jo24_banner
jo24_banner

الاصلاح بين النية والقرار

سالم الفلاحات
جو 24 :

لا اتحدث عن العمل والتنفيذ فتلك غاية بعيدة كما يظهر , انما عن القرار الناجز فقط
يتحدثون عن الحل الشامل او شبه الشامل , لكن الحل عندهم نية لايطلع على صدقها الا من يعلم السر واخفى
فاحب الافعال اليهم الفعل المضارع المرتبط بالسين ( صديقة الكسالى والمراوغين على حد سواء ) او (سوف )التي تملأ الفم وتنفخ الشدقين المفضية الى التشدق والهلاك فقط.
ان حل المشكلات بالتعليق على مجهول لعيــــن
او بالتخويف مما هو اشد واعظم خطراعلى الناس للرضا بالبين
او بتقزيمها والتهوين من شأنها وانكارها عند الضرورة الملجئة
او بترحيلها للفريق القادم او بعد بعد القــــــــــــــــــــــــــــادم
او التغطي بالليالي والايام و المستقبل التي لاتقي من البرد ولا من الحر
او الركون الى اليأس او النسيان وفقدان الشعب الذاكــــــــــــــــــرة
او على نظرية الرجل الذي قبل التحدي بالتعهد بتعليم حمار الملك الكلام معولا على موت الحمار او موت الملك او موته هو .


ان الهروب حتى من تحديد خارطة طريق للخطوات الاصلاحية التي لم تعد خيارا للخروج من الازمة انما حتم لازم وضرورة قائمة ’ والاكتفاء بالوعود النظرية والتسويف والارجاء , خداع بسبب تكراره ولا ينطلي على احد و لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يبني مستقبلا ولا يقيل عثرة مواطن .
ان كانت الوعود حقيقية وترقى الى النية الجازمة للاصلاح فلم لا تتم الخطوات التالية مثلا :ــ
**ما دام هناك موافقة على ان تشكل الاغلبية البرامجية في مجلس النواب الحكومة فلم لا ينص على هذا في الدستور و يتم تعديله ليحقق هذه الغاية ويطمئن المواطنين الجادين في الانتماء لوطنهم ؟
**و ما دام هناك استعداد ليكون مجلس الامة كله منتخبا كما اعلن على السنة بعض المسؤولين المتنفذين في العادة , فلم لا ينص على ذلك في الدستور ولا مانع من وضع مواصفات سياسية وادارية وفنية واقتصادية لنسبة من اعضاء المجاس كما في بعض دول العالم


** وما دام البعض يقول ان ليس لدينا مشكلة في سن قانون انتخاب متطور يلبي حاجات الاردنيين لكن المشكلة في فقدان احزاب مؤثرة سوى حزب واحد سيتفرد بالسلطة مع تشويهه وتهويله والتخويف منه وكأنه عصابة وافدة من خلف الحدود وكأنما سجل عليه في يوم من الايام اساءة للوطن او الشعب , والحالة هذه لم لا يحصن بناء الاحزاب بقوانين تحميها من تغول الاجهزة التنفيذية المخوفة للناس من الانتماءلها او تشكيلها ’ سيما وجميع الاحزاب الجادة تشكو صباح مساء من التخويف الرسمي بوسائل كثيرة من الانتماء لها , وتشكو من ملاحقة المنتمين اليها وحرمانهم وحرمان اقاربهم من حقوقهم بسبب انتماءاتهم الحزبية ’ فهل تجد سفيرا او محافظا او رئيس جامعة او مديرا عاما او في اي وظيفة عليا ينتمي لحزب من الاحزاب الاردنية ( المسماة معارضة )؟ وكيف لها ان تنمو ؟


فلا حياة ديمقراطية الا بتكثير الاحزاب , والاحزاب المقنعة للناس يمنع عليها ان تنمو او تتشكل ’ والاحزاب التي بنت نفسها رغم تلك المعاناة والعرقلة المعروفة غير كافية في نظر معرقلي الاصلاح فأين المفر وما المخرج وهل المقصود استمرار المراوحة في هذه الحالة واجترار الاعذار الكاذبة ؟.
تذكرني هذه الاسباب الواهنة بحالة مشابهة اضافة للمقولة الشعبية المستحيلة // كل حتى تشبع ومكسور لا تكسر من الخبز //
في سنة 2010شاركت في رحلة انصار 2 الى غزة لكن العقبة كانت في العقبة حيث يمنع دخول ميناء الركاب الا بتذكرة / والتذاكر لنا خاصة/ بخلاف المعتاد لا تباع الا داخل ميناء الركاب ’ وممنوع ان تدخل الميناء لشراء التذاكر وهكذا المتوالية ودبرها يا مستر بل !!!
فلا حياة ديمقراطية الا بأحزاب كبيرة والاحزاب في الدكان والدكــان ((مسكّــــــــــرة )) اي مغلقة !!!


من اراد ان يسلك الجـــادة ـــ والارادة اولا ـــ فالله تعالى قال على لسان شعيب عليه السلام / و شعيب اردني من اهل الغور/ قال تعالى :ــ (ان اريـــــــــــد الا الاصلاح ما استطعت )
ان الارجاء السياسي الاصلاحي المتعمد اضافة جديدة تضخ الدماء في استمرار الفساد والاستبداد وخراب البلاد وهذا ما لايصح ان يسهم فيه عاقل يحب وطنه وامته وان ترك هؤلاء في غيهم هلكوا وهلكنا جميعا وان اخذتم على ايديهم نجوا ونجونا جميعا.


ان كانت هناك نية للاصلاح فيجب ان تتحول الى قرار يتمثل بنصوص دستورية وقانونية ثم تمارس الاجراءات على الارض فيما بعد حتى لو تأخرت للضرورة.

السبيل

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير