jo24_banner
jo24_banner

«النهر لن يفصلني عنك» في المكتبة الوطنية

«النهر لن يفصلني عنك» في المكتبة الوطنية
جو 24 :

عندما وقفت تلك الليلة على أسوارها، ونظرت إلى الغرب رأيت بأني اعبر إليك عبر الأثير، كيف لهذا النهر أن يفصلني عنك، وأنا الشوق عبر السنين، النهر المقدس لم ولن يفصلني عنك ياحبيبتي...
انها رواية «النهر لن يفصلني عنك «، للكاتب الزميل رمضان الرواشدة، التي مسَّ عنوانها الشاعر الأردني حبيب الزيودي بالحيرة، وقال عنها الناقد الروائي حسين نشوان أنها حولت الكتابة من حيز الذات وتقلب جسد الجغرافيا وتضاريسها إلى جغرافيا الجسد.


جاء ذلك خلال الأمسية الثقافية التي أقيمت في المكتبة الوطنية لمناقشة رواية «النهر لن يفصلني عنك «، للكاتب الزميل رمضان الرواشدة والتي تحدث فيها الشاعر حبيب الزيودي، والزميل حسين نشوان، والذي قرأ ورقته الزميل محمد جميل خضر.


تحدث الزيودي عن أهمية النقد الحقيقي الذي يذهب إلى منطقة التأويل والتي تعتبر ذروة النقد وسنامه، مشيرا إلى أن النقاد الآن يقفون عند منطقة التحليل ولا يصلون إلى التأويل، مؤكدا أن العملية النقدية المتكاملة تمر بخمس مراحل هي القراءة والفهم والتفسير والتحليل والتأويل.
وزاد الزيودي قال: « مسني عنوان الرواية النهر لن يفصلني عنك بالحيرة وسبب هذه الحيرة هذا الافتراض الباطني في العنوان ، للنهر كأداة فصل بين الحبيبين أو المكانيين أو كلاهما معاً واسترجعت صورة النهر عموماً ، في الوعي الأدبي العربي والمثيولوجيا الدينية حيث أن فكره الخلاص المسيحية تستند إلى المعمودية في النهر وغسل الذنوب، وفكره العبور، عبور النهر عند اليهود في العهد القديم تمثل قلب الديانة اليهودية، فمن النهر عبروا وانتظروا ثلاثة أيام قبل العبور ومن العبور أخذت اليهودية اسمها بل أن العهد القديم سمى النهر ماء وسمى البر حوله من الضفتين (بر الله ).


وأشار الزيودي بأنه أحب أن ينطلق في قراءه رواية النهر لن يفصلني عنك من إشارة توقف عندها دارسوا الرواية ، وهي الإشارة التي قدمها إبراهيم العجلوني حيث أكد أنها عمل يغري الناقد بالخوض في حديث الأجناس الأدبية وتقنيات السرد وأساليب الترسل وطرائف التعبير، وقد اخذ هذه الجملة معظم من درس الرواية وأناروا جملة العجلوني كلاً على طريقته فقد أيدته فايزة ابو العينين حيث رصدت شخصية السارد يوسف ابن اسماعيل واستمرارية هذا التتبع من بداية النص إلى أخره، وهذا هو أول علامات التمرد على قوالب الرواية الاعتيادية اذ معروف أن مجرى الوعي وأيده يحيى عبابنه وذهب إلى خمس مقطوعات شعرية موظفة في النص وأول هذا الذهاب إلى الشعر بــ ( حماية المبدع والخوف من الرقيب).


الزميل الاديب محمد جميل خضر الذي قرأ ورقة الناقد حسين نشوان، أكد أن هذه الرواية تنتمي إلى الروايات الجديدة التي تأثرت بإرهاصات نهاية القرن العشرين وظلال العولمة والصور والتيارات النقدية وتحول الكون إلى قرية صغيرة وصراع الهويات وانتهاك الخصوصيات، التي حولت الكتابة من حيز الذات وتقلب جسد الجغرافيا وتضاريسها إلى جغرافيا الجسد.


وأضاف خضر، أن هذه الرواية التي بين أيدينا تنتمي إلى الرواية الجديدة التي تتجاوز البناءات الكلاسيكية التي تقوم على الحكاية والشخصيات والزمان ومستويات الحكي وتنوع الأنماط والضمائر إلى تعدد الأجناس والصور والفنون والمنولوج والحلم والقطع السينمائي والمشهديات المسرحية.
وأكد خضر أن خلاصة الرواية أن إنسانا عربياً يزور القدس وتتداعى الذكريات والتاريخ والزمان والمنولوجيا والاسطورة في لحظة راهنة مرة واحدة وتتداعى في الوقت نفسه صورة الواقع المؤلم للمدينة المقدسية وصور البطولات للدفاع عنها لتبرز الصورة الصراعية بين سردية الاحتلال وسردية التاريخ والذاكرة والتي ينجلى عنها صورة الحب والرفض والمقاومة.


وقرأ الرواشدة مقاطع من روايته: «خطوات قليلة ويفصلنا الجسر الخشبي اللعين عندما رآني مقبلاً نحو الجسر هتف بي بلهجته الآمرة قف فوقفت أسرع نحوي، كيف وصلت إلى هنا ؟ لم يعلموا بأني اتبعت روحي المعلقة فوق جبالك يا أور سالم أعادوني إلى مكان الانطلاق دمعتي فرت مني وقلبي غائم تعلق في الحنين إليك آه ... أني اسقط كل ليلة صريح المتاهة « .


الشاعر لؤي احمد الذي أدار الأمسية قال:»أن رواية النهر لن يفصلني عنك نص نثري يقع في ست وثمانين صفحة من القطع المتوسط ، صادر عن دار أزمنة للدراسات والنشر، هذه الدار التي ارتأت أن تصنفه في خانه الروايات كجنس أدبي ، وترى الكاتبة الأردنية هند ابو العينين انه إذا كان طول السرد وتتابع الأحداث، صفات الجنس الأدبي الروائي فأن قارئ هذا النص سيلحظ أول علامات التمرد على الرواية التقليدية باشتراطاتها وقواعدها عن طريق استخدام الكاتب لتقنية تتبع مجرى الوعي لشخصية السارد يوسف بن اسماعيل واختتم الشاعر لؤي بقولة بأن فن الرواية هو نص ثائر على أي متوقع عصي على القولبة او التنميط ، بل جعله اقرب ما يكون إلى طبيعة الروح أما النتيجة فكانت أنه يملأ روح متلقيه بالحنين إلى ما كان يوماً واقعاً ووحدة نمت مع النفس والى الأرض المقدسة والأم والحب وحالة الحب وكل ما دفق من روح السارد الينا بإبداع يد الكاتب وما كتب من القلب يصل على القلب.


في نهاية الأمسية قامت دائرة المكتبة الوطنية بتوزيع كتاب «معجم أدباء الأردن» وهو من منشورات وزارة الثقافة. الراي

تابعو الأردن 24 على google news