذا الياس يستطيع الإبراهيمي ان يحدث نقلة كبيرة في الموقف الدولي اذا ١- اختصر زمن مهمته في دمشق ووضع الاسد في الزاوية مثل الإصرار على تلقي إجابات قاطعة عن ترتيبات وقف النار او في مسالة قبوله من عدمها لحكومة المرحلة الانتقالية ٢- على ضوء ذلك ان يسرع في اعلان تقريره وتحديد المسؤوليات حتى لا تتحول مهمته الى وقت مفتوح يمنح لحرب المجازر ولنهج الشريك الروسي بالاستمرار في توفير الغطاء لها.
استثمار الفشل لخلق حالة دولية اكثر جدية للضغط على موسكو وبكين قد تقود الى البحث عن الاجابة على سؤال وماذا بعد الإبراهيمي ؟ هل سيبقى الموقف الأممي على حاله في مجلس الأمن اذا فشل بعد الفشل المدوي لكل من عنان ولمبادرة الجامعة العربية ؟ وهل سيبقى الشعب السوري وحيدا في ساحة الإبادة والتصفيات بينما تضع روسيا بوتين كل ثقلها لدعم آلة القتل الأسدية اضافة الى تواطؤ الحلفاء الاخرين الذين لا يرون في الثورة السورية الا مناسبة للقتل والانتقام وتصفية الحسابات مع العرب وربيعهم.
وبالمناسبة فان الثورة السورية تدفع اليوم ثمن وصول التيار الاسلامي الى السلطة في اكثر من بلد عربي وما يحدث ذلك من مواجهات وتبدل أدوار وتغييرات في مسار العلاقات الاميركية العربية وخوف على المصالح وعلى امن اسرائيل. لا عراب للثورة السورية، انهم وحدهم كما كان من قبلهم الفلسطينيون والعراقيون، بينما العرابين كثر لنظام يستبيح سوريا وشعبها، اليوم حتى الأعداء يلتقون موضوعيا على الخوف من الثورة ومن نظام ما بعد الاسد فمواقف واشنطن ليست بعيدة عن مواقف موسكو وموقف طهران يلتقي موضوعيا مع مخاوف اسرائيل ولهذا تستمر مسرحية الانقسام في مجلس الأمن."الراي"
لقد مر من الوقت ما يكفي لامتحان النوايا الحقيقية للاسد، ومثلما نجح نظامه في جر الانتفاضة السلمية لشعبه الى ثورة مسلحة فانه نجح بمساندة شريكه الروسي في استغلال مهمات المبعوثين الدوليين من اجل السلام بتحويلها الى فرص اخرى للمضي في إلقاء براميل الديناميت على حلب وريف دمشق وحمص ودير الزور والبو كمال ودرعا وغيرهما.
حل الازمة السورية ليس في دمشق ولا في مقر الجامعة العربية انما في مجلس الأمن في نيويورك وكل المؤشرات تدل على ان هذا الحل لا يزال مستبعدا بسبب الموقفين الروسي والصيني. قبل ايام اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وبعد محادثات مطولة مع نظيرها الروسي لافروف ان لا اتفاق بينهما حول سوريا ومن ناحيته اعلن وزير الخارجية الفرنسي تباعد المواقف بين باريس وموسكو حول سوريا وذلك بعد محادثات استغرقت ثلاثة ايام مع نائب لافروف. ومثل هذه الاخبار كفيلة بان تدفع الإبراهيمي الى التراجع عن زيارته المزمعة الى دمشق خاصة وانه كان قد اعلن عند تكليفه بهذه المهمة لانه يشترط تفويضا من مجلس الأمن.
لكن مع كل هذا الياس يستطيع الإبراهيمي ان يحدث نقلة كبيرة في الموقف الدولي اذا ١- اختصر زمن مهمته في دمشق ووضع الاسد في الزاوية مثل الإصرار على تلقي إجابات قاطعة عن ترتيبات وقف النار او في مسالة قبوله من عدمها لحكومة المرحلة الانتقالية ٢- على ضوء ذلك ان يسرع في اعلان تقريره وتحديد المسؤوليات حتى لا تتحول مهمته الى وقت مفتوح يمنح لحرب المجازر ولنهج الشريك الروسي بالاستمرار في توفير الغطاء لها.
استثمار الفشل لخلق حالة دولية اكثر جدية للضغط على موسكو وبكين قد تقود الى البحث عن الاجابة على سؤال وماذا بعد الإبراهيمي ؟ هل سيبقى الموقف الأممي على حاله في مجلس الأمن اذا فشل بعد الفشل المدوي لكل من عنان ولمبادرة الجامعة العربية ؟ وهل سيبقى الشعب السوري وحيدا في ساحة الإبادة والتصفيات بينما تضع روسيا بوتين كل ثقلها لدعم آلة القتل الأسدية اضافة الى تواطؤ الحلفاء الاخرين الذين لا يرون في الثورة السورية الا مناسبة للقتل والانتقام وتصفية الحسابات مع العرب وربيعهم.
وبالمناسبة فان الثورة السورية تدفع اليوم ثمن وصول التيار الاسلامي الى السلطة في اكثر من بلد عربي وما يحدث ذلك من مواجهات وتبدل أدوار وتغييرات في مسار العلاقات الاميركية العربية وخوف على المصالح وعلى امن اسرائيل. لا عراب للثورة السورية، انهم وحدهم كما كان من قبلهم الفلسطينيون والعراقيون، بينما العرابين كثر لنظام يستبيح سوريا وشعبها، اليوم حتى الأعداء يلتقون موضوعيا على الخوف من الثورة ومن نظام ما بعد الاسد فمواقف واشنطن ليست بعيدة عن مواقف موسكو وموقف طهران يلتقي موضوعيا مع مخاوف اسرائيل ولهذا تستمر مسرحية الانقسام في مجلس الأمن."الراي"