2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الوطن للجميع بين الحقيقة و الخيال !

العميد المتقاعد فتحي الحمود
جو 24 :

ليس من حق أي جهة في وطننا العزيز و الغالي الأردن الذي نفتديه بالمهج و الأرواح و الأموال أن تزاود على أي جهة أخرى مهما كانت بوطنيتها أو انتمائها طالما أنها تلتزم بشروط المواطنة الصالحة التي تسعى إلى خدمة الوطن و تقدمه و ازدهاره و مستعدة للدفاع عن أراضيه و استقلاله بكل ما تملك و تخدم أيضا مصالحه الوطنية و القومية بإخلاص و تجرد و شرف و أمانة في جميع الأحوال و الظروف لأن الوطن ليس مجرد جواز سفر أو مكان لقضاء إجازة الصيف أو انه وسيلة للتنفع أو الاحتكار و استغلال المواطن الفقير و المسكين و المغلوب على أمره , غير القادر لتدبر أسباب العيش الهانئ الكريم . 
فهذا الانقسام الحاد ألعامودي و الأفقي في المجتمع الأردني الطارئ يجب أن يتوقف بعد أن تعالج أسبابه بأقصى سرعة قبل أن تقع الفأس في الرأس و يندم الجميع عندما لا ينفع لا اللطم و لا النواح و لا العويل على ما فات خاصة و أن هناك جيلا بكامله أمانة في أعناقنا جميعا ينتظر مستقبلا زاهرا و حياة آمنة و عيشا كريما و علما جيدا و خدمات صحية مناسبة و غير ذلك كثير .
كل ما ذكرت لا يتحقق بالأمنيات و الأحلام و الوعود الكاذبة و الخيالية و إنما يحتاج إلى خطط و وورش عمل تعمل ليل نهار من اجل تحقيق هذا الهدف النبيل و الأساس.
و ما هذا العنف المجتمعي في الجامعات و الشوارع و الحارات و هذا الارتفاع غير المسبوق في أعداد و أنواع الجرائم المختلفة وغيرها ما هو إلا نتيجة و ليس سببا فالفجوة تزداد يوما بعد يوم اجتماعيا و اقتصاديا و بشكل واسع بين فئات المجتمع و الوطن الواحد و المصحوب بفساد إداري واضح في القطاعين العام و الخاص على حد سواء . و ما يجرى و جرى في الشوارع العربية خلال السنتين الماضيتين تحت اسم اخترناه ألا و هو " الربيع العربي " الذي تحول إلى خريف دموي كانت كلفته مرتفعة جدا في الأرواح و الأموال و تهدمت و تلاشت فيه دول و مدن تاريخية و أخذت معها ما جمعته مئات السنين من عادات و تقاليد و حب و تآلف بين أفراد مجتمعاتها دينيا و عرقيا و جهويا .
للأسف الشديد فلقد تحولت المجتمعات العربية إلى مجتمعات متناحرة و متقاتلة عرقيا و طائفيا فنسينا ما يجمعنا و أصبح تفكيرنا منصبا على ما يفرق الأمة و يشتتها و يفرقها و بالتالي يضعفها و كل هذا يصب في مصلحة أعداء الأمة و على رأسهم دولة العدو الصهيوني لا غير.
و عودا على بدء , يبقى السؤال مطروحا :
هل نترك الوطن في مهب الريح في يد حفنة من صناع القرار الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الخاصة و البقاء أطول فترة ممكنة في الأمكنة التي يتواجدون فيها حيث ابتلي بهم الأردن منذ فترة ليست قصيرة و عملوا كل ما في وسعهم للوصول إلى ما وصلوا إليه .
كيف ؟. جميعنا يعرف كيف و سرق الوطن و نهب في غفلة من الزمن !!
لقد آن الأوان لوقف هذا النزيف الاجتماعي في سلوكنا و تصرفاتنا و أخلاقنا سائلين و مسئولين من دون تنظير على الناس يؤخر و لا يقدم . و الكل أيضا يعرف كيف ولا أظنني بحاجة إلى الغوص في الحلول و هي بالمئات و أولها محاربة الفساد من كل نوع و الجدية في محاسبة الفاسدين الذي أوصلونا إلى ما وصلنا إليه .
كفانا دجلا و كذبا و تأجيلا و ضحكا على الذقون لأننا بصراحة و قد قلتها في مقالة سابقة: " لم نعد نصدق أحدا منكم ", و لقد تعبنا منكم و من قراراتكم فكل ما بني على باطل هو باطل و سيظل باطلا حتى تزول الأسباب.
و هل لنا أن نتوقف عن المزايدة على بعضنا البعض في وطننا و عروبتنا و دينينا ؟. فنحن في هذا الوطن العزيز عرب مسلمون و مسيحييون و أردنيون فخورون بهذه الصفات نسعى جميعا للعيش في مجتمع مدني ديمقراطي نظيف من الفساد و الفاسدين و المفسدين لا أكثر ولا أقل !!!
أعيدوا للوطن و للمواطن أمواله المنهوبة و ابنوا بها مدارس و جامعات و مستشفيات و زيدوا رواتب الموظفين العاملين و المتقاعدين و ابعدوا أيديكم عن جيوب المواطنين...عندئذ سيكون الوطن بألف خير . فهل فعلتم أيها القائمون على أمور العباد ؟؟
هذا ما نؤمله و نرجوه في المدى المنظور فالوطن ليس مزرعة لأحد كائنا من كان أيها السادة حتى يعود الوطن وطنا لجميع أبنائه الأوفياء المخلصين .

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير