اتحاد الكتاب يشارك بأمسية في (بيت الشعر)
أقام بيت الشعر أمسيةً لشعراء من اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين أدارها الزميل الشاعر إبراهيم السواعير، وشارك فيها محمد سمحان ومصطفى القرنة وعبدالرحمن مبيضين، برعاية مدير بيت الشعر الكاتب أحمد الحراسيس.
السواعير قال إنّ الشاعر هو سرّه؛ يخرج على الناس بمكنونه أو يظلّ يوارب، في قصائد تدل عليه في تعبه الذاتي واشتغاله الفني ومراوحته النموذج الذي تأثر به، أو بقائه تحت تأثير سحر النماذج والألوان الجديدة عليه فيه، وقال إنّ للجمهور ذوقاً وللناقد ذوقاً، وقد يتعارض الذوقان، في ظل ارتفاع صوت الجمهور الانطباعي، واستجابة الناقد لما تعلّمه وآمن به في قاعة الدرس ومارسه مع محككي التجربة والباحثين عن الشعر الشعر.
الأمسية، التي جاءت انطلاقاً من الشراكة الثقافية بين المؤسسات الثقافية الرسمية والهيئات والمنتديات المعنية بالفعل الثقافي، تنوعت تقنيةً وموضوعاً، ففي حين نوّع الشاعر القرنة بمقطوعات حملت همّاً ذاتياً وجمعياً وبعض سخرية، ظلّ مبيضين عموديّ النمط، وبقى محمد سمحان بين الشاعرين وسطاً في تطعيم العمودي بالصور التي حملت عمان المدينة وتغنت بكايد مفلح العبيدات البطل الأردني المعروف في نضاله الريادي في فلسطين.
القرنة كان كثير الأمنيات، ينفجر بالحزن تجاه واقع الشعراء والبطولات؛ مستعيداً ابن هند الذي شكّل القصيدة، حالماً بأفق جديد، تخذله حال الشاعر الذي يسعى إلى التوفيق بين متغيرات لا تنقطع وأهوال تنتظر المخاض. في الأمسية بدا القرنة ممسكاً بتفاصيل قصيدته، متسلسل الفكرة، متقصداً التاريخ، مستدعياً حبيبته الحلم، كثير الإسقاط، غير مستمعٍ إلا إلى صوته الخاص وثيمته الموضوعية التي يخلص لها، مواصلاً تأثيره في متلقيه: (تمنيتُ لي ما ليس لي)، وبين هذا وسخريةً استعار فيها الحمار المغلوب على أمره، كانت قصائد القرنة عبر خمس جولات وفيّةً لجوّانية هذا الشاعر المعذّبة بالتفاصيل.
محمد سمحان نوّع بالغزل، برومانسية ظلّ يبحث عنها في هذا الضجيج، باثّاً آلامه إلى (عربيّة) تعرف إلى غربتها وآلامها، وجذبه حسنها في خضمّ هذه الانشغال. وفي مثل هكذا قصائد احتكم الشاعر إلى حواسّه ومقاييس العنق وظلام الشَّعر واتساق الجيد والعينين الباحثتين عن محطّة بعد كلّ هذا الترحال.
وفي قصيدته إلى (أبو تركي) كايد العببيدات، تغنى سمحان بالبطولات الأردنية والتلاحم الأردني الفلسطيني والنخوة الأصيلة و(يوم سمخ)، وكان عرّف سمحان الحضور بمسرد تاريخي عن العبيدات وعمان، وهما موضوعان كانا الأبرز من بين قصائد هذا الشاعر الذي اقترب من السبعين، وأصدر ديوانه الأحدث (أفاويق).
مبيضين ألقى قصائد في مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأعرب عن غيظه تجاه (الربيع العربي)، وهذه الجثث، ليذهب باتجاه قصائد اجتماعية وعظية وناصحة وواصفة، خصوصاً في أيام الخطبة (الجاهة)، وهو شعر يهتم بالظاهرة الاجتماعية وينقلها بغية نشر ما يجب أن يكون، فجاءت القصائد عموديةً ناظمة مباشرة الوصف والنقل والسرد؛ لأنّ اهتمام الشاعر الأولي هو ما يدعوه إلى الوقوف أو المرور سريعاً بالظاهرة أو التفصيلة قيد الاهتمام.
في ختام الأمسية قال الشاعر الحراسيس إنّه يمضي في خطة مدروسة للعناية بالمثقفين الأردنيين ودعمهم وانتخاب الأجود منهم، خصوصاً وأنّ الأمسيات الأولية هي فرصة للتعرف على المواهب بعمومها، ليصار فيما بعد إلى الاستئناس بالمجربين في عالم الشعر في قضية انتقاء الشعراء الأقوى أصحاب الرؤية واللعبة الفنية التي تغني المشهد الثقافي، وتحديداً في أمسيات يشارك فيها أو يحضرها شعراء عرب ضيوف شرف على أمسيات بيت الشعر الذي قال عنه الحراسيس إنّّ لديه برنامجاً سيعلن عنه قريباً بخصوص البيت التابع لأمانة عمان، في جملة نشاطاته واستمراره معلماً ثقافياً مهماً في هذا الجنس الأدبي المهم، الشعر. الراي