jo24_banner
jo24_banner

عن السفيرة والسفارة!

ماهر أبو طير
جو 24 : تذكرني السفيرة الاميركية في عمان ببعض سفراء واشنطن في القاهرة، خصوصا، جراء كثرة النشاطات، وتتبع النشاطات من جانب وسائل الاعلام وقطاعات مختلفة.
الواضح ان السفيرة لاتعود عن سرعتها، تحت وطأة الانتقادات والتحسس من نشاطاتها، سواء تلك المقبولة دينيا واجتماعيا او تلك غير المقبولة، وبعضها حظي بنقد هائل.
لااعرف لماذا ينتقد البعض السفيرة، لمجرد ظهورها في مواقع عدة، فما هو اهم ليس ظهور السفيرة في مواقع سياسية او اجتماعية او رياضية، اذ ان كادر السفارة الاميركية ذاته بمثابة جيش كبير، يتابع كل الشؤون الاردنية، وادق التفاصيل، ولديهم خبراء بكل شيء، من انساب العائلات وصولا الى الملفات السياسية والاقتصادية؟!.
هذا يعني اننا كالعادة نركز على الشخص الاول، وظهوره اعلاميا، لكننا نتعامى عن المؤسسة وكيفية عملها، والمؤسسة الاميركية في عمان ضليعة بالشؤون الاردنية تتابع الاعلام ونقاشات النواب، وتؤرشف وتترجم، ولديها ملاحظات يتم التعامل معها بجدية من مراكز القرار، وهي ملاحظات مسموعة، وتنعكس مرات على القرار او القوانين، وغير ذلك، وهذا هو نفوذ واشنطن في عمان، الذي يتجاوز شخص السفير او السفيرة، فلو لم تظهر السفيرة في مناسبات عامة، لما اختلف الامر جذريا، لكننا نتحسس فقط من الظاهر، ونتعامى مرة اخرى عن النفوذ الحقيقي البعيد عن الضوء.
كل السفراء الغربيين في عمان لهم نشاطات واغلبها لايتم الاعلان عنها، فأغلب هؤلاء يستقبلون ضيوفا وزوارا من النخب السياسية وغيرها، ويسألون ويستمعون، وبعضهم يلبي دعوات تبقى بعيدة عن الضوء، حتى يعرف بعضنا ان عمان ليست هادئة كما تبدو في نهاراتها وليلها الطويل، ومامن سفير هنا، الا ويدبج تقريرا بأخر المعلومات او التطورات او التحليلات بخصوص الشأن الاردني، خصوصا، مع اشتباك الاردن مع ملفات دول الجوار.
ربما هو ذاته شأن سفراء الاردن في الخارج، الذين وفقا للدول التي يعملون بها، يمارسون ايضا ادوارا شبيهة،بذات اللياقة في اي دبلوماسي، وظن البعض ان دور السفير هو التوقيع فقط على جواز السفر الجديد، ظن كله اثم.
لكننا بحق نعترف ايضا ان السفيرة اسرع من سابقيها، من حيث الايقاع، فقد عرفنا سفراء سابقين، لهم حركة واتصالات ونشاطات، والذي يجوجل اسماء السفراء الاميركيين في عمان يعرف ان مامن واحد فيهم الا ورأيناه في عشاء، او ملعب او موقع قرار.
معنى الكلام ليس منح السفراء شرعية التدخل في الشأن الداخلي الاردني، او دس الانف في شؤون حساسة، لكننا نريد القول صراحة، ان النشاط العلني المكشوف الذي يثير التحسس ربما مطمأن اكثر من النشاطات المستترة، وعلى هذا علينا هنا، ان نعيد تقييم موقعنا العربي والدولي، ومدى حاجتنا للاخرين سياسيا واقتصاديا، ثم طرح السؤال حول القدرة الفعلية على كبح هذا السفير او ذاك، فيما تبقى الحديقة الخلفية للسفارة الاميركية في عمان نشيطة جدا، وكأنها خلية تقرأ وترصد وتتصل وتترجم وتقترح وتستقبل متسللين ومتطوعين واصداقاء، فوق مايظنه كثيرون، من اصحاب النزعات الوطنية الطيبة، الذي يغضبهم فقط الصورة الظاهرة، حين تلتهم السفيرة الشاورما في جبل عمان، او تظهر في مباراة رياضية تتنزل فيها سكينة الله على الجمهور واللاعبين.


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news