حقا.. لماذا يسكنون في تسوية؟!
أحمد الحراسيس - حقا، "في حدا بترك اثنين أطفال في تسوية هيك"؟! لماذا لم يتنبأ ذلك العامل بما حدث؟ ثم لماذا يسكن في تسوية أصلا؟! ولماذا يسكن أردنيون في "تسويات" أيضا؟! كما تعلمون، الخيارات متاحة ومفتوحة أمام الجميع..
بكلّ بساطة، من يخشى خطر الغرق في "تسوية" فعليه شراء شقة في طابق أعلى، من لا يجد خبزا يأكله فليشترِ البسكويت، من لا يملك ثمن الغاز والكاز لتدفئة بيته فعليه تركيب مكيفات كهربائية، ومن يشتكي سوء المواصلات العامة فعليه شراء سيارة خاصة.
شراء شقة أو مركبة أو فتح محل تجاري غير كاف لتهنأ بحياة سعيدة؛ عليك أن تستثمر ما فاض عنك من أموال وتقوم بالتأمين على ممتلكاتك كلها، فالدولة لن تتعرف عليك إن حدث عارض لا سمح الله وأدى تقصير الحكومة لتلف ممتلكاتك.
صلافة وسماجة وقلة احساس لا قِبل لنا بمجاراتها.
.. بالأمس أطلّ علينا عمدة عمان عقل بلتاجي عبر شاشة التلفزيون الأردني للحديث حول مسؤولية أمانة عمان عن غرق العاصمة خلال ساعة واحدة، لم يُظهر الرجل تأثرا كبيرا بما حدث، وكأننا لم نشهد وفاة أربعة أشخاص ولم نراقب خطر فقدان عائلة كاملة لولا العناية الالهية ثم بطولة الشاب راكان قطيشات.
نجح البلتاجي خلال اطلالته الـ(..) باستفزاز الأردنيين أكثر وأكثر؛ لم يعتذر ولم يعلن تحمله المسؤولية بل ألقى باللائمة على ذوي الضحايا والمواطنين وأكد في النهاية على أننا سنشهد نفس الأوضاع في حال تكررت هذه الظروف الجوية..
لم يكتفِ "الأمين" بإلقاء اللائمة على المواطنين والمياه "التي لم تقبل النزول في المناهل" فحسب، بل إنه أظهر رفضا لتصريحات رئيس لجنة الأمن والدفاع المدني الأعلى، وزير الداخلية سلامة حماد، والتي أكد فيها الأخير أن المناهل لم تكن مفتوحة ولا مصانة بالشكل الصحيح ولم تكن مجهزة بالشكل المطلوب.
حقيقة، لا نعلم كيف يمكن قبول استمرار البلتاجي في موقعه بعد وفاة أربعة أشخاص بسبب البنية التحتية السيئة وعدم استعداد الأمانة، اضافة لتهربه من مسؤولية ما شهدته عمان يوم الخميس، وأخيرا اعلانه عدم قدرته على حلّ تلك المشكلة.
بالمناسبة، يسكن اولئك في تسوية بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة التي كنت ولا زلت جزءا منها.