jo24_banner
jo24_banner

قطوف الذهب

ماجد ديباجة
جو 24 : دوما وبحثا عن التميز والابداع تقودنا خطى البحث والارشاد الزارعي نحو التفرد والنجاح ، وتأخذنا المسافات نحو الجديد والمميز ، حيث يرسم العاملون في المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي بجهدهم وعرقهم قصصا رائعة ، تجسد مقدار ما يبذلوه من عطاء وتفاني ، من اجل الوصول الى كل بقعة من وطننا الحبيب لاجتراح الابداع والتميز ، وتوفير كل اسبابه للنهوض بالقطاع الزراعي ، وتطوير وتحسين معطياته ونتائجه ، خدمة للوطن ، ولابنائه من المزارعين الكادحين في ارضهم ، الصابرين على دلالها وتدللها ، متضرعين الى ربهم عطاءا ومحبة .

انها واحدة من قصص الابداع التي جسدتها على الارض ، السواعد السمراء والجباه الندية .

قادتنا الخطى الواثقة التي تتمشق الشوق واللهفة انطلاقا من المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي ، باتجاه جبال عجلون ، موئل الشموخ وألانفة ، مستشرفين فيها سجايا الملك المؤابي العظيم ( عجلون ) الذي آل على نفسه الا ان يكون عنوانا لذلك الجبل الغافي على اكتاف التاريخ المشرق .

حيث طفقنا نغذ الخطى الهوينا بين اطياف الجبال ، واكتاف التلال ، تتهادى بنا المركبة ، وكانها تستقرئ تفاصيل المكان وسحر الاجواء التي استغرقتنا .
هناك بين اكناف التلال ، تقبع مزرعة ابو انمار ، تحاكي ابداع الطبيعة ، وتنجدل فرحى بهضاب البطم واللزاب ، وتتوارى بين فيافي المنعطفات ، لتنبلج علينا جنة من اهداب واعناب ، تنهدل بقطوفها الدانية برفق وتودد لتبوح لنا عن سر دلالها وتدللها .

انه السر الذي تكشف رويدا رويدا ، عندما اطل علينا ابو انمار الرجل الطيب المتقاعد من وظيفته الرسمية ، والراسخ في ارضه رسوخ البطم والملول ، حيث شرع يكشف لنا عن ذلك السر الجميل الذي يتسربل من بين قطوفه ودواليه .

يقول ابو انمار، الرجل المنتصب كالطود فوق تلال منطقته (المربعة ) التي تعلو عن سطح البحر اكثر من 1250 مترا ، انه حاول كثيرا ان يرتقي باداءه الزراعي من خلال تعامله مع شجيراته بلطف ورقة ، كانهن بناته الصغيرات ، يعاتبهن ويربت على اكتافهن ، ويهادن الارض صعبة التضاريس من تحتهن ، يستدر عطائهن ويحفظهن بعرق كفّيه الطاهرتين ، وظل كذلك حتى ساقه القدر الى التلاقي مع ثلة من المرابطين على محبة الوطن ، وخدمة المواطن انّى كان ، واينما كان أولاءك الحاملين رسالة العلم والمعرفة ، يطوفون بها البلاد علهم يورفون بظلال عطاءهم ومحبتهم على المنغرسين في ارضهم ، يأبون بوارها او هجرها .

لقد كان للقاء ابو انمار مع مرشدي المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي ، وقع السحر على المسحور ، حيث تمارت دواليه وربت وتسابقت الارض في اخراج وفيرها واغداقه على صاحبها خيرا وبركة بيمن من الله وتيسيره

المهندسة يسرى الموسى ، المرأة المفعمة بالعطاء والبذل مديرة البرنامج الوطني للعنب ، آلت على نفسها وفريقها العامل ، الا ان يكون لعطائها وفريقها مذاقا خاصا يلتصق بالارض ، ويرضي النفوس بما لذ وطاب ، فكان لجهد الفريق المتخصص من القائمين على البرنامج الوطني ، دورا بارزا ومؤثرا في تحقيق ما نحن عليه الان من نتائج طيبة ، انعكس على ارض الحاج فهمي عمر( ابو انمار ) خيرا وبركة حيث بادرني ابو انمار بالقول مبتسما مبتهجا ، ان كرمي هذا الذي يتوفرعلى 250 دالية تنتشر على مساحة 5 دونمات ، يتوقع له ان ينتج اكثر من 5 اطنان من عناقيد الذهب بعد ان كان لايتجاز ذلك 3 اطنان في العام .

واضاف ابو انمار ان العمليات الزراعية التي كان يزودني بها جنود الارشاد الزراعي ، ابتداء من الحراثة والتقنيب والتسميد والمعالجة الدوائية ، والتي ترافقت مع متابعتي طيلة تسعة اشهر ، اثمرت عن جنة من اعناب وارفة الظلال تنشر ظلالها على كل مايحيطها من اراضي عين جنه .

انني ومن منطلق ما جنيته من خير ومحبة - يقول ابو انمار – لا يسعني الا ان اكون ممتنا لتلك السواعد والجباه ، التي اثمرت جهودها على الارض ما لم اكن احلم به فطوبى لجنود الوطني ايمنا كانوا وفي كل ميادين الانتماء والولاء .
وطوبى للطيبين من ابناء هذا الوطن العزيز .

المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي
رئيس قسم الاعلام
الناطق الاعلامي

ماجد ديباجة
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير