jo24_banner
jo24_banner

الأقصى ليس إسرائيلياً ولن يكون !

ماهر أبو طير
جو 24 : لا تفهم إسرائيل ولا تريد ان تفهم أبدا ان المسجد الاقصى لا يمكن تقسيمه ولا هدمه، ولا اقامة هيكل سليمان مكانه، فهذا امر غير ممكن ، ولن يصير الاقصى اسرائيليا ابداً. مثلما كان شارون سببا في الانتفاضة الثانية، حين دخل المسجد الاقصى، يأتي المسجد الاقصى مرة اخرى، ليكون سببا في المواجهات الجارية حاليا، التي يراد تصويرها بلغة بريئة او غير بريئة باعتبارها مجرد «هبات»، ويتجنب كثيرون وصفها بانتفاضة ثالثة. كل عمليات الطعن والمواجهات في القدس، ليست الا بداية، فما الذي تتوقعه اسرائيل من جيل يرى المسجد الاقصى مهددا، ويرى ايضا امة كاملة من المسلمين والعرب يريدون تصوير الاقصى باعتباره رمزا فلسطينيا لاعلاقة لهم به، فيتركونه، لاهله؟!. عليهم ان يتوقعوا اكثر من ذلك، فقلة السلاح، لاتعني غياب الاسلحة الاخرى، ومداهنة بعض الفصائل السياسية، لاتعني ابدا مأمن الاسرائيليين. لدينا هنا اجيال ليس لها علاقة بالتنظيمات، وندعو الله ان تبقى بمعزل عن التنظيمات، حتى لايتوكل باسكاتها احد، او بالنطق باسم الغاضبين على الاثير هنا او هناك. هذا بيت من بيوت الله، هذا المسجد ليس مجرد بنيان حجري، حين تقتحمه اسرائيل وتريد تدنيسه بأحذية جنودها، وتطلق النار داخله، فعليها ان تتوقع ماهو اكثر، بل ان الظن الذي يظنه البعض بائس حين يقول هؤلاء ان هذه هي فرصة اسرائيل لتقسيم المسجد ردا على الفلسطينيين، وعملياتهم، وكأن التقسيم هنا، سيمر مرور الكرام، وسوف يصفق الفلسطينيون والعرب حول فلسطين لاسرائيل على هكذا خطوة!. من غباء نتنياهو الظن ايضا انه اذا اتخذ خطوات تصعيدية، فسوف يتراجع الفلسطينيون للخلف، وهذا وهم كبير، لن يتحقق ابدا، لان اسرائيل لم تنجح على مدى ستين عاما، بأن تنزع روح المقاومة من الشعب الفلسطيني، وان سكنت فلسطين وهدأت في فترات. على الارجح نحن امام واقع جديدة، لاتريده اسرائيل ولا العرب ولاالسلطة، شباب فلسطينيون بلا تنظيمات، ولدوا بعد اوسلو، يشعرون بغضب بالغ وقهر، ويخشون على المسجد الاقصى، ويشعرون بالظلم جراء الفقر والبطالة وتقطيع اوصال بلادهم، والاستيطان وغير ذلك من قضايا، عنوانها احتلال لبلادهم. لايوجد «رأس فلسطيني» يمون على الغاضبين كما يقال في العامية، ولايوجد زعيم هنا او هناك قادر على اسكاتهم، مهما بلغت اتصالات العالم والعرب بقيادة رام الله من اجل اطفاء الانتفاضة، فذات الرئيس ليس له كلمة عند احد فيهم. اذا اراد الاحتلال ان يحلل المشهد، فليترك عنترياته قليلا، وتهديداته، التي لن توقف هذه المواجهات، وليقرأ وجوه الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات الطعن، واطلاق النار، وليسأل نفسه لماذا يبتسمون بثقة وهم تحت يد جند اسرائيل، مكبلين ومضروبين، بعد القاء القبض عليهم؟!. لماذا يبتسمون.....هذا هو السؤال يااسرائيل، وهنا يكمن السر؟!.
تابعو الأردن 24 على google news