ملاحظات على استبيان طلاب الجامعة الأردنية
أ. د عبدالمهدي السودي
جو 24 : اطلعت على استبيان شامل مكون من ست صفحات تضمن أكثر من 60 سؤال رئيسي مع تفرعاتها المتعددة أعده مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية بهدف التعرف على القيم والاتجاهات السائدة في أوساط طلبة الجامعة الأردنية والبالغ عددهم حوالي 40 ألف طالب طالبة.
ومن خلال دراسته وجدت انه تم إعداده بطريقة غير مهنية وتخلله الكثير من الأسئلة التي تتضمن إشارات واضحة تميز ضد المرأة وأخرى تشوش أفكار الطلبة نحو إلى الهوية والانتماء الوطني وطبيعة بعض المنظمات الإرهابية وغيرها من الأخطاء في صياغة الأسئلة ووضع خيارات للإجابة عليها بصورة غير منطقية وغيرها الأخطاء المنهجية التي قد تفضي إلى نتائج غير حقيقية بل ومضللة على سبيل المثال هل يعقل أن تسأل الطالب بصورة صريحة فيما اذا كان يتعاطى المخدرات او الحبوب المنشطة او ان الولاء للجامعة او البلد الأصلي او العشيرة او الأردن ام ان تسأله أن الرجال بصورة عامة أفضل من النساء في العمل السياسي والتعليم او وان تسأله فيما اذا كانت داعش والقاعدة منظمات إرهابية ام لا؟ او ان الهدف الأساسي للتعليم العالي هو الزواج وتكوين الأسرة؟ ان الهدف من اي استبيان هو جمع البيانات الحقيقية والصحيحة عن موضوع مجهول او غير معروف او للكشف عن آمر جديد وان لا يذكر اسم المبحوث لتحقيق شرط الحيادية والموضوعية وإبعاد إمكانية المساءلة القانونية للمبحوثين خاصة في بعض المواضيع الخطيرة التي تضمنها الاستبيان حيث طلب منهم الإفصاح عن انتماءاتهم الحزبية او او الدينية او تعاطيهم للمخدرات او اعتقاداتهم حول المنظمات الإرهابية او ولاءاتهم وغيرها. فالطلب من الطلاب إعطاء رقمهم الجامعي بما يعنيه من إفصاح عن كامل أسمائهم سوف يدفع الطلاب لعدم قول الحقيقية وبالتالي اما أن تنعدم الفائدة من الاستبيان او ان يكذب الطلاب وتخرج النتائج بصورة مخالفة للواقع. وفيما يلي ملخص لأهم الملاحظات التي باعتقادي تستوجب وقف توزيع الاستبيان ومراجعته من قبل لجنة مختصة لتحقيق الإغراض الذي وضع من اجلها:
أولا: كتابة الرقم الجامعي: من الخطأ الطلب من الطلاب إدخال رقمهم الجامعي في الاستبيان والذي يعني معرفة اسم الطالب حيث أن ذلك مخالف لأبسط قواعد وشروط الموضوعية والحيادية في البحث الاجتماعي وان هذا الخلل كفيل بتشويه النتائج وبالتالي إضاعة هذا الجهد الكبير والمكلف حيث هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى عدم معرفة اسم المبحوث كما سنرى لاحقا.
ثانيا: المسح الشامل الورقي: كان بالإمكان طرح الاستبيان على الموقع الالكتروني للجامعة والطلب من جميع الطلاب تعبئته الكترونيا دون ذكر الأسماء. وبذلك يتم توفر الكثير من الجهد والوقت والتكلفة في طباعته وإدخال وتحليل واستخراج النتائج اتوماتيكيا. والسؤال هنا ألا يعلم القائمون على مركز الدراسات الإستراتيجية عن هذه الإمكانية أم أنهم لا يملكون الخبرات لإجرائها وهي مجانية وفي الحالتين فتلك مصيبة . اذ كان بالإمكان إجراء الدراسة على عينة ممثلة لطلبة الجامعة الأردنية بواقع 5 او 10% يتم اختيارها بطريقة عشوائية منتظمة ونحصل على نفس النتائج حيث سيتم تقليل العدد إلى حوالي 1000-2000 طالب بدلا من المسح الشامل لحوالي 40 ألف وبخاصة وان نتائج المسح التي نحصل عليها بالعينة لا تختلف كثيرا عن نتائج المسح الشامل ولكنها اقل كلفة ووقتا وجهدا.
ثالثا: هدر وقت الطلاب والأساتذة: إن الوقت التقريبي المطلوب لتعبئة الاستبيان من الطلاب خلال الساعات التدريسية هو حوالي ساعة أكاديمية مما يعني أن الوقت المهدور من وقت الطلاب والأساتذة لتعبئة جميع الاستبيانات هو حوالي 40 ألف ساعة كان يمكن توفيرها لو تم بصورة الكترونية.
رابعا: عدم دقة الأسئلة: افتقرت العديد من أسئلة الاستبيان إلى الدقة في الصياغة حيث تضمن بعضها العديد من الإشارات والإيحاءات الواضحة للتميز ضد المرأة والتي لا يجوز أن تصدر عن مركز أكاديمي متخصص في جامعة محترمة. ومن الأمثلة على ذلك سؤال : 62.3 حيث جاء السؤل على الشكل التالي: "بشكل عام الرجال أفضل في تولي القيادة السياسية من النساء" والسؤال الذي بعده " بشكل عام التعليم الجامعي للأولاد أهم من التعليم الجامعي للبنات" ثم " بشكل عام الرجال أفضل من النساء في مجال الأعمال" ثم " عندما تخرج المرأة للعمل فان الأطفال يعانون" "عبارة (بشكل عام)" تتضمن تقريرا وحقيقية واقعة وتؤكد على صدق الفقرة وتعزز فكرة التمييز ضد مكانة المرأة.
خامسا: التشكيل بواقع بعض الحركات الإرهابية: ان اخطر ما جاء في الاستبيان هو مضمون السؤال 39 والذي ينص على ما يلي: "يصف البعض الحركات التالية على أنها حركات إرهابية بينما يصفها البعض الآخر بأنها حركات غير إرهابية ومنها ( جبهة النصرة والقاعدة وداعش وغيرها) والمصيبة انه طلب من الطلاب أن يصنفوها 1. إرهابية 2. غير إرهابية 3. لا اعرف غير متأكد. لا يجوز وضع السؤال في هذه الصيغة التي تفترض ان تلك المنظمات يمكن ان تكون غير إرهابية لأنها بالنسبة للأردن جميعها حركات إرهابية وهي كذلك ولا يجوز أن يوحى للطلاب بإمكانية أن لا تكون إرهابية كما لا يجوز أن نشوش فكر الطلاب ونسأله هل هي إرهابية أو غير إرهابية. من واجبنا جميعا أن تعلم الطلاب أن جميع هذه الحركات إرهابية وان لا تفسح المجال لأي تشكيك في كونها إرهابية خاصة وأننا في صدد التصدي للفكر الإرهابي والعنف.
سادسا: هناك العديد من الأخطاء القاتلة في صياغة الأسئلة وتكرار نفس الإجابات ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
أ. سؤال 50 حيث جاء كما يلي: "سأقرأ عليك أسماء بعض المنظمات التطوعية" (جمعية دينية , جمعية رياضية (نادي رياضي) جمعيات بيئية جمعيات خيرية جمعية نسائية". ان كلمة أسماء ليس لها معنى هنا لان هذه منظمات مجتمع مدني وليست جميعا تطوعية فالنوادي الرياضية ليست تطوعية ثم يستخدمون الجمع والمفرد فمرات يذكروا جمعية او جمعيات والأجدر أن تذكر تحت مسمى منظمات مجتمع مدني ثم لم اسمع بوجود جمعيات رياضية في الأردن.
ب. سؤال 41 يقول: ما أهم مصدر للمعلومات لديك عن الأخبار حول الأردن" والإجابات( 1. تلفزيون 2. انترنت .... وآخر إجابة لا اعرف) هل يعقل أن تسأل طالب جامعي عن مصادر المعلومات التي يستخدمها ويكون من بين الإجابات لا اعرف؟ شيء مضحك ومحزن.
ت. سؤال 42 كالتالي: هل تقوم باستخدام الانترنت لمعرفة النشاطات العامة في الأردن ؟ الإجابات( 1. نعم, 2. لا, 3. لا اعرف). هل يعقل وضع إجابة لا اعرف على هكذا سؤال؟ هل نفترض الغباء بالطلاب؟
ث. سؤال 43 كما يلي: هل تقوم باستخدام الانترنت للتعبير عن رأيك؟ الإجابات ( 1. نعم 2. لا 3. لا اعرف) هل يجوز وضع لا اعرف كجواب على هكذا سؤال؟
ج. س 44: كما يلي: هل تقوم باستخدام الانترنت لأغراض الدراسة؟ الإجابات (1. نعم 2. لا 3. لا اعرف) ممكن جدته بتعرف.
ح. س 29. كالتالي: ما السبب الرئيسي والغاية الأساسية من التحاقك بالتعليم الجامعي العالي؟ الأجوبة (1. للحصول على وظيفة 2. مركز اجتماعي ..........4. لإرضاء الوالدين 6. من اجل الزواج وتكوين اسرة) والله اكتشاف خطير في الأردن قد يكون أهم سبب للتعليم العالي هو الزواج. والله ممكن نقترح هيك هدف لليونسكو لإضافته لأهداف التعليم العالي في العالم إي أن نحصل على الدكتوراه والماجستير من اجل الزواج وإرضاء الوالدين.
خ. سؤال 30. كالتالي: "ينتمي الإنسان إلى عدة مجموعات اجتماعية أو مهنية ودينية أو سياسية لأي جماعة تشعر انك تنتمي؟ الإجابات (1. لجامعتي 2. بلد الأصل 3. الأردن 4. بلد الأصل 5. الحزب السياسي 6. لمجموعتي الاثنية شركس شيشان ارمن 7. المحافظة 8. لجامعتي 9. لجماعتي الدينية. هل نساوي بين الجامعة والقرية والوطن؟ وما معنى بلد الأصل ؟ جميع الطلاب في العشرينات من العمر ومولودون في الأردن وهم أردنيون وليس لهم بلد أصل الا في ذهن واضع السؤال. وهل يجوز ان نسأل الطالب الشركسي او الشيشاني او الارمني المولود في الأردن عن ولائه لارمينيا أو الشيشان؟
هذا السؤال يخلق تشويش واضح في ذهن الطالب الأردني حول معنى الانتماء للوطن فبدلا من أن تكون مهمة الجامعة التركيز على بناء وترسيخ أسس الانتماء والهوية الوطنية الأردنية تطرح هكذا أسئلة مكررة وغير صحيحة وتخلط بين المشاعر الشخصية للطالب مثل حبه لأسرته وقبيلته ومنطقته الجغرافية وجماعته الاثنية وبين ولائه وانتمائه وهويته الأردنية. ما الغرض الذي يخدمه هكذا سؤال ومن الهدف من وضعه بهذه الصيغة؟
وأخيرا فأنني اقترح على إدارة الجامعة الأردنية سحب هذا الاستبيان واختيار لجنة متخصصة لمراجعته وتدقيقه وحذف بعض الأسئلة وإعادة صياغة الكثير من الفقرات لتناسب مع الأهداف التي تسعى للوصول أليها. على أن يقسم الاستبيان إلى عدة محاور واضحة كما يلي:
1. محور العملية التعليمية من حيث أساليب التدريس والمواد الدراسية والمراجع والكتب المقررة والمكتبة ومدى ملا ئمتها للعصر وتطور التعليم في العالم
2. محور الخدمات الأكاديمية مثل التسجيل والرسوم وتوفر الأجهزة التعليمية ووسائل الإيضاح والمختبرات
3. محور الخدمات الإدارية المتعلقة بالقاعات التدريسية والتجهيزات الفنية والمختبرات والحمامات والمطاعم والأكشاك والأمن الجامعي
4. محور القيم والعادات الاجتماعية المتعلقة بالامتحانات والغش والتحرش والحضور والغياب والعدالة الاجتماعية
5. محور النشاطات الاجتماعية والسياسية والفنية المتعلقة بعضوية الطلاب واتجاهاتهم نحو المشاركة في مختلف مؤسسات المجتمع المدني داخل وخارج الجامعة
6. محور اتجاهاتهم نحو العمل المتعلقة بمشاركتهم وممارستهم لمختلف الأعمال والمهن في القطاعين العام والخاص.
* الكاتب أستاذ علم الاجتماع السياسي الجامعة الأردنية
ومن خلال دراسته وجدت انه تم إعداده بطريقة غير مهنية وتخلله الكثير من الأسئلة التي تتضمن إشارات واضحة تميز ضد المرأة وأخرى تشوش أفكار الطلبة نحو إلى الهوية والانتماء الوطني وطبيعة بعض المنظمات الإرهابية وغيرها من الأخطاء في صياغة الأسئلة ووضع خيارات للإجابة عليها بصورة غير منطقية وغيرها الأخطاء المنهجية التي قد تفضي إلى نتائج غير حقيقية بل ومضللة على سبيل المثال هل يعقل أن تسأل الطالب بصورة صريحة فيما اذا كان يتعاطى المخدرات او الحبوب المنشطة او ان الولاء للجامعة او البلد الأصلي او العشيرة او الأردن ام ان تسأله أن الرجال بصورة عامة أفضل من النساء في العمل السياسي والتعليم او وان تسأله فيما اذا كانت داعش والقاعدة منظمات إرهابية ام لا؟ او ان الهدف الأساسي للتعليم العالي هو الزواج وتكوين الأسرة؟ ان الهدف من اي استبيان هو جمع البيانات الحقيقية والصحيحة عن موضوع مجهول او غير معروف او للكشف عن آمر جديد وان لا يذكر اسم المبحوث لتحقيق شرط الحيادية والموضوعية وإبعاد إمكانية المساءلة القانونية للمبحوثين خاصة في بعض المواضيع الخطيرة التي تضمنها الاستبيان حيث طلب منهم الإفصاح عن انتماءاتهم الحزبية او او الدينية او تعاطيهم للمخدرات او اعتقاداتهم حول المنظمات الإرهابية او ولاءاتهم وغيرها. فالطلب من الطلاب إعطاء رقمهم الجامعي بما يعنيه من إفصاح عن كامل أسمائهم سوف يدفع الطلاب لعدم قول الحقيقية وبالتالي اما أن تنعدم الفائدة من الاستبيان او ان يكذب الطلاب وتخرج النتائج بصورة مخالفة للواقع. وفيما يلي ملخص لأهم الملاحظات التي باعتقادي تستوجب وقف توزيع الاستبيان ومراجعته من قبل لجنة مختصة لتحقيق الإغراض الذي وضع من اجلها:
أولا: كتابة الرقم الجامعي: من الخطأ الطلب من الطلاب إدخال رقمهم الجامعي في الاستبيان والذي يعني معرفة اسم الطالب حيث أن ذلك مخالف لأبسط قواعد وشروط الموضوعية والحيادية في البحث الاجتماعي وان هذا الخلل كفيل بتشويه النتائج وبالتالي إضاعة هذا الجهد الكبير والمكلف حيث هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى عدم معرفة اسم المبحوث كما سنرى لاحقا.
ثانيا: المسح الشامل الورقي: كان بالإمكان طرح الاستبيان على الموقع الالكتروني للجامعة والطلب من جميع الطلاب تعبئته الكترونيا دون ذكر الأسماء. وبذلك يتم توفر الكثير من الجهد والوقت والتكلفة في طباعته وإدخال وتحليل واستخراج النتائج اتوماتيكيا. والسؤال هنا ألا يعلم القائمون على مركز الدراسات الإستراتيجية عن هذه الإمكانية أم أنهم لا يملكون الخبرات لإجرائها وهي مجانية وفي الحالتين فتلك مصيبة . اذ كان بالإمكان إجراء الدراسة على عينة ممثلة لطلبة الجامعة الأردنية بواقع 5 او 10% يتم اختيارها بطريقة عشوائية منتظمة ونحصل على نفس النتائج حيث سيتم تقليل العدد إلى حوالي 1000-2000 طالب بدلا من المسح الشامل لحوالي 40 ألف وبخاصة وان نتائج المسح التي نحصل عليها بالعينة لا تختلف كثيرا عن نتائج المسح الشامل ولكنها اقل كلفة ووقتا وجهدا.
ثالثا: هدر وقت الطلاب والأساتذة: إن الوقت التقريبي المطلوب لتعبئة الاستبيان من الطلاب خلال الساعات التدريسية هو حوالي ساعة أكاديمية مما يعني أن الوقت المهدور من وقت الطلاب والأساتذة لتعبئة جميع الاستبيانات هو حوالي 40 ألف ساعة كان يمكن توفيرها لو تم بصورة الكترونية.
رابعا: عدم دقة الأسئلة: افتقرت العديد من أسئلة الاستبيان إلى الدقة في الصياغة حيث تضمن بعضها العديد من الإشارات والإيحاءات الواضحة للتميز ضد المرأة والتي لا يجوز أن تصدر عن مركز أكاديمي متخصص في جامعة محترمة. ومن الأمثلة على ذلك سؤال : 62.3 حيث جاء السؤل على الشكل التالي: "بشكل عام الرجال أفضل في تولي القيادة السياسية من النساء" والسؤال الذي بعده " بشكل عام التعليم الجامعي للأولاد أهم من التعليم الجامعي للبنات" ثم " بشكل عام الرجال أفضل من النساء في مجال الأعمال" ثم " عندما تخرج المرأة للعمل فان الأطفال يعانون" "عبارة (بشكل عام)" تتضمن تقريرا وحقيقية واقعة وتؤكد على صدق الفقرة وتعزز فكرة التمييز ضد مكانة المرأة.
خامسا: التشكيل بواقع بعض الحركات الإرهابية: ان اخطر ما جاء في الاستبيان هو مضمون السؤال 39 والذي ينص على ما يلي: "يصف البعض الحركات التالية على أنها حركات إرهابية بينما يصفها البعض الآخر بأنها حركات غير إرهابية ومنها ( جبهة النصرة والقاعدة وداعش وغيرها) والمصيبة انه طلب من الطلاب أن يصنفوها 1. إرهابية 2. غير إرهابية 3. لا اعرف غير متأكد. لا يجوز وضع السؤال في هذه الصيغة التي تفترض ان تلك المنظمات يمكن ان تكون غير إرهابية لأنها بالنسبة للأردن جميعها حركات إرهابية وهي كذلك ولا يجوز أن يوحى للطلاب بإمكانية أن لا تكون إرهابية كما لا يجوز أن نشوش فكر الطلاب ونسأله هل هي إرهابية أو غير إرهابية. من واجبنا جميعا أن تعلم الطلاب أن جميع هذه الحركات إرهابية وان لا تفسح المجال لأي تشكيك في كونها إرهابية خاصة وأننا في صدد التصدي للفكر الإرهابي والعنف.
سادسا: هناك العديد من الأخطاء القاتلة في صياغة الأسئلة وتكرار نفس الإجابات ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
أ. سؤال 50 حيث جاء كما يلي: "سأقرأ عليك أسماء بعض المنظمات التطوعية" (جمعية دينية , جمعية رياضية (نادي رياضي) جمعيات بيئية جمعيات خيرية جمعية نسائية". ان كلمة أسماء ليس لها معنى هنا لان هذه منظمات مجتمع مدني وليست جميعا تطوعية فالنوادي الرياضية ليست تطوعية ثم يستخدمون الجمع والمفرد فمرات يذكروا جمعية او جمعيات والأجدر أن تذكر تحت مسمى منظمات مجتمع مدني ثم لم اسمع بوجود جمعيات رياضية في الأردن.
ب. سؤال 41 يقول: ما أهم مصدر للمعلومات لديك عن الأخبار حول الأردن" والإجابات( 1. تلفزيون 2. انترنت .... وآخر إجابة لا اعرف) هل يعقل أن تسأل طالب جامعي عن مصادر المعلومات التي يستخدمها ويكون من بين الإجابات لا اعرف؟ شيء مضحك ومحزن.
ت. سؤال 42 كالتالي: هل تقوم باستخدام الانترنت لمعرفة النشاطات العامة في الأردن ؟ الإجابات( 1. نعم, 2. لا, 3. لا اعرف). هل يعقل وضع إجابة لا اعرف على هكذا سؤال؟ هل نفترض الغباء بالطلاب؟
ث. سؤال 43 كما يلي: هل تقوم باستخدام الانترنت للتعبير عن رأيك؟ الإجابات ( 1. نعم 2. لا 3. لا اعرف) هل يجوز وضع لا اعرف كجواب على هكذا سؤال؟
ج. س 44: كما يلي: هل تقوم باستخدام الانترنت لأغراض الدراسة؟ الإجابات (1. نعم 2. لا 3. لا اعرف) ممكن جدته بتعرف.
ح. س 29. كالتالي: ما السبب الرئيسي والغاية الأساسية من التحاقك بالتعليم الجامعي العالي؟ الأجوبة (1. للحصول على وظيفة 2. مركز اجتماعي ..........4. لإرضاء الوالدين 6. من اجل الزواج وتكوين اسرة) والله اكتشاف خطير في الأردن قد يكون أهم سبب للتعليم العالي هو الزواج. والله ممكن نقترح هيك هدف لليونسكو لإضافته لأهداف التعليم العالي في العالم إي أن نحصل على الدكتوراه والماجستير من اجل الزواج وإرضاء الوالدين.
خ. سؤال 30. كالتالي: "ينتمي الإنسان إلى عدة مجموعات اجتماعية أو مهنية ودينية أو سياسية لأي جماعة تشعر انك تنتمي؟ الإجابات (1. لجامعتي 2. بلد الأصل 3. الأردن 4. بلد الأصل 5. الحزب السياسي 6. لمجموعتي الاثنية شركس شيشان ارمن 7. المحافظة 8. لجامعتي 9. لجماعتي الدينية. هل نساوي بين الجامعة والقرية والوطن؟ وما معنى بلد الأصل ؟ جميع الطلاب في العشرينات من العمر ومولودون في الأردن وهم أردنيون وليس لهم بلد أصل الا في ذهن واضع السؤال. وهل يجوز ان نسأل الطالب الشركسي او الشيشاني او الارمني المولود في الأردن عن ولائه لارمينيا أو الشيشان؟
هذا السؤال يخلق تشويش واضح في ذهن الطالب الأردني حول معنى الانتماء للوطن فبدلا من أن تكون مهمة الجامعة التركيز على بناء وترسيخ أسس الانتماء والهوية الوطنية الأردنية تطرح هكذا أسئلة مكررة وغير صحيحة وتخلط بين المشاعر الشخصية للطالب مثل حبه لأسرته وقبيلته ومنطقته الجغرافية وجماعته الاثنية وبين ولائه وانتمائه وهويته الأردنية. ما الغرض الذي يخدمه هكذا سؤال ومن الهدف من وضعه بهذه الصيغة؟
وأخيرا فأنني اقترح على إدارة الجامعة الأردنية سحب هذا الاستبيان واختيار لجنة متخصصة لمراجعته وتدقيقه وحذف بعض الأسئلة وإعادة صياغة الكثير من الفقرات لتناسب مع الأهداف التي تسعى للوصول أليها. على أن يقسم الاستبيان إلى عدة محاور واضحة كما يلي:
1. محور العملية التعليمية من حيث أساليب التدريس والمواد الدراسية والمراجع والكتب المقررة والمكتبة ومدى ملا ئمتها للعصر وتطور التعليم في العالم
2. محور الخدمات الأكاديمية مثل التسجيل والرسوم وتوفر الأجهزة التعليمية ووسائل الإيضاح والمختبرات
3. محور الخدمات الإدارية المتعلقة بالقاعات التدريسية والتجهيزات الفنية والمختبرات والحمامات والمطاعم والأكشاك والأمن الجامعي
4. محور القيم والعادات الاجتماعية المتعلقة بالامتحانات والغش والتحرش والحضور والغياب والعدالة الاجتماعية
5. محور النشاطات الاجتماعية والسياسية والفنية المتعلقة بعضوية الطلاب واتجاهاتهم نحو المشاركة في مختلف مؤسسات المجتمع المدني داخل وخارج الجامعة
6. محور اتجاهاتهم نحو العمل المتعلقة بمشاركتهم وممارستهم لمختلف الأعمال والمهن في القطاعين العام والخاص.
* الكاتب أستاذ علم الاجتماع السياسي الجامعة الأردنية