إرتقوا يا أمة العرب.. فالقاع ازدحم
مصطفى صالح العواملة
جو 24 : حين تتبلد الأحاسيس والمشاعر حتى تصبح أسمك من جلود الفيلة والتماسيح ، وتتقيح الذمم والمبادىء حتى تصل حد ضرورة البتر ، وتتلاشى القيم والأخلاق حتى تصير أثرا بعد عين ، فإننا نحن الشعوب المذبوحة ، ندور في دوامات عميقة متلاحقة من الهموم والغضب ، في الوقت الذي نجتر فيه الجوع والقهر والمهانة والإنكسار ، في الوقت الذي يعاقر صبيان السياسة والمتفيقهون والمستثقفون ودعاة العلم والمعرفة ، المصنعون في معامل إعادة الهيكلة والتدوير في معاهد الغرب ، كل صنوف العهر والرذيلة والتأمر حقيقة ، في الوقت الذي يغلفون أنفسهم بصنوف الورع والتقوى والنصح والإرشاد والوطنية
لم يكن الحمار مطيعا ولا سهل الإنقياد إلا لأنه وجد هكذا بطبيعة تكوينه وكينونته، وهو راض وقابل بهده الوضعية مستمتع بها ويمارسها بعفوية مطلقة ، ولم يولد الطير إلا وقد وجد نفسه حرا طليقا لا يفهم للقيد أوالأسر أي معنى ، لأنه لم يحياه ولا يعرف له عيشا بغير حريته ، لم يقبل الحصان الأصيل التطبع والإنقياد ، وأنه سيكون مطية للبشر إلا بعد أن فهم معنى الفروسية والفرسان الحقيقيين ، وهو بغريزتة وطبيعته يرفض أن يمتطيه جبان أو متخاذل ، ويرفض أن تُمتهن كرامته ليصبح أداة حراثة وجر عربات السادة أو من يدعون بإنهم سادة ، كل الحيونات لا يؤذي وحتى أشرسها وأعتاها ضراوة ، إلا إذا جاعت أو اعتدي عليها ، إلا هذا المخلوق التقلب المتلون المخادع النهم للحرام ببوهيميته والساعي للكسب الحرام والمتعة الرخيصة بأي وسيلة وأي وقت ، وهو المخلوق الذي يدعى بشرا ، وجزافا أنسانا مع تعارض هذا المسمى ومضمونه الراقي الذي لا يعنى إلا التسامى والرفعة والسمو ، وفي واقع ممارسته اليومية التى تنحدر بمفهومه إلى أدنى ممن يفترض به بأنه أسمى من الحيوانات على مختلف أنواعها ومسمياتها ، وهو الممارس لكل أنواع الرذائل والموبقات والنقائص ، وبعد كل ذلك تراه يلعن الشيطان وقد نسي أن شياطين الإنس أعتى وأشد ضررا من شياطين الجن الذي عاهدت ربها على غواية البشر ( لا من رحم ربي ) وهم المتسامون والمترفعون عن كل ما يحط من قيمة هذا المخلوق الذي كرمه ربه على العالمين ، على الرغم من قلتهم هذه الأيام .
لقد أضحينا نحن العربان في ذيل قوائم البشرية وخارج صفحات التاريخ ولم نعد نشكل سوى أرقاما في سجلات التعداد والدراسات السكانية ، نجتر ماض نشك في صحته وحقيقته ، لننام على أمجاد سطرت في كتب بهتت ألوانها ، وتلاشى حبر حروفها ، وتجعدت أوراقها .
لقد تأكدت من خلال مطالعاتي أن هذه الأمة تتفوق على باقي الأمم بعدد عملائها والمرتهنين وعديمي الضمائر وبياعي الولاءات لمن يدفع أو يوفر متعة آنية زائلة، لقد اصبحت أخجل من هذه الهوية ، وكم تمنيت لو وجدت في موقع بعيد عن بلاد العربان ، الذين لم يكونوا سوى جماعات متفردة عن باقي البشر في صفات لم تألفها الأمم والشعوب على إختلاف الوانها وأجناسها وطبائعها ، إننا أمة بلا لون ولا طعم ولا رائحة ، سنمر بالزمن دون أن نترك أثرا أو حتى ملامح أو حضور ، أمة لم تتعلم من من يتواجدون من حولها مكانيا ، بأنها لن تكون شيئا يذكر إلا إذا عادت لما أمرها الله فقد قال الله في محكم كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )
فالعرب الذين جمعهم الله عز وجل تحت مسمى قريش مجازيا لم يكونوا شيئا ، سوى جماعات يتموضعون حول بيت الله العتيق يتناحرون ويتقاتلون ، ولا يوجد بينهم ما يجمعهم وما يجمعون عليه سوى التفاخر الأجوف والفروسية الغبية على بعضهم البعض كالوحوش الضواري ، فالهمهم الله حرفة التجارة يتقتاتون من أرباحها ، وأوجدهم في بقعة من الأرض وسط صحراء بلقع لا يطمع بها أحد من أصحاب الحضارات المحيطة بها ، فكانت مكانا آمنا لهم ، ولرحمته جل وعلا بهم أرسل لهم محمدا هاديا ومنظما وموجدا لهم بين الأمم المحيطة بهم ولإعادة من هدمة البشر من حولهم من قيم وأخلاق وانحراف عن ما جاء به رسلهم ، ولم تطلب منهم سوى عبادته والتقيد بمنهاجه الذي وضعه لهم ليصبحوا خير الأمم بما هداهم وعلمهم ، وأعاد تشكيل قيمهم وأخلاقهم بالإقتداء بخير خلقه ، وقدوة البشر كافة ، حتى غدوا خير أمة للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقودون الأمم بما هداهم الله من خير وصلاح ، ولذلك فإنني أكرر قول الله عز وجل ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فقد قال جل وعلا ( لا تهدي من أحببت إن الله يهدى من يشاء ، وهو أعلم بالمهتدين ) .
لم يكن الحمار مطيعا ولا سهل الإنقياد إلا لأنه وجد هكذا بطبيعة تكوينه وكينونته، وهو راض وقابل بهده الوضعية مستمتع بها ويمارسها بعفوية مطلقة ، ولم يولد الطير إلا وقد وجد نفسه حرا طليقا لا يفهم للقيد أوالأسر أي معنى ، لأنه لم يحياه ولا يعرف له عيشا بغير حريته ، لم يقبل الحصان الأصيل التطبع والإنقياد ، وأنه سيكون مطية للبشر إلا بعد أن فهم معنى الفروسية والفرسان الحقيقيين ، وهو بغريزتة وطبيعته يرفض أن يمتطيه جبان أو متخاذل ، ويرفض أن تُمتهن كرامته ليصبح أداة حراثة وجر عربات السادة أو من يدعون بإنهم سادة ، كل الحيونات لا يؤذي وحتى أشرسها وأعتاها ضراوة ، إلا إذا جاعت أو اعتدي عليها ، إلا هذا المخلوق التقلب المتلون المخادع النهم للحرام ببوهيميته والساعي للكسب الحرام والمتعة الرخيصة بأي وسيلة وأي وقت ، وهو المخلوق الذي يدعى بشرا ، وجزافا أنسانا مع تعارض هذا المسمى ومضمونه الراقي الذي لا يعنى إلا التسامى والرفعة والسمو ، وفي واقع ممارسته اليومية التى تنحدر بمفهومه إلى أدنى ممن يفترض به بأنه أسمى من الحيوانات على مختلف أنواعها ومسمياتها ، وهو الممارس لكل أنواع الرذائل والموبقات والنقائص ، وبعد كل ذلك تراه يلعن الشيطان وقد نسي أن شياطين الإنس أعتى وأشد ضررا من شياطين الجن الذي عاهدت ربها على غواية البشر ( لا من رحم ربي ) وهم المتسامون والمترفعون عن كل ما يحط من قيمة هذا المخلوق الذي كرمه ربه على العالمين ، على الرغم من قلتهم هذه الأيام .
لقد أضحينا نحن العربان في ذيل قوائم البشرية وخارج صفحات التاريخ ولم نعد نشكل سوى أرقاما في سجلات التعداد والدراسات السكانية ، نجتر ماض نشك في صحته وحقيقته ، لننام على أمجاد سطرت في كتب بهتت ألوانها ، وتلاشى حبر حروفها ، وتجعدت أوراقها .
لقد تأكدت من خلال مطالعاتي أن هذه الأمة تتفوق على باقي الأمم بعدد عملائها والمرتهنين وعديمي الضمائر وبياعي الولاءات لمن يدفع أو يوفر متعة آنية زائلة، لقد اصبحت أخجل من هذه الهوية ، وكم تمنيت لو وجدت في موقع بعيد عن بلاد العربان ، الذين لم يكونوا سوى جماعات متفردة عن باقي البشر في صفات لم تألفها الأمم والشعوب على إختلاف الوانها وأجناسها وطبائعها ، إننا أمة بلا لون ولا طعم ولا رائحة ، سنمر بالزمن دون أن نترك أثرا أو حتى ملامح أو حضور ، أمة لم تتعلم من من يتواجدون من حولها مكانيا ، بأنها لن تكون شيئا يذكر إلا إذا عادت لما أمرها الله فقد قال الله في محكم كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )
فالعرب الذين جمعهم الله عز وجل تحت مسمى قريش مجازيا لم يكونوا شيئا ، سوى جماعات يتموضعون حول بيت الله العتيق يتناحرون ويتقاتلون ، ولا يوجد بينهم ما يجمعهم وما يجمعون عليه سوى التفاخر الأجوف والفروسية الغبية على بعضهم البعض كالوحوش الضواري ، فالهمهم الله حرفة التجارة يتقتاتون من أرباحها ، وأوجدهم في بقعة من الأرض وسط صحراء بلقع لا يطمع بها أحد من أصحاب الحضارات المحيطة بها ، فكانت مكانا آمنا لهم ، ولرحمته جل وعلا بهم أرسل لهم محمدا هاديا ومنظما وموجدا لهم بين الأمم المحيطة بهم ولإعادة من هدمة البشر من حولهم من قيم وأخلاق وانحراف عن ما جاء به رسلهم ، ولم تطلب منهم سوى عبادته والتقيد بمنهاجه الذي وضعه لهم ليصبحوا خير الأمم بما هداهم وعلمهم ، وأعاد تشكيل قيمهم وأخلاقهم بالإقتداء بخير خلقه ، وقدوة البشر كافة ، حتى غدوا خير أمة للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقودون الأمم بما هداهم الله من خير وصلاح ، ولذلك فإنني أكرر قول الله عز وجل ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فقد قال جل وعلا ( لا تهدي من أحببت إن الله يهدى من يشاء ، وهو أعلم بالمهتدين ) .