سقوط الشقيقتين يكشف الرواية الرسمية.. واهتمامات "طبقة الكريما" تشغل الشارع
جو 24 : أحمد الحراسيس - لم يكن مرور أسبوع على حادثة سقوط شقيقتين من أعلى بناء في منطقة الجويدة كفيلا بإنهاء الحديث عن ملابسات تلك القضية، بل إنها غطّت على مشهد غرق العاصمة عمان ومشهد قيام مواطن بحرق نفسه على جنب طريق عام جنوب العاصمة عمان. وحدها حادثة الموقر من لفتت الأنظار عن قضية وفاة الشقيقتين..
حادثة سقوط الشقيقتين كشفت عن مشاكل مهمة في المجتمع الاردني لا بدّ من الالتفات إليها، سواء من ناحية الثقة بالرواية الرسمية أو نوعية الأخبار التي تحوز اهتمام المواطن العادي، بالإضافة إلى الأخطاء التي وقعت بها بعض الجهات هنا وهناك.
الرواية الرسمية محلّ شكّ
أكدت حادثة سقوط الشقيقتين حالة فقدان الشارع ثقته بالرواية الرسمية، ربما تكون الرواية صحيحة لكن جزءا كبيرا من الشارع لا يثق بها ويهرول إلى وسائل الإعلام التي تنشر روايات غير دقيقة أحيانا!
اللافت والغريب في هذه المرة ان المشككين والرافضين للرواية الرسمية هم من الطبقة المحسوبة على "السيستم"، أي أنهم جزء من السلطة.. أو الذخيرة الاحتياطية للسلطة.
تلك الحالة تفرض على الدولة التفكير المعمّق بكيفية استعادة ثقة الشارع، خاصة وأن روايتها على مستوى "حادث عادي" لم تنل ثقة وقبول متابعين من جميع الطبقات وبدأ هؤلاء يبحثون عن أي خبر أو اشاعة نشرتها وسائل اعلام أو صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وإتخذت على انها حقيقة مسلّمة.
الأثرياء يفرضون اهتماماتنا..؟
قلنا أن حوادث الانتحار أو الحوادث الجنائية متكررة.. اخرها كان إقدام مواطن على حرق نفسه صباح السبت الماضي على الملأ، ورغم أن حادثة مشابهة "احراق النفس" قد فجّرت ثوراتٍ في بلاد العرب إلا أنها لم تلفت إنتباه الناس هنا، وظلت الأنظار شاخصة في صورة الشقيقتين التي تصدرت صفحات وسائل اعلام مختلفة.
الظاهر، أن نادي الأثرياء "طبقة الكريما" عندما يهتم بمسألة ما فإنه يجبر الرأي العام ووسائل الإعلام على الاهتمام به مع أنها قد تكون "حادثة متكررة -انتحار-" لكننا نجد كل ذلك الاهتمام غير العادي!
المنطق أن يهتم العامة والفقراء والحكومة والإعلام بالقصص الكثيرة التي تحوي تفاصيل مرعبة عن حالات انتحار بسبب الفقر والبطالة، أو حوادث وفاة أثناء العمل، أو حوادث الوفاة غرقا بمياه الأمطار مثلا.. لكننا في ظرف أقل من 24 ساعة تركنا سير وقصص أربع وفيات نتيجة اهمال مسؤول ما والتفتنا لحادثة سقوط شقيقتين من أعلى بناية.. تركنا تحليل وتسليط الضوء على أحوال ساكني الزقاق في الأحياء والمخيمات وذهبنا لتحليل واختلاق أسباب أدت لوفاة الشقيقتين.
بالتأكيد لا نقصد التقليل من أهمية المتوفين أيّا كانوا ولا أهمية حدث الانتحار او جرائم القتل، لكنها ملاحظة سريعة على تشوّه الأولويات لدينا..
درس للاعلام
أخطاء جسيمة وقعت خلال التعاطي الاعلامي مع تلك الحادثة، ولعل واحدا من أكبر تلك الأخطاء كان نشر صور الضحيتين من قبل الإعلام أو الأمن دون موافقة الأهل أو احترام مشاعرهم.
كما ارتكبت وسائل اعلام مختلفة خطأ جسيما اخر بتبني روايات على أنها حقائق، ربما ذهبت تلك الوسائل إلى ذلك نتيجة الضبابية في الرواية الرسمية التي قالت "إنها حالة انتحار ثم أعلنت استمرار التحقيق قبل أن تخرج بعض التفاصيل مجزوءة للإعلام تشكك في أن يكون وراء الحادثة شبهة جنائية"، لكن هذا مبرر غير كاف ولا مقنع..
نقابة الصحفيين حاولت تدارك الأمر عبر اقرار إحالته وسائل الإعلام التي نشرت صور الشقيقتين إلى اللجنة المهنية لبيان فيما إذا كان نشر الصور يخالف آداب المهنة وأخلاقياتها ومدى انسجام ذلك مع أحكام القانون وميثاق الشرف الصحفي، وهي سابقة ايجابية تستحق الاشادة.
حادثة سقوط الشقيقتين كشفت عن مشاكل مهمة في المجتمع الاردني لا بدّ من الالتفات إليها، سواء من ناحية الثقة بالرواية الرسمية أو نوعية الأخبار التي تحوز اهتمام المواطن العادي، بالإضافة إلى الأخطاء التي وقعت بها بعض الجهات هنا وهناك.
الرواية الرسمية محلّ شكّ
أكدت حادثة سقوط الشقيقتين حالة فقدان الشارع ثقته بالرواية الرسمية، ربما تكون الرواية صحيحة لكن جزءا كبيرا من الشارع لا يثق بها ويهرول إلى وسائل الإعلام التي تنشر روايات غير دقيقة أحيانا!
اللافت والغريب في هذه المرة ان المشككين والرافضين للرواية الرسمية هم من الطبقة المحسوبة على "السيستم"، أي أنهم جزء من السلطة.. أو الذخيرة الاحتياطية للسلطة.
تلك الحالة تفرض على الدولة التفكير المعمّق بكيفية استعادة ثقة الشارع، خاصة وأن روايتها على مستوى "حادث عادي" لم تنل ثقة وقبول متابعين من جميع الطبقات وبدأ هؤلاء يبحثون عن أي خبر أو اشاعة نشرتها وسائل اعلام أو صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وإتخذت على انها حقيقة مسلّمة.
الأثرياء يفرضون اهتماماتنا..؟
قلنا أن حوادث الانتحار أو الحوادث الجنائية متكررة.. اخرها كان إقدام مواطن على حرق نفسه صباح السبت الماضي على الملأ، ورغم أن حادثة مشابهة "احراق النفس" قد فجّرت ثوراتٍ في بلاد العرب إلا أنها لم تلفت إنتباه الناس هنا، وظلت الأنظار شاخصة في صورة الشقيقتين التي تصدرت صفحات وسائل اعلام مختلفة.
الظاهر، أن نادي الأثرياء "طبقة الكريما" عندما يهتم بمسألة ما فإنه يجبر الرأي العام ووسائل الإعلام على الاهتمام به مع أنها قد تكون "حادثة متكررة -انتحار-" لكننا نجد كل ذلك الاهتمام غير العادي!
المنطق أن يهتم العامة والفقراء والحكومة والإعلام بالقصص الكثيرة التي تحوي تفاصيل مرعبة عن حالات انتحار بسبب الفقر والبطالة، أو حوادث وفاة أثناء العمل، أو حوادث الوفاة غرقا بمياه الأمطار مثلا.. لكننا في ظرف أقل من 24 ساعة تركنا سير وقصص أربع وفيات نتيجة اهمال مسؤول ما والتفتنا لحادثة سقوط شقيقتين من أعلى بناية.. تركنا تحليل وتسليط الضوء على أحوال ساكني الزقاق في الأحياء والمخيمات وذهبنا لتحليل واختلاق أسباب أدت لوفاة الشقيقتين.
بالتأكيد لا نقصد التقليل من أهمية المتوفين أيّا كانوا ولا أهمية حدث الانتحار او جرائم القتل، لكنها ملاحظة سريعة على تشوّه الأولويات لدينا..
درس للاعلام
أخطاء جسيمة وقعت خلال التعاطي الاعلامي مع تلك الحادثة، ولعل واحدا من أكبر تلك الأخطاء كان نشر صور الضحيتين من قبل الإعلام أو الأمن دون موافقة الأهل أو احترام مشاعرهم.
كما ارتكبت وسائل اعلام مختلفة خطأ جسيما اخر بتبني روايات على أنها حقائق، ربما ذهبت تلك الوسائل إلى ذلك نتيجة الضبابية في الرواية الرسمية التي قالت "إنها حالة انتحار ثم أعلنت استمرار التحقيق قبل أن تخرج بعض التفاصيل مجزوءة للإعلام تشكك في أن يكون وراء الحادثة شبهة جنائية"، لكن هذا مبرر غير كاف ولا مقنع..
نقابة الصحفيين حاولت تدارك الأمر عبر اقرار إحالته وسائل الإعلام التي نشرت صور الشقيقتين إلى اللجنة المهنية لبيان فيما إذا كان نشر الصور يخالف آداب المهنة وأخلاقياتها ومدى انسجام ذلك مع أحكام القانون وميثاق الشرف الصحفي، وهي سابقة ايجابية تستحق الاشادة.