المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى
جو 24 : مرة أخرى ، نجد أنفسنا مضطرين للغوص في موضوع المصالحة الفلسطينية ، الذي أصبح ممجوجا أكثر من اللازم ، لأن قطار المصالحة الفلسطينية ، إنطلق منذ الإنقسام عام 2007 من غزة ، ووصل لاهور وكولالمبور مرورا بالقاهرة ودمشق وبيروت والدوحة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والخرطوم وصنعاء ، وأبى المنقسمون أن يجبروا كسرهم حتى عندما خدعونا ووقعوا إتفاق المصالحة عند أستار الكعبة ، وكانوا بوضعهم هذا ينفذون الجندة الإسرائيلية التي تحظر الوحدة الفلسطينية ،كما حظرت الوحدة العربية.
قبل الغوص في خضم الموضوع ،لا بد من القول أن الإنقسام الحمساوي الداخلي ، سبق الإنقسام الفلسطيني الداخلي ، فحماس الداخل التي يقودا الخطيب هنية ، إرتضت ب"المواجهة " التي تتم على إستحياء مع إسرائيل ، وتفرضها إسرائيل بطبيعة الحال ، والمفروض انها تنسب للشعب الفلسطيني ، لأنه هو الذي يقدم القرابين بدون حساب ، في حين ان حماس الخارج بقيادة خالد مشعل ، فقنعت بالبهرجة لإعلامية والمشي على سجاد القصور وتقبيل الأيادي وجمع الأموال .
في هذه المصالحة التي تطل علينا طبعتها الخيرة في هذه الظروف المتأثرة بالتغير المناخي الذي يمهد لتغيير ديمفراغفي هائل ، هناك من يقرأها بثلاث قراءات ، وكلها برأيي معتمدة ، وهي أن هذه الدعوة الحمساوية للمصالحة ، مناورة وإلتفاف على لقاء مرتقب بين فتح وبين حماس الخارج "الدوحة"، وهي رسالة من حماس الداخل إلى حماس الخارج مفادها أن القرار بيد حماس الداخل ، إضافة إلى أن هذه المصالحة أو بالأخرى الدعوة إليها ، تكرس شرعنة الإنقلاب الحمساوي عام 2007.
لا نغالي في القول أن حماس التي تأسست بدفع إسرائيلي - إقليمي ، كتنظيم ديني عام 1987 ، للخبطة الأوراق ، وتعطيل المفاوضات التي كانت مرتقبة بين قيادة منظمة التحرير والإحتلال ، وللتفصيل اكثر فإنه كان مطلوبا منها ان تخرج بيافطة "خائن "أمام الزعيم الفلسطيني آنذاك ياسر عرفات في حال قبوله بالتفاوض مع إسرائيل ، ويافطة "نحن البديل " في حال إعتذر عرفات عن التفاوض ، وها هي تطبق التكليف بحذافيره ، إذ أسهمت في إعاقة تنفيذ إسرائيل لما نصت عليه اوسلوا ، وتتفاوض مع إسرائيل سرا للحصول على مكانة منظمة التحرير والسلطة.
هذه سقطة لا تطال حماس لوحدها ، بل تطال من تدثرت به من الإسلام السياسي الذي إنطلت عليه اللعبة ، وصدق بأن المطلوب إنشاء تنظيم ديني لخوض المعارك مع إسرائيل ، وكأن الله جل في علاه بعث بمحمد في تلك الأيام ، وفرض الجهاد على المسلمين ، علما أن الإسلام السياسي هب لتحرير جبال تورا – بورا الأفغانية المزروعة بالحشيش ، متحالفا مع الرأسمالية الأمريكية ضد السوفييت آنذاك بحجة أنهم ملحدون.
ها هي حماس التي حظيت بدعم صناديق الإخوان المسلمين - الذين لم نراهم في ساحات الوغى إبان فترة الكفاح المسلح الذهبية ، وبالرعاية الإسرائيلية وبعض الإقليمية ، ويقيني لو أن الإخوان إنخرطوا في الكفاح المسلح كما أمر الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز، لما كانت النهاية على هذا الحال الذي نحن فيه – تمارس نفس ممارسات قيادة منظمة التحرير ، ولكن بدون ذكاء يذكر ، فحماس الخارج إعتادت على التنقل بين الأحضان وتقبيل الأيادي ، في حين ان حماس الداخل تتفاوض مع إسرائيل ، للحصول على إذن بتأسيس إمارة إسلامية في غزة ، ولا بأس لو إمتدت إلى سيناء.
وها هو العرّاب الحمساوي د.أحمد يوسف يحفظ خارطة الطريق إلى أوروبا عن ظهر قلب ، لإقناعهم بسحب تأييدهم للسلطة ومنحه لحماس ، كما أن حماس الداخل تسيطر على غزة وتهيمن على المقاومة هناك ، ولا تسمح لأي فصيل بلإقتراب من الحدود لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل ، ولا ننسى إطلاق النار الحمساوية على ركب المقاومين من غير حماس ، لثنيهم عن مواصلة طريقهم ، ولا أستثني السلطة من هذه الممارسات.
البصمة الإسرائيلية نافرة في المشهد الفلسطينيى ، بدليل أن الإنقسام هو سيد الموقف ، إن في حركة حماس أو السلطة ذاتها ، فرغم ما قدمته سلطة اوسلو للإحتلال من تنسيق أمني وصمت عن مصير الأقصى والقدس ، وتحمل تكاليف الإحتلال ، والنيل من الشخصية الفلسطينية وتحويلها من شخصية ثورية إلى شخصية خانعة ، فإن مستدمرة إسرائيل لا تحترمها ، لأنها لا تحترم عملاءها أصلا ، بل تلقي بهم جيفا عند أقرب مزبلة ، وها هي تؤلب الرأ ي العام العالمي على الرئيس محمود عباس ، متهمة إياه بعدم الرغبة في تحقيق السلام مع إسرائيل ، مع انه والغ في ذلك ويهيء الكثير الكثير من الأمن والأمان لها ، بإعتراف قيادات فلسطينية علنية تتعلق بإحباط السلطة عمليات فدائية ضد إسرائيل .
ما ينطبق على السلطة ، مفصل تماما على مقاس حماس التي عمقت الإنقسام الفلسطيني ، وإختطته لها منهجا ، وبدأنا نسمع عن حماس الداخل وحماس الخارج ، ناهيك عن المفاوضات السرية مع إسرائيل ، ومعروف أن إسرائيل تشاغل الجميع ، لتوريطهم لكنها لن تمنح أحدا منهم طرف حبل النجاة.
لو كانت السلطة وحماس خاليتين من الإشعاع الإسرائيلي ، لإتفق الجميع على العودة إلى الجذور وممارسة الكفاح المسلح الطريق الحتمي والوحيد لتحرير فلسطين ، وعند ذلك سنرى نتنياهو وقد إضطر لتغيير تموجات لسانه ، ولإضطر لخلع ثوب التعنت عنه ، لأنه سيدفع ثمنا باهظا لكل لحظة تعنت يتشدق فيها بالقوة ، لكن إسرائيل تعرف كيف دقت مساميرها الفولاذية المسمومة في الخشب الفلسطيني التالف أصلا.
تسعى حماس إلى شطب السلطة الفلسطينية والإستيلاء عليها ، علما انها من نتاج أوسلو الذي يفترض من حماس أنها ترفضها ، وكذلك تريد حماس شطب منظمة التحرير الفلسطينية ، وأن تصبح هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطينية ، كي تجلس مع إسرائيل مسلحة بقوة ما بعدها قوة ، وهي انها قوة دينية تشرعن أي إتفاق تتوصل إليه مع إسرائيل ، من خلال صبغتها الدينية والدعم الذي تحظى به من قبل الإسلام السياسي ، والسؤال : كيف سنفهم المعادلة ، وحماس حاليا تلتقي علانية مع نتنياهو في الموقف من السلطة ؟ إذ أن نتنياهو يهدد هو الآخر بشطب هذه السلطة.
حماس الآن في ورطة ما بعدها ورطة لأن شهر عسلها مع حلفائها الجدد قد إنتهى بغير الصورة المرجوة ، وأعني بذلك إيران ودمشق ، وقد طردتها إيران من رحمتها وبات محرما عليها تقبيل يد المرشد ، وعدم التمتع بالمقسوم إيرانيا ، لأن إيران إشترطت عليها الإعتذار أولا من نظام البراميل المتفجرة في دمشق ، قبل العودة إلى الحضن الإيراني والسوري بطبيعة الحال ، وان تشارك الحوثيين قتالهم في اليمن ، وبالتالي أن تحرم من العطف العربي وفي المقدمة السعودية التي تناصب إيران العداء.
هذا ما يفسر تكثيف خطيب الجمهة الشيخ هنية تصريحاته النارية ، للإيهام بقدرة حماس على مواجهة مستدمرة إسرائيل ، وكذلك تحذيراته المتفاقمة لإسرائيل من أن الرد الحمساوي سيكون جد مزلزلا ضد أي هجوم على غزة من مستدمرة إسرائيل ، علما ان إسرائيل لم توقف عدوانها على غزة لحظة واحدة.
قبل الغوص في خضم الموضوع ،لا بد من القول أن الإنقسام الحمساوي الداخلي ، سبق الإنقسام الفلسطيني الداخلي ، فحماس الداخل التي يقودا الخطيب هنية ، إرتضت ب"المواجهة " التي تتم على إستحياء مع إسرائيل ، وتفرضها إسرائيل بطبيعة الحال ، والمفروض انها تنسب للشعب الفلسطيني ، لأنه هو الذي يقدم القرابين بدون حساب ، في حين ان حماس الخارج بقيادة خالد مشعل ، فقنعت بالبهرجة لإعلامية والمشي على سجاد القصور وتقبيل الأيادي وجمع الأموال .
في هذه المصالحة التي تطل علينا طبعتها الخيرة في هذه الظروف المتأثرة بالتغير المناخي الذي يمهد لتغيير ديمفراغفي هائل ، هناك من يقرأها بثلاث قراءات ، وكلها برأيي معتمدة ، وهي أن هذه الدعوة الحمساوية للمصالحة ، مناورة وإلتفاف على لقاء مرتقب بين فتح وبين حماس الخارج "الدوحة"، وهي رسالة من حماس الداخل إلى حماس الخارج مفادها أن القرار بيد حماس الداخل ، إضافة إلى أن هذه المصالحة أو بالأخرى الدعوة إليها ، تكرس شرعنة الإنقلاب الحمساوي عام 2007.
لا نغالي في القول أن حماس التي تأسست بدفع إسرائيلي - إقليمي ، كتنظيم ديني عام 1987 ، للخبطة الأوراق ، وتعطيل المفاوضات التي كانت مرتقبة بين قيادة منظمة التحرير والإحتلال ، وللتفصيل اكثر فإنه كان مطلوبا منها ان تخرج بيافطة "خائن "أمام الزعيم الفلسطيني آنذاك ياسر عرفات في حال قبوله بالتفاوض مع إسرائيل ، ويافطة "نحن البديل " في حال إعتذر عرفات عن التفاوض ، وها هي تطبق التكليف بحذافيره ، إذ أسهمت في إعاقة تنفيذ إسرائيل لما نصت عليه اوسلوا ، وتتفاوض مع إسرائيل سرا للحصول على مكانة منظمة التحرير والسلطة.
هذه سقطة لا تطال حماس لوحدها ، بل تطال من تدثرت به من الإسلام السياسي الذي إنطلت عليه اللعبة ، وصدق بأن المطلوب إنشاء تنظيم ديني لخوض المعارك مع إسرائيل ، وكأن الله جل في علاه بعث بمحمد في تلك الأيام ، وفرض الجهاد على المسلمين ، علما أن الإسلام السياسي هب لتحرير جبال تورا – بورا الأفغانية المزروعة بالحشيش ، متحالفا مع الرأسمالية الأمريكية ضد السوفييت آنذاك بحجة أنهم ملحدون.
ها هي حماس التي حظيت بدعم صناديق الإخوان المسلمين - الذين لم نراهم في ساحات الوغى إبان فترة الكفاح المسلح الذهبية ، وبالرعاية الإسرائيلية وبعض الإقليمية ، ويقيني لو أن الإخوان إنخرطوا في الكفاح المسلح كما أمر الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز، لما كانت النهاية على هذا الحال الذي نحن فيه – تمارس نفس ممارسات قيادة منظمة التحرير ، ولكن بدون ذكاء يذكر ، فحماس الخارج إعتادت على التنقل بين الأحضان وتقبيل الأيادي ، في حين ان حماس الداخل تتفاوض مع إسرائيل ، للحصول على إذن بتأسيس إمارة إسلامية في غزة ، ولا بأس لو إمتدت إلى سيناء.
وها هو العرّاب الحمساوي د.أحمد يوسف يحفظ خارطة الطريق إلى أوروبا عن ظهر قلب ، لإقناعهم بسحب تأييدهم للسلطة ومنحه لحماس ، كما أن حماس الداخل تسيطر على غزة وتهيمن على المقاومة هناك ، ولا تسمح لأي فصيل بلإقتراب من الحدود لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل ، ولا ننسى إطلاق النار الحمساوية على ركب المقاومين من غير حماس ، لثنيهم عن مواصلة طريقهم ، ولا أستثني السلطة من هذه الممارسات.
البصمة الإسرائيلية نافرة في المشهد الفلسطينيى ، بدليل أن الإنقسام هو سيد الموقف ، إن في حركة حماس أو السلطة ذاتها ، فرغم ما قدمته سلطة اوسلو للإحتلال من تنسيق أمني وصمت عن مصير الأقصى والقدس ، وتحمل تكاليف الإحتلال ، والنيل من الشخصية الفلسطينية وتحويلها من شخصية ثورية إلى شخصية خانعة ، فإن مستدمرة إسرائيل لا تحترمها ، لأنها لا تحترم عملاءها أصلا ، بل تلقي بهم جيفا عند أقرب مزبلة ، وها هي تؤلب الرأ ي العام العالمي على الرئيس محمود عباس ، متهمة إياه بعدم الرغبة في تحقيق السلام مع إسرائيل ، مع انه والغ في ذلك ويهيء الكثير الكثير من الأمن والأمان لها ، بإعتراف قيادات فلسطينية علنية تتعلق بإحباط السلطة عمليات فدائية ضد إسرائيل .
ما ينطبق على السلطة ، مفصل تماما على مقاس حماس التي عمقت الإنقسام الفلسطيني ، وإختطته لها منهجا ، وبدأنا نسمع عن حماس الداخل وحماس الخارج ، ناهيك عن المفاوضات السرية مع إسرائيل ، ومعروف أن إسرائيل تشاغل الجميع ، لتوريطهم لكنها لن تمنح أحدا منهم طرف حبل النجاة.
لو كانت السلطة وحماس خاليتين من الإشعاع الإسرائيلي ، لإتفق الجميع على العودة إلى الجذور وممارسة الكفاح المسلح الطريق الحتمي والوحيد لتحرير فلسطين ، وعند ذلك سنرى نتنياهو وقد إضطر لتغيير تموجات لسانه ، ولإضطر لخلع ثوب التعنت عنه ، لأنه سيدفع ثمنا باهظا لكل لحظة تعنت يتشدق فيها بالقوة ، لكن إسرائيل تعرف كيف دقت مساميرها الفولاذية المسمومة في الخشب الفلسطيني التالف أصلا.
تسعى حماس إلى شطب السلطة الفلسطينية والإستيلاء عليها ، علما انها من نتاج أوسلو الذي يفترض من حماس أنها ترفضها ، وكذلك تريد حماس شطب منظمة التحرير الفلسطينية ، وأن تصبح هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطينية ، كي تجلس مع إسرائيل مسلحة بقوة ما بعدها قوة ، وهي انها قوة دينية تشرعن أي إتفاق تتوصل إليه مع إسرائيل ، من خلال صبغتها الدينية والدعم الذي تحظى به من قبل الإسلام السياسي ، والسؤال : كيف سنفهم المعادلة ، وحماس حاليا تلتقي علانية مع نتنياهو في الموقف من السلطة ؟ إذ أن نتنياهو يهدد هو الآخر بشطب هذه السلطة.
حماس الآن في ورطة ما بعدها ورطة لأن شهر عسلها مع حلفائها الجدد قد إنتهى بغير الصورة المرجوة ، وأعني بذلك إيران ودمشق ، وقد طردتها إيران من رحمتها وبات محرما عليها تقبيل يد المرشد ، وعدم التمتع بالمقسوم إيرانيا ، لأن إيران إشترطت عليها الإعتذار أولا من نظام البراميل المتفجرة في دمشق ، قبل العودة إلى الحضن الإيراني والسوري بطبيعة الحال ، وان تشارك الحوثيين قتالهم في اليمن ، وبالتالي أن تحرم من العطف العربي وفي المقدمة السعودية التي تناصب إيران العداء.
هذا ما يفسر تكثيف خطيب الجمهة الشيخ هنية تصريحاته النارية ، للإيهام بقدرة حماس على مواجهة مستدمرة إسرائيل ، وكذلك تحذيراته المتفاقمة لإسرائيل من أن الرد الحمساوي سيكون جد مزلزلا ضد أي هجوم على غزة من مستدمرة إسرائيل ، علما ان إسرائيل لم توقف عدوانها على غزة لحظة واحدة.