jo24_banner
jo24_banner

ثلاث نتائج لدخول الجيوش البرية إلى سورية

ماهر أبو طير
جو 24 :

الكل يتجنب حتى الان حربا برية داخل سورية، فلا احد يريد حقا، التورط في حرب برية، لكنها تبقى محتملة، لاعتبارات كثيرة، ونتائج الدخول البري للجيوش الى سورية، محصورة بثلاث نتائج رئيسة.
لا احد يعرف اذا ما كانت هناك جيوش نظامية سوف تزحف برا الى سورية، من تركيا او الاردن، ام ان الامر في باب رسائل المناكفة والتهديد، لان كلفة الزحف البري كبيرة جدا على العالم، وفي ذات الوقت، تؤكد مصادر مطلعة ان الكلام عن عمليات برية، طوال الوقت السابق، كان مقصودا به، عمليات خاصة لقوات محدودة، تنفذ عمليات وتخرج فورا، دون ان يصل المعنى الى تحريك عشرات الاف الافراد الى داخل سورية، وهي عمليات تجري سرا ولايتم الافصاح عن تفاصيلها من جانب الدول التي تنفذها.
في الظلال، اعتقاد عند عواصم عربية كبيرة، اضافة الى الاتراك، انه بدون الدخول البري، للجيوش النظامية، فلا حل للازمة السورية، وهي جيوش تستهدف داعش والاسد معا، وتريد تقوية المعارضة المعتدلة التي ضعفت جدا، اضافة الى محاصرة الروس في سورية، وايران في سورية مع اليمن في ذات التوقيت.
خيار دخول الجيوش النظامية يتجنبه الجميع برغم الكلام عنه، ومن يتحدثون عاطفيا يقولون ان الشعب السوري يستغيث بالعالم منذ سنين لانقاذه، فلماذا تعترض جهات عدة على دخول هذه الجيوش لتخليص السوريين مما هم فيه اليوم؟!.
دخول جيوش نظامية في حال حصوله سيؤدي الى ثلاث نتائج، اولهما نشوب حرب عالمية كبرى، لوح بها الروس، ويعرف الجميع انها سوف تقع، لاننا سوف نشهد مواجهة بين دول عظمى، وتوابعها العربية والاسلامية في المنطقة، وسوف يتواجه المعسكران الروسي والاميركي وجها لوجه عبر حلفين كبيرين.
من يحدد دخول جيوش نظامية الى سورية، هما تحديدا موسكو وواشنطن، اذ هل تريدان نشوب حرب عالمية ثالثة لترسيم المنطقة، ام ستواصلان القتال عبر الوكلاء، هذا هو السؤال المهم؟!.
ثاني نتائج دخول جيوش نظامية الى سورية، موجات الهجرة التي سوف تشتعل بقوة، وسنرى ملايين اللاجئين السوريين يفرون هذه المرة الى كل دول الجوار، التي عليها ان تستعد مسبقا لوصول الملايين هربا من مواجهة كبرى اسوأ بكثير مما نراه حاليا في سورية.
النتيجة الثالثة المتوقعة من حيث المبدأ تقسيم سورية، وتشظيتها الى مناطق متنوعة، خلال المواجهة او بعدها وجراء الصراع، فلا يمكن لدخول جيوش برية، ألاّ يؤدي الى تفتيت بنية سورية، وانقسامها الى دويلات صغيرة، كنتيجة للحرب، وبسبب تشظي البنية الاجتماعية، وربما نتيجة لتفاهمات الصراع، او مابعده.
بطبيعة الحال هناك نتائج كثيرة سياسيا واجتماعيا وامنيا واقتصاديا، لكن المؤكد ان هذه ابرز ثلاث نتائج لدخول الجيوش النظامية الى سورية، ويمكن على اساسها، توقع نتائج اخرى على سورية، وعلى الاقليم والعالم.
من سيقرر دخول الجيوش النظامية سيضع في حسابه هذه النتائج، وسوف يدخل سورية، وهو يعرف انه امام كلفة تتجاوز المواجهة القتالية، وهذا يعني ان من يقرر الدخول النهائي، سيكون الطرف الذي لديه حسبة واضحة لهذا الدخول، ويريده لغايات تتعلق بترسيم النفوذ في العالم والمنطقة، قبل ان يكون حربا ضد داعش او النظام، او استجابة لاستغاثات السوريين.

 

 
الدستور
 
تابعو الأردن 24 على google news