jo24_banner
jo24_banner

رجال اعمال .. ايمن حتاحت

رجال اعمال .. ايمن حتاحت
جو 24 : رجال الاعمال في بلادنا اشكال والوان ، اطياف وانماط وعادات واولويات .. بعضهم يهتم بالسياسة وبعضهم الاخر يتجنبها تماما ،بعضهم يحب الاضواء والاعلام وبعضهم الاخر يفضل ان يظل في العتمة ، بعضهم يحرص على خدمة المجتمع والناس وبعضهم الاخر يفضل ان يحصد ما استطاع من ارباح واموال فتتراكم الثروات وتتعاظم المكاسب ، بعضهم لديه طموح بالسلطة وبعضهم الاخر مرتاح لبعده عنها ..

في هذه الزاوية الجديدة 'زاوية رجال الاعمال ' سنركز على هذه الشخصيات الناجحة ونحاول ان نسبر غورها ونعرف جوانب القوة والضعف فيها باشارات سريعة ومقتضبة .


رئيس غرفة صناعة الاردن ايمن حتاحت


قررنا في جو ٢٤ مؤخرا ان نكثف من حضورنا وتغطياتنا للمؤتمرات الصحفية وورش العمل التي تعقد في عمان وخاصة تلك التي تناقش مواضيع وملفات هامة ، وكم صدمنا بالنتيجة .. طبعا الحضور من الصحفيين هو ذاته في كل المؤتمرات، والتمثيل الاعلامي في حدوده الدنيا ، وغالبا ما يطرح الاسئلة الاشخاص ذاتهم ، ويتلقف الواحد منهم الكلام "الميكروفون " تلو الاخر ، وكأننا نتابع المشهد ذاته مع اختلاف بعض التفاصيل "الراكور" لا اكثر ولا اقل .

المؤتمرات الصحفية تعقد في فنادق الخمس نجوم في معظم الاحيان ويجري الترتيب لها من قبل مكاتب العلاقات العامة ،فتكون الصورة الخارجية "الاخراج " في غاية البهاء ،في حين يقدم المضمون بسطحية وبلاهة وسذاجة وغباء خاليا من اي فكرة او قيمة ..

المهم وحتى لا نطيل وندخل في اسئلة صعبة واستنتاجات ستغضب الكثيرين ،قيض لنا ان نكون في احدى هذه المؤتمرات الصحفية والتي كنا نتوقع ان نصطدم فيها بذات التفاصيل المملة والتقليدية ،وفعلا جررنا انفسنا بتثاقل شديد الى المكان خطوة للامام واخرى للخلف ، ووصلنا وقد باشر المتحدثون تقديم انفسهم والحديث عن موضوع المؤتمر ، و للمرة الاولى تجد نفسك فعلا امام قامة اقتصادية وصناعية قادرة وبمهارة نادرة على الاستحوذ على اهتمام الحضور جميعا بلغة عربية لا اعوجاج فيها ،مع استخدام اللغة الانجليزية باتقان وسلاسة اذا ما دعت الحاجة واضطر صاحبنا لتوجيه الكلام لشركائه على المنصة من ممثلي الدول المانحة الصديقة للمملكة .

رئيس غرفة صناعة الاردن ايمن حتاحت هو تلك الشخصية الملفتة التي احدثت الفرق في هذا اللقاء ، حيث توسط المنصة وقاد الحوارات والمداخلات بمهارة عالية ، وتمكن من تقديم الافكار بوضوح شديد وانتقل بالحديث والمحاور تباعا وكأننا امام مصفوفة متناسقة ومنسابة لا عيب فيها او خطأ ، حتاحت استطاع فعلا ان يمثل هذا القطاع خير تمثيل ، وقدم نفسه ومؤسسته بحرفية ووضعها فعلا في منزلتها التي تستحق ، لم يظهر اي ميل لديه للظهور والاستعراض ، وانهمك عوضا عن ذلك بتقديم الافكار والحديث عن انجازات زملائه وفرق العمل في مؤسسته الاقتصادية الهامة ، لم يخش انتقاد الحكومة رغم وجود ممثلها الى جانبه على المنصة ، ولم يجامل على حساب من يمثل ،حيث كان مباشرا في كلامه وطالب الحكومة بخفض تعرفة اللكهرباء على القطاع الصناعي وذلك بعد انخفاض كلفة انتاجه وتزايد الاعتماد على الطاقة البديلة .

حتاحت قصة اخرى ، ولا نبالغ ان قلنا بان استماعنا له قبل ايام اشعرنا بالسعادة ، فما زال لدينا هذا النوع من القيادات المؤهلة ولو في القطاع الخاص ، نعم انه الاستثناء الذي يدفعنا للتفكير مليا بتغيير القاعدة الشائهة التي تتسيد المشهد ..
تابعو الأردن 24 على google news