jo24_banner
jo24_banner

الاردن وايران..علاقات في غرفة الانعاش

ماهر أبو طير
جو 24 : يبدو واضحا منذ عام 1980 وحتى هذه الايام ان كل محاولات اخراج العلاقة الاردنية الايرانية من غرفة الانعاش، محاولات غير ناجحة، فالعلاقات بين البلدين اما متوترة جدا، او باردة في احسن الحالات.
العلاقات منذ الثورة الايرانية، شبه مجمدة، فالاردن وقف مع صدام حسين في حربه ضد ايران، ثم بقيت العلاقة بعد ذلك سيئة، ولم تنجح كل محاولات الايرانيين في انعاش العلاقة، وعروض السياحة الدينية الى الاردن، التي تسرب الكلام حولها مؤخرا، ليست جديدة، فهي عروض تتدفق منذ نهاية الحرب العراقية الايرانية، والاردن يرفضها، ولايقبل بها.
الشكوك بين الجانبين مرتفعة، وطهران حاولت انعاش العلاقة بعروض اقتصادية، وبزيارات لمسؤولين، الا ان ذلك كله لم يؤد الى اي نتيجة، بل شهدنا توترا امنيا ودبلوماسيا اكثر من مرة حين اقدمت عمان الرسمية على طرد دبلوماسيين ايرانيين في عقد التسعينات، لاعتبارات مختلفة، وكانت عمان تنظر بشك بالغ الى اداء السفارة الايرانية في الاردن، ونشاطاتها على الصعيد الاردني الداخلي، وعلى صعيد الملف العراقي في زمن صدام حسين، ثم على صعيد السعي لاغلاق مكاتب مجاهدي خلق وهي منظمة ايرانية معارضة، كان لها تواجد في الاردن.
الاردن وبسبب علاقاته مع دول عربية كبيرة، من جهة، والعلاقات مع واشنطن، وحساسيات الجغرافيا والحدود التي تخص مجاورة الاردن للاحتلال الاسرائيلي، بقي حذرا جدا، في العلاقة مع ايران، خصوصا، ان عمان تقول ان لامؤشرات على رغبة طهران بالتحول حقا من ثورة يتم تصديرها الى دولة تراعي العلاقات مع بقية الدول.
وسط هذه الاجواء تخرج دوما اصوات اردنية لتقول ان الاردن خاسر من موقفه من ايران، فهو يعادي طهران دون ان يستفيد ممن يضغطون عليه لمعاداة ايران، كما ان ذات الاصوات ترى ان الاردن عليه ان يقيم علاقات متوازنة مع الايرانيين مثلما يوازن في علاقته مع الروس دون ان يخسر الاميركان.
يبقى الرأي الامني هو الذي يحدد البوصلة على الاغلب في العلاقة مع ايران، لان كل التجارب في لبنان وسورية والعراق واليمن، والسودان ايضا في وقت سابق، تقول ان هناك استحالة ان لاتوظف ايران علاقاتها مع اي بلد لغايات التمدد السياسي واشياء اخرى.
القطيعة الدبلوماسية بين الاردن وايران، كانت سائدة، فلا سفراء، بين البلدين، الا ماشهدناه مؤخرا، وحتى وجود سفير اردني في طهران يخضع لكلام كثير، ممن يريدون اعادة السفير الى الاردن، على خلفيات التوتر السعودي الايراني، لكن على مايبدو ان بقاء السفير مرهون بعوامل اخرى، وليس مطروحا سحبه الان، في ظل التدرج العربي ايضا من الموقف من ايران على خلفية المشاكل الاخيرة.
مايمكن معرفته بشكل واضح، ان اربعة عقود من الشكوك والمخاوف بين البلدين، لاتزول ببساطة، حتى تحت وطأة الدعوات للاستفادة من المليارات الايرانية التي سيتم الافراج عنها، فالقضية تتعلق بسوء فهم عميق بين البلدين، وبتحالفات اخرى تمنع اي التقاء اردني ايراني، والجميع يعرف ان الاردن في موقفه من ايران، يخسر علاقاته مع العراق وسلسلة اخرى تتبع طهران، لكنه على مايبدو، لايأبه بهذه الحسابات، كرمى لحسابات اخرى تخصه، تجعله في موقع الذي يفكر ويختار بطريقة مختلفة.
لكن يبقى السؤال: ماذا لو تغيرت البوصلة الدولية وصارت بأتجاه ايران اكثر، سياسيا واقتصاديا، وهذا امر وارد جدا، ومالذي سيفعله الاردن لحظتها، غير البحث عن مدخل لعلاقات جديدة مع ايران؟!.
والسؤال يبقى مفرودا للاجابة.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news