2024-09-03 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

والد "فلسطين" يثأر للشهداء

والد فلسطين يثأر للشهداء
جو 24 : صفا-في منزل قديم لم يستسلم لعواصف الشتاء، تجلس أم وزوجة تتبادلان أطراف الحديث بحدقات العيون ونبضات القلوب السريعة، حزنا وألما على فراق من غادر ولن يعود.

وتختلط مشاعر الألم بحالة البؤس والمعاناة التي امتزجت بالفخر في منزل الشهيد سليمان عادل شاهين بمدينة البيرة، عقب تلقي العائلة نبأ استشهاد نجلها سليمان (22 عاما)، بعد تنفيذه عملية دهس على حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس قبل أيام.

وتستذكر والدة الشهيد أثناء جلوسها في بيت عزائه أيام طفولة نجلها حينما اختار أن يبيع الفاكهة على بسطات بشوارع المدينة، ليعين والده وأسرته المكونة من تسعة أفراد على قضاء حوائجهم، ولاسيما وأن أسرته لاجئة من مدينة الرملة المحتلة وتسكن في مدينة البيرة، وبلدة بير نبالا في القدس المحتلة.

وتقول والدة الشهيد لوكالة "صفا": "إن سليمان عمل على بيع الفواكه في الثانية عشرة من عمرة، ولم أذكر أنه تخلف عن عمله رغم صغر سنه، حتى أنه كان مواظبا على مهنته رغم الظروف أو تقلبات الطقس كي يتمكن من مساعدتنا في قضاء حوائجنا".

وتلفت إلى أن شهيدها تزوج قبل عامين وسكن في بيت الأسرة القديم في البيرة، وأنجب طفلته الوحيدة فلسطين (7 أشهر)، وكانت التسمية لكثرة حبه لوطنه وشوقه للعودة إلى مدينة الرملة المحتلة التي هجرت العائلة منها.



ثائر صامت

وتضيف والدة الشهيد أن سليمان- ورغم ارتباطه بعمله- كان شديد الاستياء من مشاهد القتل والتنكيل التي يقوم بها الاحتلال بحق الأطفال والنساء، وخصوصا عند رؤيته مشهد القتل المباشر لطفل أو امرأة وهي ملقاة على الأرض.

وتتابع "لم نكن نتوقع أن سليمان يمكن له أن يقدم على فعل كهذا، ولكني كنت أحس في قلبي أنه صاحب عزيمة للانتقام للشهداء".

وتكمل "معنوياتي عالية وابني ابن فلسطين وسمى بنته فلسطين.. طلب الشهادة ونالها".

وبحسب والدته، فإن الشهيد قبل تنفيذ العملية بيوم واحد استأجر سيارة وخرج فيها دون علم زوجته ودون علم أحد، لكنه كان قد أصر على زوجته بالاعتناء بفلسطين الصغيرة".

لكن أحد أصدقائه الذي تواجد في بيت العائلة، قال إن سليمان كان دائم التوجه للمواجهات مع الاحتلال في عدة مناطق من المدينة، لحظة الانتهاء من عمله في بيع الفواكه.

وأشار إلى أن الشهيد "كان يواجه الاحتلال بعنف وشدة، ويظهر نقمته عليه خلال المواجهات، حتى أنه غالبا ما كان يصدر منه عبارات تدعو للانتقام والثأر للشهداء".

وفي نفس البيت الشامخ الذي ظلت فيه زوجة الشهيد وحيدة لابنتها، لم تسعفها دموعها وحزنها على زوجها في التعبير عما يدور بداخلها من مشاعر سوى قولها: "رحمة الله عليه.. مات شهيد.. رفع راسنا".

لكن والدة الشهيد قالت إن الاحتلال استدعى والده في اليوم الثاني من تنفيذ العملية، وفي كل يوم يستدعي أحدا من إخوته للتحقيق معهم، رافضا الكشف عن موعد معين لتسليم جثمانه.

وأسفرت عملية الشهيد سليمان شاهين عن جرح ثلاثة مستوطنين، فيما قتل جندي في موقع العملية بعد إطلاق الجنود النار عليه بطريق الخطأ.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير