ماذا عن صورة مجلس النواب الان ؟!

جو 24 : بعد حادثة الاعتداء المؤلمة التي تعرض لها عامل وافد من قبل احد اعضاء مجلس النواب الاردني واشقائه ، وتداول الواقعة في مختلف وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية واعتماد هذه الوسائل على فيديوهات كاملة او مجزوءة توثق الحادثة ، ولان حوادث الاعتداء والعنف تكررت بشكل غير معقول الامر الذي استدعى تشكيل لجنة للسلوك في مجلس النواب ، نجد لزاما على رئيس مجلس النواب تحويل النائب الذي اعتدى على العامل الوافد في مدينة العقبة الى لجنة السلوك ، والتحقيق بتفاصيل الحادثة واصدار بيان يوضح الملابسات للرأي العام ويسمي الاشياء بمسمياتها ومن ثم يتخذ موقفا من القضية ينسجم مع النظام الداخلي ويتناسب مع حجم الاساءة والضرر .

مجلس النواب وجد اصلا ليدافع عن مصالح الناس ويحميهم ويمثلهم ويعكس مواقفهم واتجاهاتهم الى جانب الدور الاهم المتعلق في منع السلطات من الاعتداء عليهم وعلى حقوقهم الاساسية السياسية والاجتماعية ، لا ان يقوم اعضاؤه بالاعتداء المباشر على الناس وحقوقهم كبشر ، ناهيك عن الاعتداء على فرصهم ومكتسباتهم ومقدرات البلد .
وحتى لا تتكرس وتتكرر حالات الاعتداء هذه بانواعها المختلفة ، على المجلس ان يتخذ موقفا حاسما في هذه المسألة، ولا يجوز ان يسكت النواب ويتجاهلوا ما حدث ، الضرر الذي وقع مس مكانة المجلس وهيبته ، وهنا نتحدث عن الهيبة والمكانة التي ظلوا يقولون فيما مضى ان انتقادنا لهم يمسها ويضر بها ، فماذا يمكن ان نصنف اذا - والحالة هذه - الضرر الناجم عن هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الكثيرة ، وماذا عن الانطباع العام الذي يتبلور عن المجلس والصورة التي ستزداد تضررا وتصدعا اذا ما تدارك رئيس المجلس والاعضاء الامر قبل فوات الاوان ،و قبل ان تتدخل مرجعيات عليا تعيد الامور الى نصابها الصحيح ، كما سبق وحدث وجميعنا يعرف التفاصيل جيدا !