«الفتنة الطائفية تعطيل من نوع جديد»
سالم الفلاحات
جو 24 : كثيرة هي العصي في دواليب الاصلاح والنهضة وبناء الامة بعد الدمار الهائل الذي اصابها خلال عقود طويلة حتى اجهز عليها او كاد , ولكن بعض هذه العصي تكسرت لشدة اصرار اصحاب العجلة على الدوران .
.طرقت هذا الموضوع اليوم لاهميته الاستراتيجية شاكرا لمركز دراسات الشرق الاوسط في عمان على عقد ندوة هذا الاسبوع حول موضوع هجرة مسيحيي الشرق , وقبل شهور حضرت ندوة في عمان ايضا في منتدى الفكر العربي حول هذا الموضوع ’ وان كان الناس في العادة يبتعدون عن طرح الموضوعات الحساسة خوفا من التهمة بسوء النية أو اثارة الفتنة ’ ليبقى الخطر قائما والمرض منتشرا .
المسيحيون العرب او مسيحيو الشرق أ ُريدَ لهم ان يُصوروا بعبعا في زمن الضعف العربي وبانهم الاداة المتقدمة في نحر العرب المسلمين في الشرق والقاعدة المتقدمة الحليفة لحملات الفرنجة والاستعمار الحديث في ديار الاسلام والذين اصروا على تسميتها الحروب الصليبية ,وان كانوا في الحقيقة او هكذا المأمول لو ازيلت المخاوف عنصر قوة لارسال رسائل تطمين للعالم الغربي عن حقيقة الاسلام الذي خبروه عبر قرون من المعايشة القريبة مع اخوانهم المسلمين دراية لا رواية , وان الاسلام في نسخته الربانية الاصلية هو رحمة للعالمين جميعا وطريق لتقدم البشرية وليس هو الصورة المشوهة كالمنسوبة للمسيح عليه السلام التي حاربتها اوروبا لتشق طريق التقدم وبناء الحضارة .
مخطط مريب جدا لايحتاج تفسيره كبير ذكاء يتعلق بالمسيحيين العرب في الشرق ,حيث تجهد الصهيونية العالمية نفسها لتحقيقه وهو ايجاد فجوة كبيرة بين العرب مسيحيين ومسلمين بحجة اختلاف الدين تدعوهم لهجر اوطانهم ومفارقة شعوبهم وحضارتهم التي اسهموا في بنائها واقتسموا مع المسلمين على حد سواء مغانم الحياة ومغارمها ووقفوا في الشدائد صفا واحدا امام الغزو العالمي قديما وحديثا منذ الايام الاولى للاسلام حيث صرح قادتهم وافرادهم في اكثر من موقعة قائلين للقادة العرب المسلمين انكم لاحب الينا من قومنا واكثر رحمة بنا وفتحوا ابوابهم مشرعة للتمازج الحضاري للقادم الجديد الى دنيا الناس بالنور في عصور الظلام , حتى قال النجاشي :ــ ان هذا ـيعني ما سمع من القران ـ والذي جاء به عيسى بن مريم ليخرج من مشكاة واحدة وقد اكرم المقوقس رسول رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام :ـــ استوصوا بالقبط خيرا فان لهم فيكم صهرا وذمة و عن أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته، فقال: “ الله الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله “.
وفتحت مصر ابوابها للمسلمين وتخلصت من الاستعمار الروماني , حيث كان فتح مصر من ايسر الفتوح على الاطلاق مع انها الدولة العريقة في التاريخ, حتى قال الرافعي في ذلك كلاما عظيما في وحي القلم :ــ فلم تكن ابوابهم تدافع الابمقدار ما تدفع , تقاتل شيئا من قتال غير كبير , اما الابواب الرومية فبقيت مستغلقة حصينة لا تذعن الا للتحطيم ** واليوم نرى عجبا لايصح ان ينطلي علينا غباره الحاقد بعد الاحتلال الاسرائيلي 1967 شجع العدو المسيحيين الفلسطينيين على الهجرة خارج فلسطين حماية لهم من المسلمين حسب ادعائه وقامت بمضايقتهم وارهابهم وبخاصة في القدس ومصادرة اراضيهم وبعد احتلال العراق عام 2003 تعرض المسيحيون لاضطهاد غريب من اناس مجهولي النسب والسحنة والهدف وهدمت معابدهم وشجعت هجرتهم من الغرب وسهلت لترك اوطانهم ورفع لافتة الارهاب الاسلامي وفي مصر اليوم وفي عهد مبارك سمعنا عن حرق الكنائس والاعتداء على بعض المسيحيين لخلق فتنة بين المسلمين تستخدم النفوس الساذجة الضعيفة ولم يعد خافيا الايدي الخفية وراء تلك الاحداث وفي لبنان كذلك حتى ان بعضهم طلب حماية اوروبية للمسيحيين كما استمعنا قبل شهور و لم ولن تستطع فتنهم ان تقتحم الاردن وعسى ان لا تتمكن من ذلك تحت اي مسوغ ** ان احترام مبدأ المواطنة الذي قرره الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اساسا للتعامل بين الناس في دستور المدينة المنورة , ** واسترجاع الممارسة التاريخية المشرفة للعيش بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية والاسلامية حيث لم يخطر ببال اجد تفريق الناس في الدولة العربية الاسلاميةعلى اساس طائفي بل اشغل المسيحيون المواقع المتقدمة في الدولة دون تمييز حتى تعرضوا للحسد احيانا بسسب التمييز لهم لاعليهم واسهموا في بناء الحضارة الاسلامية ببصمات واضحة *** ولا زالت الاجيال تحفظ دور الضابط المسيحي السوري جول جمال الذي كان اول استشهادي في الحرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وادوار ضباط مسيحيين في الجيش الاردني على ارض فلسطين وبعضهم لازال على قيد الحياة .
وربما يكون من المفيد التذكير بأن جماعات وشعوبا مسلمة طردت من بلادها قهرا مثل الشيشان والشركس والعديد من الفلسطينيين ومانمار وغيرها ***اننا جميعا مسلمين ومسيحيين يجب ان ندرك حجم المؤامرة الارهابية الدولية التي نتعرض اليها وبخاصة عندما بدأت الشعوب تستعيد عافيتها وتشق طريقها للتحرر الحقيقي اليوم , ويجب ان نغلق ابواب الفتنة امام رياح الشر من اي اتجاه كانت ’ ويجب ان يبقى رؤوف ابو جابر وعبد اللطيف عربيات وسعود ابو محفوظ وجميل هلسة واسحاق الفرحان وغيرهم من ابناء الامة يفكرون بكيفية حماية القدس ومقدساتهاواستعادة الارض السليبة وبناء الاردن ورفعته ويتحدثون بلسان واحد محافظين على عهدة عمر الفاروق ووفاء المسيحيين في التاريخ وهم كذلك .
Salem.falahat@hotmail.com
(الدستور)
.طرقت هذا الموضوع اليوم لاهميته الاستراتيجية شاكرا لمركز دراسات الشرق الاوسط في عمان على عقد ندوة هذا الاسبوع حول موضوع هجرة مسيحيي الشرق , وقبل شهور حضرت ندوة في عمان ايضا في منتدى الفكر العربي حول هذا الموضوع ’ وان كان الناس في العادة يبتعدون عن طرح الموضوعات الحساسة خوفا من التهمة بسوء النية أو اثارة الفتنة ’ ليبقى الخطر قائما والمرض منتشرا .
المسيحيون العرب او مسيحيو الشرق أ ُريدَ لهم ان يُصوروا بعبعا في زمن الضعف العربي وبانهم الاداة المتقدمة في نحر العرب المسلمين في الشرق والقاعدة المتقدمة الحليفة لحملات الفرنجة والاستعمار الحديث في ديار الاسلام والذين اصروا على تسميتها الحروب الصليبية ,وان كانوا في الحقيقة او هكذا المأمول لو ازيلت المخاوف عنصر قوة لارسال رسائل تطمين للعالم الغربي عن حقيقة الاسلام الذي خبروه عبر قرون من المعايشة القريبة مع اخوانهم المسلمين دراية لا رواية , وان الاسلام في نسخته الربانية الاصلية هو رحمة للعالمين جميعا وطريق لتقدم البشرية وليس هو الصورة المشوهة كالمنسوبة للمسيح عليه السلام التي حاربتها اوروبا لتشق طريق التقدم وبناء الحضارة .
مخطط مريب جدا لايحتاج تفسيره كبير ذكاء يتعلق بالمسيحيين العرب في الشرق ,حيث تجهد الصهيونية العالمية نفسها لتحقيقه وهو ايجاد فجوة كبيرة بين العرب مسيحيين ومسلمين بحجة اختلاف الدين تدعوهم لهجر اوطانهم ومفارقة شعوبهم وحضارتهم التي اسهموا في بنائها واقتسموا مع المسلمين على حد سواء مغانم الحياة ومغارمها ووقفوا في الشدائد صفا واحدا امام الغزو العالمي قديما وحديثا منذ الايام الاولى للاسلام حيث صرح قادتهم وافرادهم في اكثر من موقعة قائلين للقادة العرب المسلمين انكم لاحب الينا من قومنا واكثر رحمة بنا وفتحوا ابوابهم مشرعة للتمازج الحضاري للقادم الجديد الى دنيا الناس بالنور في عصور الظلام , حتى قال النجاشي :ــ ان هذا ـيعني ما سمع من القران ـ والذي جاء به عيسى بن مريم ليخرج من مشكاة واحدة وقد اكرم المقوقس رسول رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام :ـــ استوصوا بالقبط خيرا فان لهم فيكم صهرا وذمة و عن أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته، فقال: “ الله الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله “.
وفتحت مصر ابوابها للمسلمين وتخلصت من الاستعمار الروماني , حيث كان فتح مصر من ايسر الفتوح على الاطلاق مع انها الدولة العريقة في التاريخ, حتى قال الرافعي في ذلك كلاما عظيما في وحي القلم :ــ فلم تكن ابوابهم تدافع الابمقدار ما تدفع , تقاتل شيئا من قتال غير كبير , اما الابواب الرومية فبقيت مستغلقة حصينة لا تذعن الا للتحطيم ** واليوم نرى عجبا لايصح ان ينطلي علينا غباره الحاقد بعد الاحتلال الاسرائيلي 1967 شجع العدو المسيحيين الفلسطينيين على الهجرة خارج فلسطين حماية لهم من المسلمين حسب ادعائه وقامت بمضايقتهم وارهابهم وبخاصة في القدس ومصادرة اراضيهم وبعد احتلال العراق عام 2003 تعرض المسيحيون لاضطهاد غريب من اناس مجهولي النسب والسحنة والهدف وهدمت معابدهم وشجعت هجرتهم من الغرب وسهلت لترك اوطانهم ورفع لافتة الارهاب الاسلامي وفي مصر اليوم وفي عهد مبارك سمعنا عن حرق الكنائس والاعتداء على بعض المسيحيين لخلق فتنة بين المسلمين تستخدم النفوس الساذجة الضعيفة ولم يعد خافيا الايدي الخفية وراء تلك الاحداث وفي لبنان كذلك حتى ان بعضهم طلب حماية اوروبية للمسيحيين كما استمعنا قبل شهور و لم ولن تستطع فتنهم ان تقتحم الاردن وعسى ان لا تتمكن من ذلك تحت اي مسوغ ** ان احترام مبدأ المواطنة الذي قرره الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام اساسا للتعامل بين الناس في دستور المدينة المنورة , ** واسترجاع الممارسة التاريخية المشرفة للعيش بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية والاسلامية حيث لم يخطر ببال اجد تفريق الناس في الدولة العربية الاسلاميةعلى اساس طائفي بل اشغل المسيحيون المواقع المتقدمة في الدولة دون تمييز حتى تعرضوا للحسد احيانا بسسب التمييز لهم لاعليهم واسهموا في بناء الحضارة الاسلامية ببصمات واضحة *** ولا زالت الاجيال تحفظ دور الضابط المسيحي السوري جول جمال الذي كان اول استشهادي في الحرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وادوار ضباط مسيحيين في الجيش الاردني على ارض فلسطين وبعضهم لازال على قيد الحياة .
وربما يكون من المفيد التذكير بأن جماعات وشعوبا مسلمة طردت من بلادها قهرا مثل الشيشان والشركس والعديد من الفلسطينيين ومانمار وغيرها ***اننا جميعا مسلمين ومسيحيين يجب ان ندرك حجم المؤامرة الارهابية الدولية التي نتعرض اليها وبخاصة عندما بدأت الشعوب تستعيد عافيتها وتشق طريقها للتحرر الحقيقي اليوم , ويجب ان نغلق ابواب الفتنة امام رياح الشر من اي اتجاه كانت ’ ويجب ان يبقى رؤوف ابو جابر وعبد اللطيف عربيات وسعود ابو محفوظ وجميل هلسة واسحاق الفرحان وغيرهم من ابناء الامة يفكرون بكيفية حماية القدس ومقدساتهاواستعادة الارض السليبة وبناء الاردن ورفعته ويتحدثون بلسان واحد محافظين على عهدة عمر الفاروق ووفاء المسيحيين في التاريخ وهم كذلك .
Salem.falahat@hotmail.com
(الدستور)