jo24_banner
jo24_banner

ليسوا وحدهــــم

سالم الفلاحات
جو 24 :

مغالطات كثيرة تترددعلى السنة الكثيرين وتعاد وتكرر بسذاجة او بحسن نية من البعض ونصيبها من الحقيقة قليل جدا ,ولكثرة طرقها والبناء الظاهري عليها يظنها البعض حقيقة , وهذا من الفنون المتقدمة في خداع الجماهير وتخويفها و الذي قد ينطلي احيانا حتى على النابهين.


ومن هذه المغالطات في الربيع الاردني ما يصل حد الفزاعات الكبيرة القول الذي يردده الفاسدون المستبدون المزورون المتهربون من الاصلاح والخائفون من ضريبته الوطنية , ويصدقه بعض الناس بمن فيهم بعض الذين يشعرون بالاستهداف والاقصاء في الحركة الاسلامية.


وان كانت هذه المغالطة لاتخلو من شبهة الحقيقة احيانا فذلك من مستلزمات تسويق المغالطة وتسهيل تصديقها.


يشيعون أن سبب عدم اقدام النظام على نقلة نوعية في الاصلاح وعلى تشريـــــع قانون انتخاب متقدم يمثل الاردنيين هو غياب الحياة الحزبية باستثناء حزب واحد هو الحركة الاسلاميـــــــــــــــــــة (الاخوان المسلمون وجبهة العمل الاسلامي )
و يقولون ان هذا الحزب له شعبية كبيرة ممتدة , وهو عابر للحدود وله امتداداته الى فلسطين وله عوامل مساعدة خارج الاردن و............, وتتعالــــــى هذه التحذيرات من هذا الحزب الاخطبوط الذي لو تقدم قانون الانتخاب الى صوتين للدائرة لحصد الحزب سبعين مقعدا ,اما ان كان ثلاثة اصوات فسيحصد مائة مقعد , واما ان كان الانتخاب بالقائمة , او كان عدد الدوائر بعدد المقاعد , او كانت المقاعد مناصفة بين المحافظات والقوائم النسبية فيا مصيبة المصائب فسيحصد الحزب جميع المقاعد النيابية !!!.


و يجد هذا التهويش المخادع من يصدقه ويخشى منه , وقد تجد من يطرب له او يحاول التفاخر به من بعض ابناء الحزب نفسه ولو على طريقة (( صيت غنى ولا صيت فقر )) ((وان قالوا سمين قول الله و امين ))!!!! وهذا ما وقعت فيه بعض التنظيمات المتشددة في العالم الاسلامي الذين لو سقط نيزك في الصحراء الكبرى في الربع الخالي واحدث حفرة في الارض او تدهورت حافلة في اوروبا او حدث حريق في فندق في افريقيا , او مارس مأفون جريمة بشعة بحق مدنيين لاذنب لهم ,لنسبت لنفسها هذا الفعل , او ان نسب اليها فستفرح وتؤكد الفعل ’ والحكاية لا اصل لها ولربما يتكىء جهالة على مذهب ((ترهبون به عدو الله وعدوكم )) مع ان القران حذر من ان يحب الانسان ان يحمد بما لم يفعل وجعل ذلك من صفات الفاسدين المنافقين وتوعدهم بالعذاب الاليم حيث قال :ـــ {لا تَحْسَبَنَّ الَّذينَ يَفْرَحُونَ بِمَا آتوا وَيُحبُّونَ أنْ يُحْمَدوا بمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ العَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أليمٌ . 188 العمران
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من هذه الحالة قال -: ((المتشبِّع بما لم يُعْطَ كلابس ثَوْبَي زور))؛ متَّفق عليه.


وان كا الذين يخوفون من قدرة الحركة الاسلامية وامتدادها الان لتعطيل الاصلاح يقولون في وقت اخر عند الحاجة ان الحركة الاسلامية لايساوون شيئا ولا شعبية لهم واحيانا لا يسوون هم واحزاب المعارضة حمولة بكب او باص , فلا تدري بايهما تكــــذب ؟!!!!


الحركة الاسلامية اليوم في ظل التجاوب الشعبي المتعدد والمتنامي وفي ظل الصحوة الوطنية التي تعم المجتمع في مختلف مواقعه من الشمال الى الجنوب لها وزنها وامتدادها الطبيعي والحقيقي الفاعل ترى نفسها جزءا من هذا التكوين الشعبي وواحدة من مفردات الشعب وهي تسير في العمل الوطني جنبا الى جنب مع بقية مكونات الحراك الشعبي الساعي للاصلاح و هي ليست كل شي ء ولا هي بهذا التهويل والتضخيم , وقد قررت واعلنت والتزمت انها لن تتقدم على الحراك الشعبي ولن تتأخر عنه في المغارم كذلك ’
وبقليل من الواقعية والبعد عن التهويش اقول :ــ
*كم حصلت الحركة الاسلامية في انتخابات عام 1989 وقد كانت الاحزاب ممنوعة ؟*التشويش على الحركة الاسلامية في 1989 لا يساوي عشر ما تتعرض اليه اليوم.


* ولم تكن الاحزاب السياسية موجودة او ظاهرة يومذاك وهي اليوم عاملة ولها نشاطاتها وتحاول ان تثبت وجودها الشعبي وتحرص على التمثيل الفاعل في مجلس الامة وقد مضى على وجودها ما يقرب من عشرين عاما ـ رغم محاصرة العمل الحزبي السياسي كله والحيلولة دون نمائه ــ’ اضافة لاحزاب مطلبية جديدة كثيرة منتشرة تسهل لها الطرق وتشرع لها الابواب .
*وكذلك الوعي السياسي الشعبي غير المسبوق والمتشكل الان بقوة في تجمعات شعبية وعشائرية ووطنية سياسية تؤمن بالعمل الجماعي والتكتل , ولها امتداداتها وعمقها العشائري مضافا له وعيها السياسي الذي لايقل شمولا عن الطروحات الحزبية وادراكهامدى اهمية العمل النيابي في مشروع الاصلاح الشامل .


*واذا اضيف الى ذلك ايمان الحركة الاسلامية بمبدأ التشاركية في بناء الوطن وضرورة ان يتحمل الجميع مسؤولية الانقاذ حيث لايقوى على هذه المهمة الكبرى حزب ولا فئة ولا هيئة منفردة ولن يكتب لها النجاح ,
* واثبتت الممارسة على ارض الواقع في الاقطار التي توصلت فيها الشعوب لحكم نفسها ان الاسلاميين لم يستأثروا بالسلطة حتى لو اتيح لهم ذلك انتخابيا ويعلمون ان الشعوب تراقب الانجاز على الارض ولا تغريها الاسماء والاشكال , ونضج الحركة الاسلامية في الاردن وايمانها بالعمل المشترك ومبدأ التنسيق مع القوى الفاعلة حقيقة واقعة منذ عام 1989م فهل يبقى بعد ذلك مسوغ للتخويف والتهويش ؟


* هذا مع استبعاد الاردنيين ان اي انتخابات ستجري دون تدخل الايدي الخفيفة والخفية والخبيرة بفنون التأثير السحري على ارادة الناخبين, حيث ان الثقافة المتأصلة يصعب ان يتخلص منها بقرار حتى لو كان جادا .


ليس صحيحا ان الحركة الاسلامية تلعب وحدها اليوم في ميدان الانتخابات النيابيـــــــة
وليس صحيحا ان المانع من تعديل قانون الانتخاب وما يترتب على ذلك بتعديــــلات دستورية تمكن الشعب الاردني من ان يكون مصدر السلطات هو التخوف من هيمنة الحركة الاسلامية فتلك والله كذبة كبرى لايصدقها الا مغفل , انما الحقيقة المغيبة التي لا يذكرونها للشعب لانها مرة هي الخوف من وصول ممثلين حقيقيين للاردنيين يحملون مشروعا اصلاحيا شاملا ولا ينتظرون اشارة من هنا وهناك كالعادة وهم مبثوثون في المجتمع بين حزبيين صادقين يتقدمون ببرامج يحاسبهم الشعب عليها ومن تجمعات ناشئة تحمل رؤى سياسية ناضجة تجدهم في كل مكان وشخصيات وطنية مميزة قلوبهم على الوطن ومن هذا المجموع كله يخشى ان يتشكل معظم مجلس الامة , وليس الخوف من وصول اغلبية من الاسلاميين لانهم يعرفون الحقيقة , فهل يصدق الاردنيون الفزاعات المخصصة للطفولة السياسية ام ينهضون بعيدا عن وساوس شياطين الانس { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم}
ومما يطمئن الاسلاميين ويسرهم انهم ليسوا وحدهم اليوم والحمد لله ففي الوطن طاقات وكفاءات ونساء ورجال يتحملون المسؤولية ويقبلون شراكة الجميع.

"منع من النشر في الدستور"

تابعو الأردن 24 على google news