jo24_banner
jo24_banner

الشوابكة.. وعطش الصلاحيات

الشوابكة.. وعطش الصلاحيات
جو 24 :

متسلحا بقانون تكميم الأفواه ومصادرة حرية الصحافة، وجه فايز الشوابكة مدير عام دائرة المطبوعات والنشر تهديداته للمواقع الالكترونية بحجب الخدمة عنها في حال أصرت على قرار العصيان الالكتروني ولم تقم بتصويب أوضاعها وفقا لقانون المطبوعات المعدل.

 

واستند الشوابكة في تهديداته التي تضمنتها تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام، إلى النص الوارد في القانون بأنه "على المدير حجب المواقع الالكترونية غير المرخصة في المملكة إذا ارتكبت مخالفة لأحكام هذا القانون أو أي قانون آخر".

ولم يكتف الشوابكة بهذه التهديدات، بل طالب العاملين في الصحف الالكترونية بـ "ترك مواقعهم" في حال لم تتوفر لديهم القناعة بهذا القانون العرفي.

إما الرضوخ للرأي الرسمي، أو ترك ميدان الصحافة.. هذا ملخص ما يريده مدير المطبوعات وفق ما كشفت تصريحاته المنسجمة والمتناغمة تماما مع سياسات حكومة الردة عن الإصلاح، والتي بلغت في تأزيم الأوضاع درجة تنذر بأسوأ الاحتمالات.

الشوابكة فيما يبدو كان ينتظر ما منح له من صلاحيات على أحرّ من الجمر، ليمعن في ممارسة سياساته المناهضة لحرية الرأي والتعبير، حيث جاءته هذه الصلاحيات على طبق من ذهب، ليفرض صحافة الرأي الواحد على الفضاء الالكتروني ويحجب أي رأي معارض للتوجهات الرسمية، غير ان الغريب في تصريحاته هو قوله بأن المدونات الشخصية مثل الفيس بوك والتويتر غير معنية بالقانون نهائياً، مهما كان السقف، وكأن بإمكان أحد أن يتحمل تبعات انتزاع كافة السقوف بعد حجب المواقع الالكترونية التي التزمت المهنية والمصداقية طيلة فترة عملها !!

أما المضحك المبكي في تصريحات المدير، فهو تباهيه باللقاءات الديكورية التي عقدتها لجنة التوجيه الوطني مع ممثلي نقابة الصحفيين والعاملين في المواقع الالكترونية، والتي دعي إليها عدد من الخبراء لمناقشة هذا القانون، وبعد نقاش طويل ومستفيض، تم إقرار "المطبوعات" كما ورد من الحكومة، بعد إجراء تعديلات طفيفة، لتضرب لجنة التوجيه عرض الحائط بكل ما دار من نقاش.. أما بالنسبة للشوابكة، فإن مجرد عقد اللقاء –دون تتويجه بأية نتائج- أمر كاف للترويج لديمقراطية تكميم الأفواه !!


أول الغيث قطرة.. مثل قديم جسدته تصريحات الشوابكة، التي تشي بالتوجهات الرسمية للعودة إلى المرحلة العرفية، في وقت لا تحتمل فيه الظروف الموضوعية ولا الذاتية المغامرة بأية خطوة إلى الوراء.. غير أن تكميم الأفواه كان مجرد خطوة أولى.. وما خفي من خطوات تهدد مصلحة الوطن كان أعظم !!

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير