jo24_banner
jo24_banner

إسقاط معالي الوزير

ماهر أبو طير
جو 24 : على حد تعبير الزميل الكاتب فايز الفايز، فان النواب يقرضون بعضهم التواقيع على المذكرات دون ان يفكر بعضهم في مضمون المذكرة، ويوقع عليها ارضاء لهذا النائب او ذاك.



اخر المذكرات التي تم جمع التواقيع عليها ما يتعلق بطرح الثقة بالوزير الدكتور محمد نوح القضاة وزير الرياضة والشباب، لسبب غير مقنع، مضمونه ان الوزير يعامل النواب بطريقة سيئة، فيما الوزير يقول ان طرح الثقة جاء لانه لم يستقبل النائب في مكتبه الذي لم يتفهم عدم وجوده في مكتبه ووجوده خارج الاردن!!.



هذا الوزير تحديدا لا يستحق طرح الثقة به، فهو وزير نظيف اليد، يخاف الله في عمله وفي المال العام، ويجيد وظيفته بشكل جيد، وشعبيته مرتفعة بين الناس، وندر ما تسمع اي نقد له، وله حكايات في وزارته ترفع الرأس، في وقت يحظى وزراء اخرون بنقد كل يوم، والوزير القضاة بصراحة نموذج للشباب الذين بامكانهم ان ينجحوا ويبدعوا.



غير انها قصة النواب الذين اصيبوا بانعدام الوزن والجاذبية السياسية، مؤخرا، فيتحرشون بكل شيء، من الوزراء الجيدين الى الصحافة، مع احساسهم بأن رحيلهم قد اقترب، وساعة الحساب مع الناخبين دنت، وباتت قاب قوسين او ادنى.



كنت قبل سنوات في مكتب احد الوزراء، ولان الوزير رفض دفع مبلغ من المال لقائمة ارسلها النائب من اجل مساعدتها، لرغبة الوزير بالتأكد من احقية هؤلاء بالمساعدة، قام النائب السابق بالصراخ داخل مكتب الوزير بشكل فاجر، حتى تجمع الموظفون والمراجعون، وبعض من في الشارع، ولم يترك تهديدا الا واطلقه في وجه الوزير الذي بقي يتبسم بصبر غريب.



هذا هو الافراط في السلطة بحد عينه، خصوصا، حين يسكت النواب عن وزراء يستحقون حجب الثقة عنهم، ويتحرشون بوزراء لا يستحقون حجب الثقة عنهم، لاسباب في الاغلب شخصية، وليست لها علاقة بالهم العام، ثم ان النائب ليس فوق الوزير، وعليه ان يراعي في حالات مواعيد الوزير والتزاماته وقدراته، وان لا يعتبر الوزير تحت سكينه، اأمكانه ان يذبحه كل وقت وحين.



الذي يجعل مذكرات النواب دون قيمة يتعلق بقصة اقراض التواقيع، فالنائب يوقع على المذكرة حتى لا يغضب زميله، لانه يحتاجه في مذكرة اخرى، وبحاجة لتوقيعه، وقد سمعنا كثيرا عن نواب اعلنوا براءتهم من مذكرات قاموا بالتوقيع عليها لانهم لم يدققوا في مضمون المذكرة قبل التوقيع عليها.



وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد نوح القضاة يتعرض الى حملة ممن يتضرر من وجوده، وبسبب قرارات كثيرة اتخذها، ومن الطبيعي ان يواجه بعض الحملات، خصوصا، انه ملتزم دينيا والتزامه هذا قد ينعكس على بعض مؤسسات الرياضة والشباب، وكأن المقصود افشال الرجل واستبداله بمن هو بلا معايير، ولهذا ندعو النواب، بمن فيهم صاحب المذكرة لسحب مذكرته لانه قد يكتشف لاحقا انه يخدم من لا يريد خدمته، ويحقق اماني من لا يريد مراضاته اساسا.



ليس مهما اسقاط معالي الوزير، لان «المعالي» مكتسبة من البيوت، قبل اي شرعية اخرى.الدستور
تابعو الأردن 24 على google news