ما دخل العنف شيئا إلا شانه ( قبحه وأبغضه )
فيلم « براءة الاسلام» المسئ للرسول صلى الله عليه وسلم هو مظهر اخر من المخطط الصهيوني الشرير الذي تمارسه اسرائيل والحركة الصهيونية منذ هجمات ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١من اجل احداث مواجهة كبرى بين العرب والغرب وإثارة صراع لا يعرف النهايات بين الولايات المتحدة وأوروبا وبين العالم العربي والإسلامي والهدف واضح وهو تصوير اسرائيل بانها خط الدفاع الاول عن الحضارة الغربية والعالم الحر.
فضيحة لافون التي وقعت بعد عامين من ثورة ٢٣ يوليو المصرية عام ١٩٥٢ كشفت انذاك عن عمليات إرهابية صهيونية ضد البعثة الامريكية في مصر من اجل قطع الطريق على اقامة علاقة قوية بين امريكا وثورة عبد الناصر. تلك المؤامرة تتكرر نفسهااليوم في اساليب اخرى وفي ظروف تاريخية اشد خطورة من خلال الفيلم المسيء ، من اجل نسف ما بني حتى الان من جسور علاقات صحية ومتوازنة بين امريكا وأوروبا من جهة وبين ثورات الربيع العربي من جهة اخرى التي هيأت الظروف لبداية جديدة وإيجابية في العلاقة بين الاسلام والغرب على مستوى الشعوب .
في واقعة ( لافون ) جاء الرد الامريكي حازما عام ١٩٥٦ عندما وقف الرئيس ايزنهاور ضد الاعتداء الثلاثي على مصر وأمر اسرائيل بالانسحاب من سيناء وقطاع غزة وهذا ما نفذته صاغرة . هذا الرد جاء رغم النفوذ القوي المعروف للوبي الصهيوني الكبير في امريكا . فالكيان الصهيوني في الحقيقة العملية والسياسية متواجد على بقعتين جغرافيتين متباعدتين الاولى في قلب العالم العربي ، فلسطين ، والثانية في نيويورك عاصمة امريكا الفعلية حيث يتحكمون بالسياسة الامريكية في الشرق الاوسط .
اسرائيل الكبرى في قلب امريكا وإسرائيل الصغرى في فلسطين وظيفتهما المشتركة دق الأسافين بين العرب وبين الأمريكيين وهما لا تتوانيان عن استغلال الفرص لإشعال نار العداء والحقد والكراهية بين الطرفين . واكبر هذه الفرص كانت هجمات ١١ سبتمبر التي استغلها أنصار اسرائيل في الكونغرس مع «المحافظون الجدد» من اجل جر الجيوش الامريكية الى حرب بالإنابة من اجل تدمير العراق ، وبعد ذلك اعطاء الضوء الاخضر لإسرائيل لتشن حروبها ضد الفلسطينيين بزعم ان الانتفاضة إرهاب وجزء من القاعدة .
مشكلة العلاقات الامريكية العربية هي في وجود اسرائيل الكبرى وإسرائيل الصغرى . وكل جزيئة في الفلم المسئ تشير الى مؤامرة هدفها قطع الطريق على اقامة علاقات أمريكية عربية تقوم على مصالح الشعبين الامريكي والعربي . فمن اخرجه هو الاسرائيلي ايلي باسيلي الذي يعيش في كاليفورنيا ومن موله هي الخمسة ملايين دولار التي جمعتها ١٠٠ جهة إسرائيلية التي استغلت كنيسة القس الامريكي المعتوه تيري جونز من اجل اقامة احتفالية في يوم ١١ سبتمبر تحت عنوان اليوم العالمي لما سمته بمحاكمة الاسلام ونبيه ، اما القبطي المصري موريس صادق فهو مجرد أداة إسرائيلية صهيونية .
هدف الفلم المسئ واضح امام كل مبصر وهو ١- تدمير اي فرصة لبناء علاقات أمريكية مع أنظمة الربيع العربي وتشويه صورة الشعوب العربية المنتفضة من اجل الحرية والكرامة ليقال بان العرب والمسلمين لا يعرفون الصداقة وردود فعلهم غير محسوبة وخطرة . ٢- استغلال حفنة الخونة المصريين من امثال موريس صادق وعصمت زقلمة وجاك عطا الله لإشعال فتنة طائفية في مصر .
من الطبيعي ان يغضب كل عربي ومسلم من هذا التطاول الخسيس على نبي الاسلام ومن غير الطبيعي ان لا يخرج الناس الى الشوارع للتنديد به ، لكن بصورة حضارية تدفع الأمريكيين للخجل من قيام هذه الحفنة بهذا العمل الحقير ، لكن من غير الطبيعي ان يتحول هذا الغضب الي هجوم على السفارات الامريكية وقتل السفير كريستوفر ستيفنز الذي عرف بصداقته ومحبته للعرب ، مؤيدا لربيعهم وحريتهم وكرامتهم ( رحمه الله ولاسرته صادق العزاء ، والرحمة للجنود الليبيين العشرة الذين قتلهم المهاجمون وهم يحمون ضيوفا يحلون في بلدهم ) هذا العنف الأعمى حقق الغرض الذي أراد الإسرائيليون تحقيقه من انتاج هذا الفلم المسئ .
وأخيرا لقد أراد منتجي الفلم تشويه صورة الاسلام وتصويره بانه دين عنف وكراهية وبان المسلم لا يؤمن جانبه ومن المؤسف ان العنف غير المبرر ضد السفارات الامريكية قدم صورة مشوهة عن الاسلام هي في الضد تماما من ما دعا اليه الرسول الكريم وقوله « ما دخل العنف شيئا الا شانه ( قبحه وابغضه ) ولا كان الرفق في شئ الا زانه « صدق رسول الله . الراي