مهرجان الفيلم الأوروبي.. دورة جديدة حول تحولات المجتمع الإنساني
تنطلق فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان الفيلم الاوروبي برعاية سمو الاميرة ريم علي يوم الاحد المقبل بالفيلم الهنغاري المعنون (رقصت حتى الموت) للمخرج اندريه هيولز الساعة التاسعة مساء في مقر الهيئة بجبل عمان.
وتجيء عروض المهرجان هذا العام تحت شعار (تحولات) عن طبيعة تلك التغيرات التي شهدتها بلدان اوروبية والمجتمع الانساني عموما في اكثر من حقبة زمنية وصولا الى الوقت الحالي.
وقالت سفيرة الاتحاد الاوروبي بعمان يؤانا فرونيتسكا في مؤتمر صحفي عقد يوم امس الاربعاء في مقر الهيئة الملكية الاردنية للافلام، ان المهرجان الذي ينظم بالشراكة بين بعثة الاتحاد الاوروبي والسفارات الاوروبية بعمان بالتعاون مع الهيئة يقدم مختارات من افضل الافلام القادمة من اربعة عشر بلدا اوروبيا.
واضافت ان الاردنيين والاوروبيين وجدوا في لغة السينما وسيلة حضارية في الحوار والاتصال والفهم المشترك فضلا عن اطلاع الناس على جوانب من اساليب العيش والتفاعل مع الحياة رغم كل التحديات .
واوضحت مسؤولة الاعلام والاتصال في الهيئة ندى دوماني ان افلام المهرجان سيجري عرضها بواقع فيلمين في اليوم الواحد : الاول الساعة السادسة مساء في صالة سينما الرينبو، والثاني الساعة التاسعة مساء في مقر الهيئة الملكية للافلام، كما تقرر عرض بعض الافلام المشاركة في محافظات المفرق ومأدبا والعقبة.
واشارت الى ان فعاليات المهرجان تتضمن ورشة تدريبية لشباب اردنيين من منتسبي نوادي الافلام بالمحافظات حول مفاهيم صناعة الافلام باساليب بسيطة عبر كاميرا (الموبايل) مبينة انه سيجري توزيع ثلاث جوائز على افضل ثلاثة اعمال تختارها لجنة تحكيم متخصصة.
تعرض خلال المهرجان افلام : رحلة كارول (اسبانيا)، الخميس الاسود (بولندا)، فندق ماري جولد الاكثر سحرا على الاطلاق (بريطانيا)، تنفس (النمسا)، اهلا بكم في المانيا (المانيا)، اميرة (فنلندا)، ليديتشي (تشيكيا)، صدام الحضارات حول مصعد في ساحة فيتوريو (ايطاليا)، يوروبوليس (رومانيا)، منطقة الضائعين (بلجيكا)، سيمون والنسيان (السويد)، العاصفة (هولندا)، المنبوذون (فرنسا)، وتختتم الفعاليات بالفيلم الاردني مدن ترانزيت.
ويتناول موضوع فيلم الافتتاح (رقصت حتى الموت) عبر مشاهد الدراما والموسيقى والرقص الوانا من المحطات والمواقف المؤثرة في حياة اخوين راقصين في هنغاريا ابان فترة الحكم الشيوعي، يقرر احدهما اللجوء الى حياة المنفى، في حين يظل الاخر في الوطن، لكن لقاءهما يتجدد بعد عقدين من الغياب وفيه تتكشف الكثير من الاسرار والاحداث التي كانت لها تأثيرات عميقة على مصائر كل منهما واخرين.
تتواصل عروض المهرجان لغاية اليوم السابع من الشهر المقبل، حيث تقرر عقد ندوة متخصصة ضمن الفعاليات بعنوان (تاثير السينما في التغيرات السياسية والتكنولوجية)، يشارك فيها الممثل المصري خالد ابو النجا والممثلة الاردنية صبا مبارك والناقدة اللبنانية فيكي حبيب والمخرج الاردني اصيل منصور.
اختتام فعاليات أيام السينما التشيلية
من ناحية أخرى صورت احداث فيلم (عدوي المفضل) الذي اختتم فعاليات الدورة الثالثة لأيام السينما التشيلية يوم امس الاربعاء بعمان أحداثه في الحدود الفاصلة بين التشيلي والأرجنتين إبان فترة العام 1978 وهي تلك المنطقة التي كانت شاهدة على نزاعات ولحظات عصيبة جراء الصراع الذي كان يدور بين تشيلي والأرجنتين حول جزر متنازع عليها بين البلدين كادت أن تشعل حربا بينهما.
يسرد الفيلم الحائز على جائزة ذهبية في مهرجان السينما بكولومبيا، أحداثه في قالب من الكوميديا السوداء من خلال ضياع دورية تشيلية في المنطقة المحرمة بين البلدين، حيث يبدأ الجنود في حفر الخنادق غير مدركين على أية أراض هم متواجدون، ويلتقون مع مجموعة من الجنود الأرجنتينيين وهم في نفس الحالة من الضياع والتردد لكن سرعان ما تنشأ بينهم روابط مودة وصداقة في سلسلة من الأحداث والمفارقة الطريفة كل ذلك يجري على خلفية ساخنة للأوضاع السائدة.
عرض بالفعاليات التي نظمت بالتعاون بين الهيئة الملكية للافلام وسفارة تشيلي بعمان الفيلم المعنون (3.34: زلزال في تشيلي) وفيه العديد من القصص والحكايات الإنسانية حول حادثة الزلزال المدمر الذي ضرب تشيلي قبل عامين.
تناول الفيلم لحظات عايشتها فئات وأفراد من المجتمع التشيلي قبيل وبعيد الزلزال، حيث تلك المرأة الباحثة عن أطفالها الذين يقضون العطلة مع والدهم، وسجين فار يتلهف إلى سماع أخبار عن ابنته التي ترزح تحت الأنقاض، بالإضافة إلى جماعات من الطلبة يحتفلون قبل أن يداهمهم تسونامي مدمر من تبعات الزلزال.
وناقش فيلم (مجهول) قصة مهندس في منتصف العمر أُطلق سراحه بعد احتجازه مدة 14 عاماً لكنه يواجه مشكلة لإعادة الاندماج في المجتمع من جديد بعد اقصائه من طرف عائلته وأصدقائه اذ استأجر غرفة في منزل تعيش به فتاة مراهقة بحيث تساهم في إعادة تواصله بابنته التي يكاد لا يعرفها.
أنجز الفيلم بجهود جماعية لطلبة علوم السينما وجرت الإشادة بمضمونه الدرامي ورؤيته الجمالية العديد من النقاد في مهرجانات السينما ببلدان اميركا اللاتينية.
حفلت الأفلام الثلاثة بذلك التنوع في أساليب سرديتها المتباينة الأفكار والمعالجات الفنية وتزخر بالمواقف التي تعبر عن أحلام وتطلعات وهموم شرائح اجتماعية وأفراد في عراكهم اليومي بالحياة وما تفيض به من تحولات عصيبة.
عرفت السينما في التشيلي بوصفها واحدة من أكثر سينمات بلدان أميركا اللاتينية رسوخا وثراء في تنوع موضوعاتها، وهي صاحبة تاريخ وبصمة في خريطة المشهد السينمائي العالمي، وأثرت بالكثير من صناع الأفلام الشباب في ارجاء العالم ممن ساروا على دروبها المعرفية والبصرية. الراي