أو ليس الأقصى أولى بتجهيز الجيوش و خوض المعارك ؟
العميد المتقاعد فتحي الحمود
جو 24 :
أعتقد بأن الإجابة على هذا السؤال معروفة و لا يختلف عليها مسلمان و عربيان إثنان مهما كان توجههما السياسي و العقائدي , و اذا ما وجدنا بيننا من هو غير ذلك فلا هو منا و لا نحن منه .
فاذا ما جهزت الجيوش العربية و الاسلامية لمحاربة انظمة عربية استخدمت فيها جميع انواع الاسلحة و جند لها عشرات الالاف من المقاتلين من عسكر نظاميين و حركات اسلامية مسلحة نعرف من اسسها و جهزها و سلحها و مهد الطريق امامها باسم " الجهاد " ضد انظمة عربية " فاسدة و طائفية " كما يدعي من يقوم بها , فإني كعربي أردني مسلم عاش القضية الفلسطينية منذ اكثر من 50 عاما بكل ما فيها من ايجابيات و سلبيات لست في مجال ذكرها اليوم , فأستطيع أن أدعي بأنني معني بالصراع العربي الصهيوني أكثر من أي شيء آخر .
فلقد استطاع و بكفاءة نادرة أن يشغلنا ببعضنا بعضا و قمنا بالنيابىة عنه و عمن يقف خلفه و يدعمه و يموله بقتل اكثر من 300 الف من اهلنا في العراق و سورية و مصر و اليمن و ليبيا و تونس و غيرها , و شرد نصف سكان سورية , و دمر ثلاثة ارباعها , و مثلها العراق و اليمن و ما لحق بها من حل الجيوش النظامية و احلالها بمليشيات عرقية و طائفية امعنت بقتل مواطنيهم على الهوية و اعدمت خيرة الخيرة من ضباط صنوف الاسلحة المختلفة بمن فيها الطيران , و دخلت ايران على خط الصراع حتى بدأت بلعب دور دنيء و حقير في ثلاث دول عربية هي بالترتيب : العراق و سورية و اليمن .
كل ما حصل تحت مسمى الربيع العربي الذي بدأ بالمنادة بالاصلاح السياسي و القضاء على الفساد و تحول الى ما تحول اليه حتى بات الوطن العربي ارضا مشاعا الكل يرتع فيه كما يشاء لأن الأهداف انحرفت و تحولت الى الاستيلاء على اكبر مساحات ممكنة للسيطرة عليها و كان من ضمنها إقامة دولة الخلافة الاسلامية على مساحات في كل من القطرين العربيين العريقين الا و هما العراق و سورية و استولت على مقدرات و مواقع استراتيجية مهمة و حساسة فضاعوا و اضاعونا معهم .
كل ذلك صب في مصلحة الكيان الصهيوني المزروع في خاصرة الأمة منذ العام 1948 , فقام هذا الكيان المسخ و الضعيف و الغريب و الشرس الذي شن حربا على غزة و دمر ثلثها تقريبا و شرد ربع سكانها و لا يزالوا مشردين من دون مأوى و علم و صحة , و عمقت الخلاف بين فصائل المقاومة الفلسطينية حتى ذوبها فلم يعد لها ذلك المفعول و الأثر الذي بدأت به في الانتفاضة الاولى و الثانية و هذا الخلاف الجوهري بين الفصيلين الاساسيين فتح و حماس لن ينتهي ابدا , لاختلاف الغاية و الهدف المعروفين للجميع .
اذن العدو الصهيوني تمكن من الارض الفلسطينية بكاملها و تناسى جميع اتفاقيات الاستسلام العربية و تناسى تفاهمات اوسلو و تعامل معها كانها غير موجودة اصلا .
في خضم كل ما ذكرت آنفا " نسي " العرب و المسلمون على حدّ سواء فضيتهم الاساس الا و هي القضية الفلسطينية و تركوا الشعب الفلسطيني الذي يعيش على الارض الفلسطينية فريسة لظلم الاحتلال و شراسته و حقارته و عدوانه اليومي و حصاره الدائم لهم .
نعم : نسينا فلسطين و شعبها و الاهم اننا نسينا مقدساتنا و على رأسها المسجد الاقصى أولى القبلتين لمليار و نصف مسلم و ثالث الحرمين الشرفين و نسينا معه المقدسات المسيحية في كل من القدس و بيت لحم و غيرهما ...و اكتفينا نحن و العالم بالفرجة على ما يجري هناك من عذاب يومي و معاناة صلوات أيام الجمعة على مدار عشرات السنين حتى حسمها شراذمة الأرض بالعدوان الاخير على المسجد الاقصى و محاولات بعض من قطعان المستوطنين الدخول الى حرمه الطاهر الشريف حتى تهيأت لهم الظروف فدخلوا ببساطيرهم الى داخل المسجد و باحاته بشكل فج و مثير لكل فلسطيني شريف غيور على مقدساته , و شاهدنا مناظر تقشعر لها ابدان احرار العرب و المسلمين و العالم و خاصة هذا الاحتكاك بنسائنا و اخواتنا الماجدات الشريفات العفيفات المناضلات الصابرات و هن يستجندن بمعتصمي ( جمع معتصم ) لانقاذهن من براثن وحوش بشرية لا علاقة لها بالانسانية ....فتحركت ابواق الاعلام العربي المهتريء من خلال الوزراء و غيرهم مستنكرين و شاجبين و كأن النتن ياهو و مجموعاته يهتمون كثيرا باصوات من اجتمعوا و وقعوا معم معاهادات و اتفاقيات و الذين يتهافتون للتطبيع معه من دون مقابل و على الاخص دول الخليج العربي و اولها دولة قطر و معها ما تبقى منها من دون ان نسميها .
في هذا الوقت لا زلنا نرسل الطائرات و الدبابات و الصواريخ لمقاتلة الحوثيين و غيرهم في بلاد العرب !!!
بالمناسبة : أنا ضد إيران و أنا ضد الحوثيين و ضد جميع انظمة الفساد و السرقة و النهب و التمسك بالكراسي على حساب دماء شعوبهم الا أنهم ليسوا أولوية لي قبل دولة العدوان الصهيوني .
الآن تخيلوا معي لو أن من قتلوا خلال الربيع " الصهيوني " استشهدوا في سبيل تحرير فلسطين و تخيلوا معي لو أن مئات الطائرات توجهت لقصف مواقع العدو الصهيوني و لو ان ارتال الدبابات احاطت بهذا الكيان من اربع جهات : لبنان , سورية , الأردن و مصر بمساعدة سعودية و خليجية و دول تدعي انها تقف ضد دولة العدو ...فكم ساعة ستتحمل هذه الدولة للتخليص عليها نهائيا من النهر الى البحر !!!!
هل تخيلتم هذا المشهد و هذا الحجم من القوات ....تخيلوه جيدا و احلموا به ...لأنه هو المشهد الذي يخلصنا من الاحتلال الصهيوني حتى و لو كانت الف ولايات متحدة خلفها ...فاليوم هو غير العام 1973 و مؤامرة السادات من اجل تحريك مفاوضات كامب ديفيد التي كانت سببا اساسا لكل ما حصل بعد ذلك حتى جاء يوم التاسع من نيسان 2003 فأكمل المشهد المأساوي و انتهى الحلم العربي و تلاشى ليصبح العراق ولاية فارسية جديدة يحكمه مجموعة من امراء الحرب من قادة المليشيات الطائفية .
إذن .......الشجب و الاستنكار لا يعيدان فلسطين و لا يحرران الاقصى ...و أرجو من ألاخوة الاردنيين و الفلسطينيين و العرب أن لا يطلبوا من الأردن قيادة و شعبا ما لا يمكنه القيام به وحده .
و عليه ....و لقد أطلت عليكم ...هل تستطيعون ايها العرب أن تعيدوا عقارب الساعة 5 سنوات الى الوراء و أن تعملوا على ايقاف مهزلة ما يحصل يوميا ....فلقد حان الوقت و آن الأوان للخلاص من دولة الكيان الصهيوني الى الأبد ...و اذا ما عقدتم النية ايها الشاجبون و المستنكرون فستجدوننا نحن المتقاعدين العسكريين في الصفوف الامامية لمقاتلة هذا العدو الذي يجثم على صدورنا منذ اكثر من 160 عاما .
و أعود الى سؤالي و هو عنوان المقال و أكرر السؤال : إلى متى كل هذا العذاب و الشقاء ؟
أما اذا كنتم لستم بوارد كل ما كتبت ...فسأعتبره حلما جميلا في هذا الجو الخانق .
أعتقد بأن الإجابة على هذا السؤال معروفة و لا يختلف عليها مسلمان و عربيان إثنان مهما كان توجههما السياسي و العقائدي , و اذا ما وجدنا بيننا من هو غير ذلك فلا هو منا و لا نحن منه .
فاذا ما جهزت الجيوش العربية و الاسلامية لمحاربة انظمة عربية استخدمت فيها جميع انواع الاسلحة و جند لها عشرات الالاف من المقاتلين من عسكر نظاميين و حركات اسلامية مسلحة نعرف من اسسها و جهزها و سلحها و مهد الطريق امامها باسم " الجهاد " ضد انظمة عربية " فاسدة و طائفية " كما يدعي من يقوم بها , فإني كعربي أردني مسلم عاش القضية الفلسطينية منذ اكثر من 50 عاما بكل ما فيها من ايجابيات و سلبيات لست في مجال ذكرها اليوم , فأستطيع أن أدعي بأنني معني بالصراع العربي الصهيوني أكثر من أي شيء آخر .
فلقد استطاع و بكفاءة نادرة أن يشغلنا ببعضنا بعضا و قمنا بالنيابىة عنه و عمن يقف خلفه و يدعمه و يموله بقتل اكثر من 300 الف من اهلنا في العراق و سورية و مصر و اليمن و ليبيا و تونس و غيرها , و شرد نصف سكان سورية , و دمر ثلاثة ارباعها , و مثلها العراق و اليمن و ما لحق بها من حل الجيوش النظامية و احلالها بمليشيات عرقية و طائفية امعنت بقتل مواطنيهم على الهوية و اعدمت خيرة الخيرة من ضباط صنوف الاسلحة المختلفة بمن فيها الطيران , و دخلت ايران على خط الصراع حتى بدأت بلعب دور دنيء و حقير في ثلاث دول عربية هي بالترتيب : العراق و سورية و اليمن .
كل ما حصل تحت مسمى الربيع العربي الذي بدأ بالمنادة بالاصلاح السياسي و القضاء على الفساد و تحول الى ما تحول اليه حتى بات الوطن العربي ارضا مشاعا الكل يرتع فيه كما يشاء لأن الأهداف انحرفت و تحولت الى الاستيلاء على اكبر مساحات ممكنة للسيطرة عليها و كان من ضمنها إقامة دولة الخلافة الاسلامية على مساحات في كل من القطرين العربيين العريقين الا و هما العراق و سورية و استولت على مقدرات و مواقع استراتيجية مهمة و حساسة فضاعوا و اضاعونا معهم .
كل ذلك صب في مصلحة الكيان الصهيوني المزروع في خاصرة الأمة منذ العام 1948 , فقام هذا الكيان المسخ و الضعيف و الغريب و الشرس الذي شن حربا على غزة و دمر ثلثها تقريبا و شرد ربع سكانها و لا يزالوا مشردين من دون مأوى و علم و صحة , و عمقت الخلاف بين فصائل المقاومة الفلسطينية حتى ذوبها فلم يعد لها ذلك المفعول و الأثر الذي بدأت به في الانتفاضة الاولى و الثانية و هذا الخلاف الجوهري بين الفصيلين الاساسيين فتح و حماس لن ينتهي ابدا , لاختلاف الغاية و الهدف المعروفين للجميع .
اذن العدو الصهيوني تمكن من الارض الفلسطينية بكاملها و تناسى جميع اتفاقيات الاستسلام العربية و تناسى تفاهمات اوسلو و تعامل معها كانها غير موجودة اصلا .
في خضم كل ما ذكرت آنفا " نسي " العرب و المسلمون على حدّ سواء فضيتهم الاساس الا و هي القضية الفلسطينية و تركوا الشعب الفلسطيني الذي يعيش على الارض الفلسطينية فريسة لظلم الاحتلال و شراسته و حقارته و عدوانه اليومي و حصاره الدائم لهم .
نعم : نسينا فلسطين و شعبها و الاهم اننا نسينا مقدساتنا و على رأسها المسجد الاقصى أولى القبلتين لمليار و نصف مسلم و ثالث الحرمين الشرفين و نسينا معه المقدسات المسيحية في كل من القدس و بيت لحم و غيرهما ...و اكتفينا نحن و العالم بالفرجة على ما يجري هناك من عذاب يومي و معاناة صلوات أيام الجمعة على مدار عشرات السنين حتى حسمها شراذمة الأرض بالعدوان الاخير على المسجد الاقصى و محاولات بعض من قطعان المستوطنين الدخول الى حرمه الطاهر الشريف حتى تهيأت لهم الظروف فدخلوا ببساطيرهم الى داخل المسجد و باحاته بشكل فج و مثير لكل فلسطيني شريف غيور على مقدساته , و شاهدنا مناظر تقشعر لها ابدان احرار العرب و المسلمين و العالم و خاصة هذا الاحتكاك بنسائنا و اخواتنا الماجدات الشريفات العفيفات المناضلات الصابرات و هن يستجندن بمعتصمي ( جمع معتصم ) لانقاذهن من براثن وحوش بشرية لا علاقة لها بالانسانية ....فتحركت ابواق الاعلام العربي المهتريء من خلال الوزراء و غيرهم مستنكرين و شاجبين و كأن النتن ياهو و مجموعاته يهتمون كثيرا باصوات من اجتمعوا و وقعوا معم معاهادات و اتفاقيات و الذين يتهافتون للتطبيع معه من دون مقابل و على الاخص دول الخليج العربي و اولها دولة قطر و معها ما تبقى منها من دون ان نسميها .
في هذا الوقت لا زلنا نرسل الطائرات و الدبابات و الصواريخ لمقاتلة الحوثيين و غيرهم في بلاد العرب !!!
بالمناسبة : أنا ضد إيران و أنا ضد الحوثيين و ضد جميع انظمة الفساد و السرقة و النهب و التمسك بالكراسي على حساب دماء شعوبهم الا أنهم ليسوا أولوية لي قبل دولة العدوان الصهيوني .
الآن تخيلوا معي لو أن من قتلوا خلال الربيع " الصهيوني " استشهدوا في سبيل تحرير فلسطين و تخيلوا معي لو أن مئات الطائرات توجهت لقصف مواقع العدو الصهيوني و لو ان ارتال الدبابات احاطت بهذا الكيان من اربع جهات : لبنان , سورية , الأردن و مصر بمساعدة سعودية و خليجية و دول تدعي انها تقف ضد دولة العدو ...فكم ساعة ستتحمل هذه الدولة للتخليص عليها نهائيا من النهر الى البحر !!!!
هل تخيلتم هذا المشهد و هذا الحجم من القوات ....تخيلوه جيدا و احلموا به ...لأنه هو المشهد الذي يخلصنا من الاحتلال الصهيوني حتى و لو كانت الف ولايات متحدة خلفها ...فاليوم هو غير العام 1973 و مؤامرة السادات من اجل تحريك مفاوضات كامب ديفيد التي كانت سببا اساسا لكل ما حصل بعد ذلك حتى جاء يوم التاسع من نيسان 2003 فأكمل المشهد المأساوي و انتهى الحلم العربي و تلاشى ليصبح العراق ولاية فارسية جديدة يحكمه مجموعة من امراء الحرب من قادة المليشيات الطائفية .
إذن .......الشجب و الاستنكار لا يعيدان فلسطين و لا يحرران الاقصى ...و أرجو من ألاخوة الاردنيين و الفلسطينيين و العرب أن لا يطلبوا من الأردن قيادة و شعبا ما لا يمكنه القيام به وحده .
و عليه ....و لقد أطلت عليكم ...هل تستطيعون ايها العرب أن تعيدوا عقارب الساعة 5 سنوات الى الوراء و أن تعملوا على ايقاف مهزلة ما يحصل يوميا ....فلقد حان الوقت و آن الأوان للخلاص من دولة الكيان الصهيوني الى الأبد ...و اذا ما عقدتم النية ايها الشاجبون و المستنكرون فستجدوننا نحن المتقاعدين العسكريين في الصفوف الامامية لمقاتلة هذا العدو الذي يجثم على صدورنا منذ اكثر من 160 عاما .
و أعود الى سؤالي و هو عنوان المقال و أكرر السؤال : إلى متى كل هذا العذاب و الشقاء ؟
أما اذا كنتم لستم بوارد كل ما كتبت ...فسأعتبره حلما جميلا في هذا الجو الخانق .