من سيحكم الضفة الغربية اذا سقطت السلطة؟!
ماهر أبو طير
جو 24 : كان لافتا للانتباه تسريب الاسرائيليين معلومة تقول ان اسرائيل تدرس خياراتها في حال انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية، وانهيار السلطة آخر ما تتمناه تل ابيب، فهي» سلطة وظيفية» تؤدي دورا مهما لصالح الاحتلال. النفاق الاسرائيلي بلا حدود، فاسرائيل ذاتها تريد بقاء السلطة الوطنية الفلسطينية، وفي ذات الوقت لا تريدها قوية، بل ضعيفة ، هشة، تؤدي دورا وظيفيا امنيا لصالح الاحتلال، لكنها تتحوط ايضا من ان ضعف السلطة قد يؤدي في النهاية الى انهيارها كليا، ويضع اسرائيل امام فوضى مفتوحة. وفقا للمعلومات فان تل ابيب شهدت اجتماعات على مدى يومين، للبحث في سيناريوهات سقوط السلطة الوطنية الفلسطينية، والاغلب هنا ان البحث يتناول الفراغ الامني، والجانب الاداري، وخروج الضفة الغربية من قفص التنسيق مع الاحتلال، وكيف يمكن لاسرائيل ادارة هذا الفراغ، باحتلال جديد، ام بحصار مثل غزة، ام بحثا عن طرف طرفي او دولي يعيد جدولة عملية السلام؟!. في كل الحالات اسرائيل لا تتمنى سقوط السلطة الوطنية الفلسطينية، ومثلها عواصم عربية ترى في السلطة،مركزا امنيا يخلع اظافر الفلسطينيين، ويمشط الضفة، ويمنع انفجار انتفاضة ثالثة. الاغلب ان تل ابيب كلما اقتربت من سيناريو سقوط السلطة، عادت وافرجت عن اموال الفلسطينيين، لتسييل القليل منها، ولتسكين الغضب في الضفة الغربية، باعتبار ان الرفاه، دواء للغضب في حالات كثيرة. غير ان الكلام عن سقوط السلطة، يعني فعليا شيئا آخر على المستوى السياسي، فهو يعني نهاية المؤسسات الفلسطينية والمشروع الوطني، والدولة الفلسطينية، وهذا يعني ان بحث تل ابيب لما بعد السلطة اذا سقطت، سيتناول المصير السياسي لكل الضفة الغربية، تحت عنوان، يسأل عن هوية الطرف الذي سيحكم او يدير الضفة الغربية، بغير الوصفات التقليدية التي رأيناها، التي اقلها اعادة احتلال الضفة او خنقها بحصار كامل. يشمل هذا التسريب الاسرائيلي، ايضا، رسالة خفية، لذات راس السلطة، رسالة تهديد عميقة، حول نية اسرائيل انهاء السلطة، وكل المشروع الفلسطيني، لان اسرائيل قد لا تكون راضية عما تفعله السلطة كليا، وتريد مزيدا من الضبط لما يسمونه «عنف الفلسطينيين». هذا امر وارد، على الرغم من معرفة الجميع، ان اسرائيل لا قدرة لديها كليا على الاستغناء عن السلطة، الا اذا توفر بديل مقبول يدير السكان في الضفة الغربية في تجمعاتهم الحالية، وهذا البديل مهدد لاعتبارات كثيرة. خلاصة لا يمكن تصديق التسريب الاسرائيلي حول مخاوف تل ابيب من انهيار السلطة، مادامت السلطة تؤدي دورا وظيفيا لصالح الاحتلال، واذا ما كان هناك انهيار مقبل على الطريق للسلطة، فعلينا ان نعرف لحظتها ان هذا الانهيار كان نتيجة للسياسات الاسرائيلية، وتمهيدا لمرحلة جديدة، لا احد يعرف تضاريسها منذ الان.