مصر وتركيا : البحث عن دور وسط العواصف
طاهر العدوان
جو 24 : كان لافتا حضور الرئيس المصري مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي هذا الاسبوع الذي أعاد انتخاب الطيب اردوغان الى رئاسته ، ولقد تبادل الرئيسان إلقاء خطابين طويلين امام المؤتمر تحدثا فيه عن رؤيتهما لتركيا ومصر المعاصرتين ، عن الواقع والأحلام الوردية وسط مناخ إقليمي مليء بالصراعات والعواصف والكوابيس .
من الطبيعي ان يحلم الدكتور محمد مرسي وهو يقف امام المؤتمر الحاشد لحزب التنمية والعدالة الحاكم في تركيا بان يحقق حزب الحرية والعدالة المصري الذي أوصله الى الرئاسة نفس النجاحات التى حققها نظيره التركي الذي يحكم عبر صناديق الاقتراع منذ سنوات طويلة .غير ان الواقع شيء والأحلام شيء اخر فحزب اردوغان يستطيع ان يتحدث عن إنجازات حكومته التي تمت في السنوات الماضية اقتصاديا وسياسيا لكن حكومة مرسي لا تزال على اول متر من الطريق وسط مصاعب جمة في الاقتصاد والأمن والاستقرار .
حديث مرسي الطويل امام اردو غان عن الدور والرؤية لما يتصور انه مشترك بين بلاده وتركيا حمل مضامين أخلاقية وتبشيرية اكثر مما حمل من إشارات عابرة عن صراعات المنطقة وأزماتها في فلسطين وسوريا ، ويبدو ان التجربة التركية التي أمامه عن لعبة الأدوار في المنطقة غير مشجعة فلقد أثبتت الاحداث الدائرة في سوريا وتلك التي وقعت في سيناء بان اللاعبين الإقليميين في المنطقة لا يزالون هم الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل فهؤلاء هم من يمسكون بخيوط الأزمات والقادرون على توجيهها حسب مصالحهم .
أعاد حزب العدالة في تركيا بزعامة اردوغان بلاده بقوة الى مشهد الأزمات في الشرق الاوسط حتى اصبح الحديث عن الدور التركي في المنطقة متلازما لأي تحليل سياسي عن أوضاعها، وقد مر وقت راى فيه المراقبون ، انه دور قيادي سيكون له مستقبل في التأثير على السياسات والمصالح ، ولاقت عملية الترويج لهذا الدور ترحيبا بين الشعوب العربية خاصة بعد مواقف اردوغان ضد العدوان الاسرائيلي على غزة ورد فعله على قرصنتها لاسطول الحرية . غير ان هذا الدور بدا يكشف عن جوانب ضعف كبيرة منذ تصاعد الاحداث الخطيرة في سوريا .
لقد نظر كثيرون بالشك في قدرة او رغبة تركيا اردوغان في تحمل كلفة لعب دور رئيسي في سوريا والمنطقة ينافس او يواجه الأدوار الاخرى ، الإيرانية والروسية والإسرائيلية . لقد سمع السوريون والعرب والعالم مواقف قوية من رئيس الوزراء التركي في دعم الثورة السورية ، ذلك كان في البداية ، غير ان هذا الموقف لم يترجم على الارض بأكثر من موضوع استضافة اللاجئين او الاختباء خلف الموقف الامريكي . وتركت الساحة لحلفاء الاسد الذين لم يتوقفوا عن مده بجسر جوي من الرجال والسلاح ، ولم ينجح في زعزعة الموقف الامريكي الهادف الى منع السلاح عن الجيش الحر بحجة تسلل القاعدة الى سوريا ولا في جر واشنطن بعيدا عن تل ابيب التي تعارض اي مساندة دولية تخرج سوريا بسرعة من الة الدمار والتجزئة لان اطالة النزاع في سوريا هو ضمانة لامنها وحتى لا يملك النظام المقبل في دمشق القدرة على النهوض قبل مرور عشرات السنين .
الفشل التركي في لعب دور مؤثر في سوريا والمنطقة قد يجد في حزب الحرية والعدالة في مصر حليفا محتملا في البحث من جديد عن دور مطلوب للوقوف في وجه مخاطر أدوار الاخرين لكن ذلك يبقى مرهونا بقدرة محمد مرسي ونظام ثورة ٢٥ يناير على بناء نهضة مصرية تعيد الحياة لادوار تاريخية لم تكتمل في عهد محمد علي ولا في زمن جمال عبد الناصر .
(الرأي)
من الطبيعي ان يحلم الدكتور محمد مرسي وهو يقف امام المؤتمر الحاشد لحزب التنمية والعدالة الحاكم في تركيا بان يحقق حزب الحرية والعدالة المصري الذي أوصله الى الرئاسة نفس النجاحات التى حققها نظيره التركي الذي يحكم عبر صناديق الاقتراع منذ سنوات طويلة .غير ان الواقع شيء والأحلام شيء اخر فحزب اردوغان يستطيع ان يتحدث عن إنجازات حكومته التي تمت في السنوات الماضية اقتصاديا وسياسيا لكن حكومة مرسي لا تزال على اول متر من الطريق وسط مصاعب جمة في الاقتصاد والأمن والاستقرار .
حديث مرسي الطويل امام اردو غان عن الدور والرؤية لما يتصور انه مشترك بين بلاده وتركيا حمل مضامين أخلاقية وتبشيرية اكثر مما حمل من إشارات عابرة عن صراعات المنطقة وأزماتها في فلسطين وسوريا ، ويبدو ان التجربة التركية التي أمامه عن لعبة الأدوار في المنطقة غير مشجعة فلقد أثبتت الاحداث الدائرة في سوريا وتلك التي وقعت في سيناء بان اللاعبين الإقليميين في المنطقة لا يزالون هم الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل فهؤلاء هم من يمسكون بخيوط الأزمات والقادرون على توجيهها حسب مصالحهم .
أعاد حزب العدالة في تركيا بزعامة اردوغان بلاده بقوة الى مشهد الأزمات في الشرق الاوسط حتى اصبح الحديث عن الدور التركي في المنطقة متلازما لأي تحليل سياسي عن أوضاعها، وقد مر وقت راى فيه المراقبون ، انه دور قيادي سيكون له مستقبل في التأثير على السياسات والمصالح ، ولاقت عملية الترويج لهذا الدور ترحيبا بين الشعوب العربية خاصة بعد مواقف اردوغان ضد العدوان الاسرائيلي على غزة ورد فعله على قرصنتها لاسطول الحرية . غير ان هذا الدور بدا يكشف عن جوانب ضعف كبيرة منذ تصاعد الاحداث الخطيرة في سوريا .
لقد نظر كثيرون بالشك في قدرة او رغبة تركيا اردوغان في تحمل كلفة لعب دور رئيسي في سوريا والمنطقة ينافس او يواجه الأدوار الاخرى ، الإيرانية والروسية والإسرائيلية . لقد سمع السوريون والعرب والعالم مواقف قوية من رئيس الوزراء التركي في دعم الثورة السورية ، ذلك كان في البداية ، غير ان هذا الموقف لم يترجم على الارض بأكثر من موضوع استضافة اللاجئين او الاختباء خلف الموقف الامريكي . وتركت الساحة لحلفاء الاسد الذين لم يتوقفوا عن مده بجسر جوي من الرجال والسلاح ، ولم ينجح في زعزعة الموقف الامريكي الهادف الى منع السلاح عن الجيش الحر بحجة تسلل القاعدة الى سوريا ولا في جر واشنطن بعيدا عن تل ابيب التي تعارض اي مساندة دولية تخرج سوريا بسرعة من الة الدمار والتجزئة لان اطالة النزاع في سوريا هو ضمانة لامنها وحتى لا يملك النظام المقبل في دمشق القدرة على النهوض قبل مرور عشرات السنين .
الفشل التركي في لعب دور مؤثر في سوريا والمنطقة قد يجد في حزب الحرية والعدالة في مصر حليفا محتملا في البحث من جديد عن دور مطلوب للوقوف في وجه مخاطر أدوار الاخرين لكن ذلك يبقى مرهونا بقدرة محمد مرسي ونظام ثورة ٢٥ يناير على بناء نهضة مصرية تعيد الحياة لادوار تاريخية لم تكتمل في عهد محمد علي ولا في زمن جمال عبد الناصر .
(الرأي)