تفجيرات متوقعة في موسكو
ماهر أبو طير
جو 24 : تتورط موسكو في المستنقع السوري، ولاتريد ان تدفع الثمن، وسواء كان الثمن عسكريا على شاكلة اسقاط الطائرة العسكرية الروسية من تركيا، او مدنيا مثل تفجير الطائرة المدنية الروسية، ففي الحالتين هناك ثمن ينتظر قيصر موسكو، وسياساته في المنطقة.
هو ذات الثمن الذي سيدفعه آخرون من دول واطراف تتورط في الصراع السوري، فهذه نار حارقة ستحرق اصابع كثيرين آجلا ام عاجلا، ولايمكن الكلام عن تسلل دون ثمن.
قيل مبكرا ان واشنطن ستحاول تصفية حساباتها المتراكمة مع الروس في مواقع مختلفة، آخرها القرم، عبر المستنقع السوري، بل ان وقائع الميدان تقول ان عشرات الفصائل اليوم التي تتغذى ممن يناهضون تدخل الروس، يتم تسمينهم اليوم، لمواجهة الروس نيابة عن المعسكر الدولي الرافض لاقتراب الروس من المنطقة.
بهذا المعنى على موسكو ان تنتظر حوادث اخرى حتى داخل الاراض الروسية ولن يكون غريبا ان نسمع بعد قليل عن تفجيرات في داخل موسكو او اي نقطة ضعف اخرى، فبوتين بكل وضوح وضع بلاده تحت المرمى، ولن يشقى كثيرون في ان يجدوا انتحاريا يفجر في موسكو من باب تتابع الرسائل.
بالنسبة لكثيرين، حادثة الطائرة التي اسقطتها تركيا، مجرد رسالة، يتم تغطيتها بجانب فني، وهي رسالة تقول ان معسكرا كبيرا يريد وقف تمدد الروس على الارض في سورية، ويريد اثارة الشارع الروسي في وجه حكومته التي تتدخل هنا وهناك، وتحاول الاقتراب من مناطق نفوذ لدول اخرى.
الارجح هنا ان خيارات موسكو في الرد على الاتراك محدودة، فالقيصر لايستطيع توسعة مدارات معركته في كل مكان، والارجح ايضا ان الاتراك سيواصلون دعم فصائل مختلفة، برضى اميركي من اجل حرق اصابع موسكو، وتفشيل الحل السياسي الذي يطرحه الروس ويسعون لتطبيقه على الارض.
سورية بكل بساطة تتحول الى حلبة لصراعات العالم، ولم تبق دولة الا وارسلت نفرا من اجهزتها الامنية والعسكرية الى سورية، ومامن دولة الا وترسل سفنها وطائراتها الى سورية او حولها، تحت عناوين مختلفة، من العرب وصولا الى الفرنسيين مرورا بغيرهم، وهكذا تتحول سورية الى حلبة ملاكمة بين الدول على جثث السوريين.
تحرق موسكو سورية تحت عنوان محاربة داعش، والواضح ان ارتداد تدخلها يحدث دوما خارج سورية، مثل حادثة الطائرة في مصر وحادثة الطائرة في تركيا، وعلى الاغلب سنرى حوادث اخرى قريبا ضد الروس في دول متعددة، بعيدا عن سورية، وقد نصحو على تفجيرات في موسكو، لان شكل الرسائل وتتابعها وتنوعها، يقول ان هناك سلسلة اخرى على الطريق.
عناد القيصر مجرد كلام يتبدد عن مقتل مواطنيه، واللعبة الدولية ضد الروس تتم بطريقة ذكية عبر خطط بديلة فبدلا من ان تهدد واشنطن الروس، تخرج داعش وتفجر الطائرة المدنية، ولااحد يعرف حقيقة القصة حتى الان، وبدلا من تهديد الاتراك للروس لكونهم يلعبون في مساحة للاتراك فيها مداخلات، يتم اسقاط طائرة عسكرية بذريعة تجاوز الحدود، وغدا سيقال للروس ان الارهاب الذي تحاربونه جذبتموه الى بلادكم على طريقة الذي يستدعي الدب الى كرمه.
لكن وسط هذا المشهد المعقد هناك ردود فعل من الروس، تقول ان الساحة السورية سوف تشتعل اكثر، كما ان الحل السياسي ذاته فوق صفيح ساخن بعد حادثة الطائرة العسكرية، لان الذي اسقطها كان يعبر فعليا عن ارادة سرية دولية غير معلنة تقول للروس ان رعايتكم لنظام الاسد سيكون ثمنها مرتفعا جدا.
معنى الكلام انه كلما اقتربنا من بدء تطبيق الحل السياسي، فعلينا انتظار المزيد والمزيد من المفاجآت المدوية ضد الروس، وقد يحرق الروس سورية، لكنهم بالتأكيد لايستطيعون التبنؤ حول مكان وتوقيت الحادثة المقبلة ضدهم.
(الدستور)
هو ذات الثمن الذي سيدفعه آخرون من دول واطراف تتورط في الصراع السوري، فهذه نار حارقة ستحرق اصابع كثيرين آجلا ام عاجلا، ولايمكن الكلام عن تسلل دون ثمن.
قيل مبكرا ان واشنطن ستحاول تصفية حساباتها المتراكمة مع الروس في مواقع مختلفة، آخرها القرم، عبر المستنقع السوري، بل ان وقائع الميدان تقول ان عشرات الفصائل اليوم التي تتغذى ممن يناهضون تدخل الروس، يتم تسمينهم اليوم، لمواجهة الروس نيابة عن المعسكر الدولي الرافض لاقتراب الروس من المنطقة.
بهذا المعنى على موسكو ان تنتظر حوادث اخرى حتى داخل الاراض الروسية ولن يكون غريبا ان نسمع بعد قليل عن تفجيرات في داخل موسكو او اي نقطة ضعف اخرى، فبوتين بكل وضوح وضع بلاده تحت المرمى، ولن يشقى كثيرون في ان يجدوا انتحاريا يفجر في موسكو من باب تتابع الرسائل.
بالنسبة لكثيرين، حادثة الطائرة التي اسقطتها تركيا، مجرد رسالة، يتم تغطيتها بجانب فني، وهي رسالة تقول ان معسكرا كبيرا يريد وقف تمدد الروس على الارض في سورية، ويريد اثارة الشارع الروسي في وجه حكومته التي تتدخل هنا وهناك، وتحاول الاقتراب من مناطق نفوذ لدول اخرى.
الارجح هنا ان خيارات موسكو في الرد على الاتراك محدودة، فالقيصر لايستطيع توسعة مدارات معركته في كل مكان، والارجح ايضا ان الاتراك سيواصلون دعم فصائل مختلفة، برضى اميركي من اجل حرق اصابع موسكو، وتفشيل الحل السياسي الذي يطرحه الروس ويسعون لتطبيقه على الارض.
سورية بكل بساطة تتحول الى حلبة لصراعات العالم، ولم تبق دولة الا وارسلت نفرا من اجهزتها الامنية والعسكرية الى سورية، ومامن دولة الا وترسل سفنها وطائراتها الى سورية او حولها، تحت عناوين مختلفة، من العرب وصولا الى الفرنسيين مرورا بغيرهم، وهكذا تتحول سورية الى حلبة ملاكمة بين الدول على جثث السوريين.
تحرق موسكو سورية تحت عنوان محاربة داعش، والواضح ان ارتداد تدخلها يحدث دوما خارج سورية، مثل حادثة الطائرة في مصر وحادثة الطائرة في تركيا، وعلى الاغلب سنرى حوادث اخرى قريبا ضد الروس في دول متعددة، بعيدا عن سورية، وقد نصحو على تفجيرات في موسكو، لان شكل الرسائل وتتابعها وتنوعها، يقول ان هناك سلسلة اخرى على الطريق.
عناد القيصر مجرد كلام يتبدد عن مقتل مواطنيه، واللعبة الدولية ضد الروس تتم بطريقة ذكية عبر خطط بديلة فبدلا من ان تهدد واشنطن الروس، تخرج داعش وتفجر الطائرة المدنية، ولااحد يعرف حقيقة القصة حتى الان، وبدلا من تهديد الاتراك للروس لكونهم يلعبون في مساحة للاتراك فيها مداخلات، يتم اسقاط طائرة عسكرية بذريعة تجاوز الحدود، وغدا سيقال للروس ان الارهاب الذي تحاربونه جذبتموه الى بلادكم على طريقة الذي يستدعي الدب الى كرمه.
لكن وسط هذا المشهد المعقد هناك ردود فعل من الروس، تقول ان الساحة السورية سوف تشتعل اكثر، كما ان الحل السياسي ذاته فوق صفيح ساخن بعد حادثة الطائرة العسكرية، لان الذي اسقطها كان يعبر فعليا عن ارادة سرية دولية غير معلنة تقول للروس ان رعايتكم لنظام الاسد سيكون ثمنها مرتفعا جدا.
معنى الكلام انه كلما اقتربنا من بدء تطبيق الحل السياسي، فعلينا انتظار المزيد والمزيد من المفاجآت المدوية ضد الروس، وقد يحرق الروس سورية، لكنهم بالتأكيد لايستطيعون التبنؤ حول مكان وتوقيت الحادثة المقبلة ضدهم.
(الدستور)