عربية بحروف عبرية!
ماهر أبو طير
جو 24 : لا نتهم أحدا في نواياه، لكننا امام قصة تشبه قصة كل احتلال، في هذه الدنيا، قصة الاحتلال الذي يغير اللغة، او يترك اثره عليها، ويرحل تاركا خلفه ذيوله.
في كل قصص الاستعمار والاحتلال البريطاني والفرنسي وغيرهما، نجد تأثيرا خطيرا على اللغة، والاحتلال في كل الحالات يرحل، ويترك شعوبا بأكملها تتحدث العربية مع الفرنسية مثلا، بشكل مختلط، او الفرنسية، والامر ينطبق على لغات اخرى.
في قصة فلسطين تشعر بألم بالغ حين ترى صفحات على الفيس بوك وتويتر لفلسطينيين يكتبون اسماء صفحاتهم بالعبرية، واحيانا يعلقون بالعبرية، واذ تسأل يقال لك إن الكلمات احيانا تكون عبرية المعنى واللفظ، واحيانا عبرية الحرف كتابة، لكنها عربية اللفظ، وفي كل الحالات نتورط من حيث لانحتسب بتبني لغة الاحتلال.
هذه القصة لاتقال من باب التخوين او مس مشاعر الناس، اذ يكفيهم فخرا انهم بقوا داخل فلسطين في وجه احتلال بشع، يعيشون وينجبون، ولربما اسرائيل تتمنى لو استيقظت ووجدت الارض قد ابتلعتهم عن بكرة ابيهم، لكنها اثار الاحتلال، من حيث التأثير على اللغة، وعلى تسميات الاشياء، وتسمع دوما كلمات عبرية باتت رائجة، منها كلمة « محسوم» عن الحواجز والمعابر والامر يمتد الى تسميات اخرى، تشمل ايضا المدن والقرى والاماكن، فوق تسلل اللغة العبرية كلغة يجيدها كثيرون جراء الاضطرار للتعامل مع الاحتلال في الحياة اليومية او المعاملات، وغير ذلك من قصص.
نقول هذا الكلام حتى يتم التنبيه فقط، وليس مس مشاعر الناس او جرح وجدانهم الوطني، وقد نفهم اضطرارهم في بعض الحالات، لكنك لاتفهم ابدا عن السبب الذي قد يضطره لجعل صفحته العربية على مواقع التواصل الاجتماعي بلسان عبري، فهذا امر لايمكن قبوله، ولا حتى عنوان وجود « اسرائيليين طيبين» كاصدقاء على ذات الصفحة.
لعلنا نجد في نخب كثيرة داخل فلسطين، من هو قادر على اطلاق حملة كبيرة لتجنب العبرية في الحياة اليومية قدر الامكان، وفي التعبيرات التي نراها في مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا امر غير جائز اطلاقا، ويثبت ان هناك تسللا الى الوجدان.
نجد امامنا يهودا يجيدون العربية، او يكتبونها، وهذا يقول إن تعلم العبرية او كتابتها امر مفهوم اذا كان خطاب البعض موجها نحو الاسرائيليين لغايات كثيرة، لكننا على الاغلب لانشهد هذه النوعية من المداخلات، حتى نفهمها ونقبلها.
الاحتلال يحاول ترك بصمة ذهنية عميقة، من اللغة الى الاغنية العبرية وصولا الى قضايا اخرى، ولانريد ان نصحو بعد مئة عام، وقد بات علينا حربا اخرى لخلع جذور العبرانية من التعبيرات العامة لدى البعض، دون ان ننسى هنا، ان الاغلبية العارمة لاتتخلى عن لغتها ولا دينها ولاعروبتها ولا ثوابتها، لكن القلة تثير السؤال فقط حول مشروعية افعالها.
(الدستور)
في كل قصص الاستعمار والاحتلال البريطاني والفرنسي وغيرهما، نجد تأثيرا خطيرا على اللغة، والاحتلال في كل الحالات يرحل، ويترك شعوبا بأكملها تتحدث العربية مع الفرنسية مثلا، بشكل مختلط، او الفرنسية، والامر ينطبق على لغات اخرى.
في قصة فلسطين تشعر بألم بالغ حين ترى صفحات على الفيس بوك وتويتر لفلسطينيين يكتبون اسماء صفحاتهم بالعبرية، واحيانا يعلقون بالعبرية، واذ تسأل يقال لك إن الكلمات احيانا تكون عبرية المعنى واللفظ، واحيانا عبرية الحرف كتابة، لكنها عربية اللفظ، وفي كل الحالات نتورط من حيث لانحتسب بتبني لغة الاحتلال.
هذه القصة لاتقال من باب التخوين او مس مشاعر الناس، اذ يكفيهم فخرا انهم بقوا داخل فلسطين في وجه احتلال بشع، يعيشون وينجبون، ولربما اسرائيل تتمنى لو استيقظت ووجدت الارض قد ابتلعتهم عن بكرة ابيهم، لكنها اثار الاحتلال، من حيث التأثير على اللغة، وعلى تسميات الاشياء، وتسمع دوما كلمات عبرية باتت رائجة، منها كلمة « محسوم» عن الحواجز والمعابر والامر يمتد الى تسميات اخرى، تشمل ايضا المدن والقرى والاماكن، فوق تسلل اللغة العبرية كلغة يجيدها كثيرون جراء الاضطرار للتعامل مع الاحتلال في الحياة اليومية او المعاملات، وغير ذلك من قصص.
نقول هذا الكلام حتى يتم التنبيه فقط، وليس مس مشاعر الناس او جرح وجدانهم الوطني، وقد نفهم اضطرارهم في بعض الحالات، لكنك لاتفهم ابدا عن السبب الذي قد يضطره لجعل صفحته العربية على مواقع التواصل الاجتماعي بلسان عبري، فهذا امر لايمكن قبوله، ولا حتى عنوان وجود « اسرائيليين طيبين» كاصدقاء على ذات الصفحة.
لعلنا نجد في نخب كثيرة داخل فلسطين، من هو قادر على اطلاق حملة كبيرة لتجنب العبرية في الحياة اليومية قدر الامكان، وفي التعبيرات التي نراها في مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا امر غير جائز اطلاقا، ويثبت ان هناك تسللا الى الوجدان.
نجد امامنا يهودا يجيدون العربية، او يكتبونها، وهذا يقول إن تعلم العبرية او كتابتها امر مفهوم اذا كان خطاب البعض موجها نحو الاسرائيليين لغايات كثيرة، لكننا على الاغلب لانشهد هذه النوعية من المداخلات، حتى نفهمها ونقبلها.
الاحتلال يحاول ترك بصمة ذهنية عميقة، من اللغة الى الاغنية العبرية وصولا الى قضايا اخرى، ولانريد ان نصحو بعد مئة عام، وقد بات علينا حربا اخرى لخلع جذور العبرانية من التعبيرات العامة لدى البعض، دون ان ننسى هنا، ان الاغلبية العارمة لاتتخلى عن لغتها ولا دينها ولاعروبتها ولا ثوابتها، لكن القلة تثير السؤال فقط حول مشروعية افعالها.
(الدستور)