قنبلة نجاد وقنابل نتنياهو
امام الجمعية العامة في نيويورك تساءل نتنياهو : من منكم سيشعر بالأمان لو امتلكت ايران قنبلة نووية ؟ وبالطبع في بازار الخطب هناك لا توجد إجابات على مثل هذا التخابث . فمن يشعر بالأمان منذ ٦٥ عاما بسبب احتلالات اسرائيل وحروبها ومجازرها التي لم تسلم معظم شعوب المنطقة منها ؟ وماذا عن الشعب الفلسطيني الذي لم يعرف الأمان طوال هذه العقود في وطنه ولا في المنافي الذي لاحقهم اليها الجيش الاسرائيلي بحروبه الإرهابية ؟
المشكلة الرئيسية في المنطقة ليست قنبلة نجاد التي لا يزال امر وجودها في علم الغيب انما قنابل اسرائيل النووية المخزنة منذ عشرات السنين والتي كانت ستستخدمها ضد مصر في حرب تشرين ١٩٧٣ لو لم يسارع الرئيس نيكسون لنجدتها بجسر جوي.
المشكلة هي في قنابل نتنياهو التي نسفت اتفاق أوسلو وفي مشاريعه وخططه الاستيطانية القائمة على قدم وساق في الضفة والقدس الشريف لتهويدها وطمس هويتها العربية ، هذه القنابل اخطر الف مرة من قنبلة نجاد التي قد لاتصنع لان قنابل نتنياهو وزعماء العصابة الإرهابية في حكومته هي من يبعد الأمن والاستقرار عن شعوب المنطقة وهي من تدمر بيوت الفلسطينيين وتقلع أشجار الزيتون في ارضهم وتخطف شبابهم لتضعهم في المعتقلات والسجون.
يطالب نتنياهو بخط احمر امام ايران فمتى التزمت بارادة المجتمع الدولي وهي التي وضعت نفسها بفعل دعم واشنطن في وضع المتحدي الدائم له ؟ وانا هنا لست في معرض الدفاع عن قنبلة نجاد لكن ما يتحدث به نتنياهو هو هرطقة في فراغ دولي من الصمت على جرائم الاحتلال الصهيوني التي لم يعد على الكرة الأرضية مثيل لها ، هرطقة تستفز العقل والروح والمشاعر .
وكما كتب ادوارد سعيد فالاسرائيليون أغتصبوا أيضاً لغة ضحاياهم ليزعموا بانهم هم الضحايا ، نتنياهو يحرف ويكذب عندما أقحم موضوع الفلم المسئ قائلا ان الاسلام الراديكالي الذي اقتحم السفارات الامريكية يريد قهر العالم وتدمير اسرائيل وإطفاء نيران الحرية !!
الواقع ان من يمارس سياسة القهر والتدمير والإرهاب هم أقطاب حكومته من الحاخامات وأصحاب الفتاوى بقتل الاخر .فعندما شنت اسرائيل هجومها الوحشي الشامل على قطاع غزة قبل اربع سنوات نشرت الجيرازولم بوست الاسرائيلية نص رسالة بعثها كبير حاخامات اسرائيل مردخاي ألياهو الى رئيس الوزراء أولمرت قال فيها بان ليس أمامه اي مانع أخلاقي يحول بينه وبين تنفيذ عمليات قتل بدون تمييز ضد المدنيين الفلسطينيين واقترح القيام بعمليات قصف شامل دون تمييز وهذا ما فعله أولمرت .
ولان في كلمة نتنياهو المشار اليها ما لا يحتمل السكوت لما فيها من تحوير وسطو على الحقائق التاريخية مثل قوله بان الدولة اليهودية قديمة في ظل الملك داوود ومنذ ٣ آلاف سنة عاصمتها القدس ، فهذه حقيقة تاريخية نسلم بها لكنها ناقصة بشكل كامل فدولة داوود لم تتعدَّ منطقة القدس التى استولى عليها من قوم قبله وكان اسم المدينة (أور سلام )ومملكة داود لم تدم اكثر من قرن ولم تصل حدودها يوما الى شاطئ فلسطين ، وأخيرا فان قوم داود وسليمان من اليهود هم من اهل المنطقة وليسوا من حيث أتى نتنياهو والمستوطنون .
يقول المؤرخ اليهودي أرثر كوستلر في كتابه( القبيلة الثالثة عشرة ) : معظم يهود اسرائيل أتوا من الاتحاد السوفيتي لان شعبا في تلك البلاد اعتنق اليهودية ولم يات أجدادهم من ضفاف الأردن بل من ضفاف الفولغا ، وليس من كنعان بل من القوقاز وأن ٦٥٪ من يهود العالم ينحدرون من قبائل الخزر . وهكذا ينطبق على نتنياهو المثل ( الكذاب بجيب لأهله المسبة) لماذا التحريف ؟ . اسرائيل دولة استيطان وليدة فكر المستعمرات ونقطه على السطر ، وبدل الإيغال بالكذب والتحريف والجريمة ليعرفوا بان الحل هو على طريقة جنوب افريقيا.
الراي