"أكيد" .. حين يُنصّب فاقد الدقة والحيادية نفسه قاضيا على وسائل الإعلام
جو 24 : أحمد الحراسيس - مضحك أن ترى جهة تفتقد الحرفية ومعايير الدقة والموضوعية وقد نصّبت نفسها قاضيا يحكم على هذا وذاك بأنه ملتزم أو غير ملتزم.
نعلم أن اولئك الذين يجلسون خلف مكاتبهم متنفخين من كثرة الدعم المالي لا بدّ أن يقدّموا للجهات الداعمة شيئا ملموسا نظير استحقاقهم للدعم، حتى لو ذلك المنتج فارغا ولا قيمة فعلية غير مزيد من التشويه والتضليل للرأي العام الذي نؤمن أنه صار أكثر قدرة على تمييز الغثّ من السمين.
قبل أيام قليلة شهدت محافظة العاصمة هطولا مطريا غزيرا أدى لغرق مناطق واسعة من المدينة في ظلّ سوء أداء أمانة عمان، ما تسبب بوفاة أربعة أشخاص والإضرار بممتلكات عامة وخاصة لم يتم حصرها كلها حتى اللحظة. وخلال ذلك اليوم بذلت جهات عديدة جهودا كبيرة تستحق الشكر عليها.
وسائل الإعلام كانت احدى الجهات القليلة التي قامت بدورها على أكمل وجه؛ نشرت الأخبار وتابعت تطورات الحالة الجوية بشكل احترافي، كما ظلّت على تواصل مع المديرية العامة للدفاع المدني والأمن العام حول وضع الطرق والاجراءات الواجب اتباعها في مثل هذه الظروف، وبقيت المؤسسات الاعلامية في حالة طوارئ قصوى على مدار الأربع وعشرين ساعة.
مؤخرا، أصدر مرصد أكيد تقريرا حول تعامل وسائل الإعلام في ذلك اليوم، ولم يجد المرصد سلبية في التغطية الصحفية غير نشر بعض المواقع تصريحات منسوبة لنائب أمين عمان يوسف الشواربة جاء فيها: (وردّا على سؤال حول تعويض المواطن المتضرر من مياه الامطار قال الشواربة "مين قال للمواطن يدخل النفق وهو غارق بالمياه").
المرصد قال إن المواقع التي نشرت التصريحات "أخرجتها من سياقها"، لكننا وبالعودة لتسجيل الحلقة وجدنا أن الشواربة وفي ردّه على سؤال مقدّم برنامج يوم جديد عن حقّ تعويض المتضررين: "هذا سؤال قانوني .. من يتحمل مسؤولية إنه يفوت على نفق، الأنفاق مغلقة".. أي أن الرجل قال ما نشرته مواقع الكترونية وإن حاول الالتفاف عليه.
المواقع الاخبارية وضعت إجابة الشواربة في سياقها الحقيقي والواضح دون تجميل أو تنميق، وهي أصلا نقلت الخبر عن موقع اذاعة القوات المسلحة "هلا" وأشارت لذلك بشكل واضح، فلماذا يتم استهداف المواقع الالكترونية جميعا واظهارها وكأنها لم تتصف بالمهنية والحرفية!!
غريب كيف ترك المرصد كل التميز الذي سجلته المواقع الاخبارية جميعا خلال اداء واجبها في مواجهة تلك الظروف الجوية، وأمسكت بخبر تصريح المسؤول الثاني او الثالث في الامانة لتقيّم الاعلام الالكتروني بناء عليه، خاصة وان الحكم على مدى مصداقية ومهنية وسيلة الاعلام يكون بسياستها وتعاطيها العام مع القضايا وليس في تفاصيل التفاصيل التي تضرب مصداقية التقييم كله.
أخيرا، كنا نتمنى لو أن "مرصد أكيد" يعلن لنا أسماء الراصدين لديه وما هي الخبرة العملية التي يتمتع بها اولئك وكم عدد سنوات عملهم ومراكز عملهم خاصة وأنهم قد نصّبوا أنفسهم منظرين ومقيّمين لوسائل الاعلام؟ وكيف يستقيم أن يقيّم أحدهم وسائل الإعلام وهو لا يملك الخبرة العملية الكافية في مجال الصحافة ولا خبرة في الإعلام الالكتروني الذي أثبت نفسه بقوة خلال العقد الأخير؟
ولا ضير في تكرار نصيحة نتمنى أن تنفع.. عندما تكون عاجزاً عن إدراك طبيعة العمل الصحفي، وتكتفي بترديد ما تريده السلطة، قد يكون الصمت مناسباً لتجنيبك الإحراج، فقديما قال الحكماء: إذا كان الكلام من فضّة.. فالسكوت من ذهب !
نعلم أن اولئك الذين يجلسون خلف مكاتبهم متنفخين من كثرة الدعم المالي لا بدّ أن يقدّموا للجهات الداعمة شيئا ملموسا نظير استحقاقهم للدعم، حتى لو ذلك المنتج فارغا ولا قيمة فعلية غير مزيد من التشويه والتضليل للرأي العام الذي نؤمن أنه صار أكثر قدرة على تمييز الغثّ من السمين.
قبل أيام قليلة شهدت محافظة العاصمة هطولا مطريا غزيرا أدى لغرق مناطق واسعة من المدينة في ظلّ سوء أداء أمانة عمان، ما تسبب بوفاة أربعة أشخاص والإضرار بممتلكات عامة وخاصة لم يتم حصرها كلها حتى اللحظة. وخلال ذلك اليوم بذلت جهات عديدة جهودا كبيرة تستحق الشكر عليها.
وسائل الإعلام كانت احدى الجهات القليلة التي قامت بدورها على أكمل وجه؛ نشرت الأخبار وتابعت تطورات الحالة الجوية بشكل احترافي، كما ظلّت على تواصل مع المديرية العامة للدفاع المدني والأمن العام حول وضع الطرق والاجراءات الواجب اتباعها في مثل هذه الظروف، وبقيت المؤسسات الاعلامية في حالة طوارئ قصوى على مدار الأربع وعشرين ساعة.
مؤخرا، أصدر مرصد أكيد تقريرا حول تعامل وسائل الإعلام في ذلك اليوم، ولم يجد المرصد سلبية في التغطية الصحفية غير نشر بعض المواقع تصريحات منسوبة لنائب أمين عمان يوسف الشواربة جاء فيها: (وردّا على سؤال حول تعويض المواطن المتضرر من مياه الامطار قال الشواربة "مين قال للمواطن يدخل النفق وهو غارق بالمياه").
المرصد قال إن المواقع التي نشرت التصريحات "أخرجتها من سياقها"، لكننا وبالعودة لتسجيل الحلقة وجدنا أن الشواربة وفي ردّه على سؤال مقدّم برنامج يوم جديد عن حقّ تعويض المتضررين: "هذا سؤال قانوني .. من يتحمل مسؤولية إنه يفوت على نفق، الأنفاق مغلقة".. أي أن الرجل قال ما نشرته مواقع الكترونية وإن حاول الالتفاف عليه.
المواقع الاخبارية وضعت إجابة الشواربة في سياقها الحقيقي والواضح دون تجميل أو تنميق، وهي أصلا نقلت الخبر عن موقع اذاعة القوات المسلحة "هلا" وأشارت لذلك بشكل واضح، فلماذا يتم استهداف المواقع الالكترونية جميعا واظهارها وكأنها لم تتصف بالمهنية والحرفية!!
غريب كيف ترك المرصد كل التميز الذي سجلته المواقع الاخبارية جميعا خلال اداء واجبها في مواجهة تلك الظروف الجوية، وأمسكت بخبر تصريح المسؤول الثاني او الثالث في الامانة لتقيّم الاعلام الالكتروني بناء عليه، خاصة وان الحكم على مدى مصداقية ومهنية وسيلة الاعلام يكون بسياستها وتعاطيها العام مع القضايا وليس في تفاصيل التفاصيل التي تضرب مصداقية التقييم كله.
أخيرا، كنا نتمنى لو أن "مرصد أكيد" يعلن لنا أسماء الراصدين لديه وما هي الخبرة العملية التي يتمتع بها اولئك وكم عدد سنوات عملهم ومراكز عملهم خاصة وأنهم قد نصّبوا أنفسهم منظرين ومقيّمين لوسائل الاعلام؟ وكيف يستقيم أن يقيّم أحدهم وسائل الإعلام وهو لا يملك الخبرة العملية الكافية في مجال الصحافة ولا خبرة في الإعلام الالكتروني الذي أثبت نفسه بقوة خلال العقد الأخير؟
ولا ضير في تكرار نصيحة نتمنى أن تنفع.. عندما تكون عاجزاً عن إدراك طبيعة العمل الصحفي، وتكتفي بترديد ما تريده السلطة، قد يكون الصمت مناسباً لتجنيبك الإحراج، فقديما قال الحكماء: إذا كان الكلام من فضّة.. فالسكوت من ذهب !