أبطال حرب أكتوبر ومصير المارشال بيتان
طاهر العدوان
جو 24 : هذا العام احتفل المصريون بالذكرى التاسعة والثلاثين لحرب اكتوبر / تشرين في ظل ثورة اودعت احد ابرز ابطالها في السجن وهو الرئيس السابق حسني مبارك فيما يحيي النظام السوري هذه المناسبة بإلقاء براميل المتفجرات التي تحمل اطنان الديناميت على حلب وحمص ودرعا ودير الزور ، وهو ما يعيد أمثولة المارشال الفرنسي بيتان الذي نصب بطلا قوميا لبلاده في الحرب العالمية الاولى لكنه تحول الى خائن عندما سلم باريس للألمان في الكونية الثانية .في التاريخ والسياسة فان العبرة في النهايات اي خواتم الاعمال .
ولست بصدد الكتابة عن هذه الحرب لان مالاتها السلبية على الامة اكثر من اي إيجابيات ، فإذا كان السادات والأسد الاب قد اطلقا عليها وصف حرب التحرير فان وزير الخارجية الامريكية انذاك هنري كيسنجر هو من أوحى للسادات القيام بها حتى انها وصفت بحرب تحريك ، اي تحريك مفاوضات بين العرب وإسرائيل وهذا ما تم بالفعل . لا اريد الكتابة عنها لان الامة لم تشهد بعدها الا الذل والهوان والحروب الاهلية والصراعات واستدعاء جيوش الاحتلال الأجنبي ، فالجامعة العربية لم تعد جامعة وقضت عدة سنوات في المنفى التونسي ومعاهدة الدفاع العربي المشتركة اصبحت في خبر كان والتضامن العربي تحول الى دهاليز التامر والتحالفات مع الأجنبي . اما القضية الفلسطينية فقد أودعت ملفاتها الى الباب العالي في واشنطن الذي تم الاعتراف الرسمي العربي به كعراب للحل واعطي حق التصرف ب٩٩٪ من أوراقها حسب اقوال السادات .
لا تستحق هذه الحرب الا الرحمة على الشهداء الأبطال الذين روت دماؤهم تراب وطنهم من اجل ان يستخدمها القادة للتحرير لكنهم استخدموها للمساومة التي أضاعت الحقوق ومرغت الكرامة بالأرض فيما بلغت اسرائيل ذروة قوتها ولم تشعر بالأمن بقدر ما شعرت به والسادات يصعد الى منبر الكنيست ،لقد كانت اكتوبر اخر الحروب الرسمية ضد اسرائيل لكنها كانت بداية حروب اسرائيل على لبنان وفلسطين ، وبداية حروب الداخل بعد التصالح مع أعداء الخارج .
غير ان هناك وجها اخر لحرب اكتوبر غير ذلك المتعلق باتفاقيات الفصل في سينا والجولان وصولا الى معاهدة السلام ويتمثل بحقيقتين ١- ان الجيوش العربية منذ تلك الحرب لم تخض حربا لا ضد اسرائيل ولا ضد غيرها الا تلك التي قامت بها تحت الراية الامريكية ومع ذلك فان الدول العربية تنفق على السلاح والجيوش أضعاف ما تنفقه على التعليم والصحة والتنمية وذلك في إحصائية دولية حديثة . ٢- حرب اكتوبر هي من حول النفط الى سلعة اقتصادية ذات طابع استراتيجي بعد ان ادخلها الملك السعودي فيصل رحمه الله في ساحة الدفاع عن المصالح القومية واوقف ضخ النفط لمناصرة مصر وسوريا في الحرب، وبدل ان يلتقط السادات عنصر القوة الهائل الذي ادخله الفيصل في المعركة ويمضي في تحويل التضامن العربي في اكتوبر الى نقطة انطلاق لحشد طاقات الامة ومواقفها من اجل تحرير كامل التراب العربي الذي احتل في حرب حزيران ، فانه فعل العكس تماماً وهرول مسرعا نحو صلح منفرد مع اسرائيل .
المفارقة الاخرى التي تستدعيها هذه الذكرى ان الجيش المصري حافظ على روح حرب اكتوبر ولم ينصاع الى إرادة حاكم يتشبث بكرسي الحكم فوقف الجيش مع ثورة شعبه في ٢٥ يناير وحفظ دماء مواطنيه وممتلكاتهم وأعراضهم فيما يفعل جيش الاسد العكس تماماً ، والسبب ان الجيش المصري حافظ على حرفيته ومؤسسيته فيما استغل حاكم دمشق الاب حرب اكتوبر ليصفي تلك المؤسسية ويقيم جيشا فئويا حزبيا لا يعرف الولاء الا له ولعائلته .
الرأي
ولست بصدد الكتابة عن هذه الحرب لان مالاتها السلبية على الامة اكثر من اي إيجابيات ، فإذا كان السادات والأسد الاب قد اطلقا عليها وصف حرب التحرير فان وزير الخارجية الامريكية انذاك هنري كيسنجر هو من أوحى للسادات القيام بها حتى انها وصفت بحرب تحريك ، اي تحريك مفاوضات بين العرب وإسرائيل وهذا ما تم بالفعل . لا اريد الكتابة عنها لان الامة لم تشهد بعدها الا الذل والهوان والحروب الاهلية والصراعات واستدعاء جيوش الاحتلال الأجنبي ، فالجامعة العربية لم تعد جامعة وقضت عدة سنوات في المنفى التونسي ومعاهدة الدفاع العربي المشتركة اصبحت في خبر كان والتضامن العربي تحول الى دهاليز التامر والتحالفات مع الأجنبي . اما القضية الفلسطينية فقد أودعت ملفاتها الى الباب العالي في واشنطن الذي تم الاعتراف الرسمي العربي به كعراب للحل واعطي حق التصرف ب٩٩٪ من أوراقها حسب اقوال السادات .
لا تستحق هذه الحرب الا الرحمة على الشهداء الأبطال الذين روت دماؤهم تراب وطنهم من اجل ان يستخدمها القادة للتحرير لكنهم استخدموها للمساومة التي أضاعت الحقوق ومرغت الكرامة بالأرض فيما بلغت اسرائيل ذروة قوتها ولم تشعر بالأمن بقدر ما شعرت به والسادات يصعد الى منبر الكنيست ،لقد كانت اكتوبر اخر الحروب الرسمية ضد اسرائيل لكنها كانت بداية حروب اسرائيل على لبنان وفلسطين ، وبداية حروب الداخل بعد التصالح مع أعداء الخارج .
غير ان هناك وجها اخر لحرب اكتوبر غير ذلك المتعلق باتفاقيات الفصل في سينا والجولان وصولا الى معاهدة السلام ويتمثل بحقيقتين ١- ان الجيوش العربية منذ تلك الحرب لم تخض حربا لا ضد اسرائيل ولا ضد غيرها الا تلك التي قامت بها تحت الراية الامريكية ومع ذلك فان الدول العربية تنفق على السلاح والجيوش أضعاف ما تنفقه على التعليم والصحة والتنمية وذلك في إحصائية دولية حديثة . ٢- حرب اكتوبر هي من حول النفط الى سلعة اقتصادية ذات طابع استراتيجي بعد ان ادخلها الملك السعودي فيصل رحمه الله في ساحة الدفاع عن المصالح القومية واوقف ضخ النفط لمناصرة مصر وسوريا في الحرب، وبدل ان يلتقط السادات عنصر القوة الهائل الذي ادخله الفيصل في المعركة ويمضي في تحويل التضامن العربي في اكتوبر الى نقطة انطلاق لحشد طاقات الامة ومواقفها من اجل تحرير كامل التراب العربي الذي احتل في حرب حزيران ، فانه فعل العكس تماماً وهرول مسرعا نحو صلح منفرد مع اسرائيل .
المفارقة الاخرى التي تستدعيها هذه الذكرى ان الجيش المصري حافظ على روح حرب اكتوبر ولم ينصاع الى إرادة حاكم يتشبث بكرسي الحكم فوقف الجيش مع ثورة شعبه في ٢٥ يناير وحفظ دماء مواطنيه وممتلكاتهم وأعراضهم فيما يفعل جيش الاسد العكس تماماً ، والسبب ان الجيش المصري حافظ على حرفيته ومؤسسيته فيما استغل حاكم دمشق الاب حرب اكتوبر ليصفي تلك المؤسسية ويقيم جيشا فئويا حزبيا لا يعرف الولاء الا له ولعائلته .
الرأي