إذ تتخلى الدنيا عن الشعب السوري
عجيب امر هذا العالم ففي ميدان القول والتنظير والادعاء ,تجده قد جعل حياة البشر كلهم راحة وعدلا وسعادة
وقد انشأ من المنظمات الدولية الانسانية والقانونية وحتى العسكرية لحفظ الحقوق البشرية وفي كل جانب ما يصعب احصاؤه وكما يقولون فقد ملأوا اصابع المسحوقين خواتم
واذا التفت الى الواقع العملي المعاش اصابك الهلع من عظم الكذب والادعاء الفارغ , وان شئت فعدّ على اصابعك وبلا خواتيم
*اين حقوق الانسان حسب المواثيق الدولية لدى كثير من الشعوب وبخاصة الاسلامية والعربية بشكل اخص ؟
*اسأل عن حال الناس في فلسطين وغزة ,
والصومال واريتريا ومن على شاكلتهم في افريقيا وبخاصة قبل نجاح الثورات العربية في بعضها
**واسأل عن اليمن التي تكافح منذ عامين متصلين على الاقل
*واسأل عن افغانستان وما ادراك ما هدايا العالم لها خلال عقود والايدي الحانية الممتدة اليها بالصواريخ والدمار
* وانظر الى شعوب شرق ووسط اسيا الا ما ندر بنغلاديش باكستان ...........
* ولا تنس كوسوفا وما مر به شعبها فقط لانه ينتمي لامة اخرى
* وهل ستنسى ميانمار واقليم الذي لايذبح بلا صورة ولا صوت ولا من مغيث
*وهل حريات العرب والمسلمين في العديد من دول الغرب تس احدا حتى في الممارسات الشخصية من مظهر وملبس
*وانظر الى معاناة الاكراد على حدود العديد من دول العالم ولعلهم يعاقبون دوليا بجريرة صلاح الدين الايوبيرحمه الله
*اما البازار الدموي والقيمي الاعظم هذه الايام ومنذ سنين فهو في قلب الشام ووقوده الشعب السوري المذبوح
يصعب ان تجد حالات كثيرة على مر التاريخ مشابهة للحالة السورية الا ما ندر
ان تحشد دولة حدودية مع اشرس عدو وترفع لواء الممانعة والمقاومة وتكون نواة لحلف جديد (غير مقدس ) وتتمكن من استدرار عطف وعواطف الكثيرين لتكون مستودعا للاسلحة المتطورة والقواعد المتقدمة شيعيا وشيوعيا (روسيا ) ثم تجعل هذه الاسلحة في الحفظ والصون لاربعين عاما لاتعرف في جهات الكون جهة اسمها الغرب لئلا تمس جوارها الصهيوني بطلقة واحدة او صاروخ ينطلق بالخطأ وحتى لو لعبت الطائرات الصديقة العابا بهلوانية فوق القصر الرئاسي او المنشات الحيوية فالرد سيكون في الوقت المناسب ( اي بعد القضاء على الشعب السوري لو استطاع والمكان المناسب هو معاقبة الذات الشعب المباني المدارس المشافي الطرق السورية طبعا
ان هذا الصمت العربي والاسلامي والعالمي واعطاء الفرصة تلو الاخرى للنظام السوري يستخرج طائرات الميغ المخزنة والتي حبسها حابس الفيل (استغفر الله)!! عن الرد على العدو الاستراتيجي حسب الكلام الثوري والقومي الظاهر تخرج الطائرات العملاقة (وتتمرجل ) على المدنيين او بعض من يجد بندقية كلاشنكوف او من تأخذ بيد اطفالها هاربة من جحيم النظام باحثة عن حدود تسمح لها بالخول وقد تصل وحيدة وقد يصل طفل واحد بلا ام او قد لايصل احد مطلقا.
والعرب والعالم يهددون ويتوعدون ويرسلون المبعوث اثر الاخر يجرون اذيال الخيبة مكسوفين عاجزين يبكي الصادق منهم مع الباكين الذين جاء ليمسح دموعهم وينقذهم ولم يعد يصدقهم احد .
ولا ينتظر الشعب السوري ولا يقبل يدا خارجية فهو على الاستعمار والاحتلال ثار ويثور ولكنه امتحن الجانب الانساني لايقاف القتل الاعمى الذي يمارسه النظام
في الموضوع حيرة واي حيرة تسمع جعجعة عربية وغير عربية لا تتوقف ولا تجد خطوة عملية واحدة . فكرة الواجب والنصرة والانقاذ يتقاذفها العرب في جامعتهم ( المفرقة ) ومجلس الامن والامم المتحدة (ضدهم ) حتى لو كانت قضيتهم عادلة فسلاح الفيتو ( الصهيوني الصناعة بامتياز ) هو لهذه الغاية فان بلغت الجريمة في فلسطين مداها وانفضح العالم واضطر لادانتها وردعها فهناك مجموعة الفيتو الصهيو امريكية المكشوفة ,
وان بلغت مجازر نظام عربي بحق شعبه درجة يصعب معها السكوت ودخل العالم في حرج وفضيحة استعان بالفيتو الشرقي الحاقد وتكاد تجزم انه باتفاق جميع الاطراف دون استثناء من عرب او عجم شرقا وغربا والا ما تفسير تدمير العراق الجريح المذبوح دون اتفاق دولي وفيه من المصالح للدول الشرقية اكبر بكثير مما في سوريا
لست بحاجة للاتكاء على نظرية المؤامرة التي يعلكها البعض الجاهل والمخادع فالامر اكبر وهو مؤامرة دولية كبرى لانهاك سوريا الشعب والدولة والجيش والمقدرات واللحمة والوحدة حتى اذا وصل الوطن السوري نقطة الضعف الحرجة توجه له الضربة الانسانية جدا تحت شعار المسؤولية الدولية وربما العربية , سيما والنظام الاسدي مصمم على القتال باخر مواطن في حمص واخر جندي يخشى الانشقاق في السويداء او في قلب دمشق لا تكاد ترى جريمة ممتدة وبهذه القسوة منذ اربعين عاما وبلا تعاطف يذكر وبمثل هذه الدموية كما هو الحال في الشعب السوري مع كثرة المعاناة هنا وهناك , لكن في حالة الشعب السوري اجتمع القتل العلني مع الدمار والابعاد والتشتيت والحرمان مندخول سوريا حتى لمن جاوز التسعين او مات ليدفن فيها بوصية وهناك حالات كثيرة موثقة اضافة الى التقاء مصالح العديد من الدول الكبر والاقليمية في ابقاء الحالة السورية المرعبة على ما هي عليه ...... كلام ووعود ومخيمات مع المن والاذى وقلة الامكانات واجازات للقتل اليومي والتحذير فقط من السلاح الكيماوي لينقل بهدوء الى جحور الاختباء المنتظرة ان بقيت مراهنين على يأس الشعب السوري او استسلامه وهذا الاحتمال مضاف الى المستحيلات الثلاث والله اعلم.
جريمة ترتكبها الشعوب والامم والدول بحق الكثيرين في الارض بالقتل او الكبت والحرمان من الحرية والسعادة لا يكفرها الا النهوض بالمهمة الشرعية والانسانية والقيمية , والا فالعالم مع كل اختراعاته واكتشافاته ومؤسساته الدولية بعيش في العصور الوسطى المظلمة ولن يخرجه من ظلمته الا هذه الشعوب المقهورة المتمردة على ضعفها وتحييدها وتهميشها وهي قادرة وقادمة عما قريب ,وتبا لليائسين والمشعوذين, والفوز والرفعة لاحرار العالم وانهم لهم المنصورون. السبيل