jo24_banner
jo24_banner

نعم لست سعيدا يا رامز ويا (مؤسسة غالوب)

سالم الفلاحات
جو 24 :


أفكر بآخر آية قرأتها قبل الفجر بقليل في سورة الشعراء، نهايتها "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".

أفكر ببلدي وما آلت إليه أحوال مواطنيها، سواء الذين يحملون همها على ظهورهم وفي قلوبهم، وليس على هواتفهم متكئين على ارائكهم يدخنون أو يتمتمون بالتسبيح أو بالهجاء بأعلى السقوف!! أو من المستضعفين الذين انكسرت قلوبهم لحالة العوز التي هيمنت عليهم، ويخشون من الأسوأ إن رفعوا رؤسهم وجأروا بالشكوى مما أصابهم.

وأفكر بالرمز، الأستاذ ومربي الأجيال رامز البطران، من كفرسوم أو من ذيبان أو من معان أو من بصيرا الطفيلة كلها له وطن او مسقط رأس ومهوى فؤاد.

رامز أيها الأردنيون عليه ثلاث جنايات على الأقل دون الجنح، اضافة لاصابته بكورونا وهي في آخر رمق!

الأولى:- أنه وطني شهم رافع الرأس لا يقبل الهوان زمن الهوان، وهو متلبس بالجرم المشهود كما رفاقه العشرة المشتتين -مرة تلو الأخرى بقرار الحاكم الاداري ليس العسكري /بالتعبير الديمقراطي اليوم- في سجون الوطن من معان إلى باب الهوى طريق البترول.

والثاني:- أنه عضو ناشط في نقابة المعلمين /المعلقة/ زمن الديمقراطية بل والتحديثات الديمقراطية الدستورية والقانونية، والباقي عند كل اردني حي.

والجرم الثالث:- وثالثة الاثافي ولا ادري هل هو الأهم أو الأقل أهمية، هو أن الأستاذ رامز عضو في حزب الشراكة والانقاذ فاضي الأشغال (المتفرعن)!

وهناك ربما مجموعة جنح اضافية منها عدم صداقته لعطوفة محافظ أو مدير أو وزير أو نائب، لأنه لا يملك ذنبا يهزّه لأحد بسبب فرويد، مع أنها مواصفات يظهر أنه يجب ان يتحلى بها كل من ينتمي لوطنه ولا يصح جهلها! وهل هي قليلة؟!!

لست سعيدا واخاف على وطني من تفشي الظلم وتطاوله.

ألوم نفسي وقد أشتمها أحيانا مع تحيزي لها فطريا.. أُسائلها.. ونحن في أدنى درجات حرارة في هذه السنة؛ أين أخي رامز وعشرة من رفاقه؟ بأي تدفئة مركزية يتنعمون وبأي تدفئة من نوع آخر يتدثرون؟ وكم وزن بطانياتهم وبأي سيارة فارهة يتنقلون بين السجون والمحاكم والحكام والشرطة.

واخرهم حتى الان رامز تستغرق المسافة من (قصر الحجر مستشفى حمزة )الى جرش (الشرطة )منذ الجمعة الى الاثنين في الباص السريع مقيدا كسارق الكنيسة والمسجد والايتام ،ولا زال الطريق طويلا امامه الى اربد وكفر سوم بجريمة الكورونا وربما العودة بامر الحاكم الاداري حسب مزاجه وبلا قانون الى احد المنتزهات الاصلاحيةالتي تليق بمعلم الاجيال في قفقفا او الطفيلة، وهذا التخمين بعدم معرفة المصير لهذا( المجرم) لأن الاجراءات لا (يحزر عليها) ما دامت خارج القضاء ومن امتيازات المحافظ والذي لا يعلم سره الا الله وهو صاحب القرار، او اطلاق سراح رامز بعد ربطه بكفالة لا يعرف احصاء ارقامها رامز ولا حزبه ولا نقابته ولا ال البطران الكرام!

لقد طغى السيل حتى غاصت الركب بل والأعناق ايضا يا يازجي

نعم أشعر بالخجل من نفسي وأولادي وزوجتي وبالهلع الشديد على وطني، ولأن الأوطان والحصون تدمر من الداخل قبل الخارج.

وهذا يجري كله ونحن في ظلال استحقاق ديمقراطي كبير يوم الثلاثاء الاكبر، تعطل له الدراسة وتتوقف الانفاس وتبلغ القلوب الحناجراجلالا واحتراما. 

.. تأخرت عن الصلاة وانا اكتب ولكن ساكمل بعد الصلاة يا عابد الحرمين ……

أدركت الركعة الأولى للفجر في مسجد المسيح وإذا (العز يكمل) "ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من…" وعند الحفاظ البقية.

يزيد ألمي وأنا من سوء حظي وثقل همّي وشدة خوفي من الله. ثم من أنين الوطن ومظلوميه (أنني أصبحت رئيس حزب) وإن كنت أبذل ومعظم من معي من القامات الوطنية جهد ا متواصلا لا يعرف الكلل واليأس حفاظا على وطننا، ولا نبالي من قلة النصير بعد أن كسر كثير من الوطنيين الذين نظن فيهم الصدق سيوفهم أو كُسّرت (بتشديد السين) وصمتوا ورضوا بالحوقلة والحسبلة أو كادوا. وقفز البعض الآخر من سفينة الوطن إلى قارب المفاتن والفتن وأصبح واعظا في الاستكانة والرضى بالدون تحت غطاء الواقعية والموضوعية والتدرج بعد ان كان منظرا كبيرا وفيلسوفا جاء من الشرق او من الغرب بكل شعارات الحرية والتحرر بجميع اشكاله!!!!!

حتى اصبحت تتلفت حولك وتنادي باعلى الصوت اين انت يا …. واين انت يا ….

وقد تخاطب الاموات والاشباح عندما لا تسمع صدى لصوتك! نعم لِمَ الاستغراب من أننا لسنا سعداء وعندنا اضافة لغيرنا جرح فلسطين والاقصى وشعبها المظلوم المخذول؟

نعم لست سعيدا بعد تكديش الأصايل!!

يا سادتنا، يا فؤاد ويا فلاح ويا احمد ويا زيد ويا صبر ويا عدنان ويا ماجد ويا امجد ويا كل الذوات… الأصايل غابت وندرت أو اختفت وصارت الأصالة تهمة تستحق الحبس والجرجرة والحرمان والتشويه والاغتيال المعنوي وكذا الاغاثة والشهامة ونصرة المظلوم وقول الحق.

 
نعم يا (ابا يحيى) انا لست سعيدا (بمقاييس الكرامة والوطنية) وصدق غالوب، وليس بمقياس الخبز و(القن والكوخ).

نعم لست سعيدا، بل تعيس، مع أن صحتي جيدة والحمد لله، وعندي بيت وسيارة وأبنائي يعملون باستثناء ثلاثة وللدقة احدهم يعمل بواسطة صديق ب 245 دينار بعد الخصومات ومتزوج، ولي راتب تقاعدي يزيد عن 315 دينار والحمد لله.
ولكن
لعمرك ما السعادة جمع مال، ولكن التقي (والكريم والشهم والحر) هو السعيد.
وتعلمنا في مدرسة السعداء الفقراء
لا تسقني كأس الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

لن ننساك رامز وعبد الطواهية عميد العشرة ورفاقهم تحية لهم وفرج الله عنهم ولا تنسونا من الوخز والتنبيه فقد تبلدت جلودنا وفقدنا الشم والذوق والاحساس وهي ثقافة كورونا وقد تعيش بدونها سعيدا.

وادع لنا ان باطلاق سراح نخوتنا وكرامتنا وعزتنا ووحدتنا عسى ان ننقلب بفضل كأن لم يمسسنا سوء.

لن نيأس وانها سنة المدافعة.

والحمد لله وحده.
 
تابعو الأردن 24 على google news