2024-11-27 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

لولا العلاقة مع اسرائيل!

ماهر أبو طير
جو 24 : كل يوم يقال للرأي العام الاردني، انه لولا العلاقة مع اسرائيل لتعرض المسجد الاقصى الى شرور كبرى، وهكذا يتحول الاقصى الى سبب اضافي للتطبيع مع اسرائيل، باعتبار ان التطبيع هنا، يجعل تل ابيب تخجل ولاتقترب من الاقصى بسوء. لكننا برغم هذا الرأي الناعم الذي يسمم الدم والبدن معا، نرقب تجاوزات الاحتلال يوميا، وآخرها البارحة حين يقتحم حاخام اسرائيلي الاقصى، ومعه مجموعة من المستوطنين، المسجد الاقصى، عبر بوابة المغاربة، فنكنفي كالعادة ببيان ادانة، وفي حالات اتصالات مع تل ابيب، حتى تأخذ بخاطرنا ولاتحرجنا امام الجمهور الذي نعيد ونزيد على اسماعه رواية منافع التطبيع لحماية المسجد الاقصى. الخطر على المسجد الاقصى يعد خطرا يوميا، واسرائيل لاتتوقف عن ارسال الاشارات، حول تهديد المسجد، بوسائل مختلفة، عبر اجهزتها او جندها او مجموعات متدينة او استيطانية تأتمر بأوامر تل ابيب الرسمية واجهزتها السرية والعلنية. لقد آن الاوان ألاّ يغيب المسجد الاقصى عن الخارطة، خارطة المعالجة الجذرية، فنحن امام خطر مضاعف، فالشعوب العربية مبتلاة بثورات دموية، انستهم اسماء امهاتهم، فما بالنا بقضية فلسطين، وفوق ذلك انقسام فلسطيني مخزٍ، لايمكن تفسيره ولاتبريره، مهما قيل في الاسباب والدوافع. العالم العربي، لايريد حربا، ولا انتفاضة، ولا سلما، لايريد شيئا على الاطلاق، وكأنه على مشارف ان يقر علنا امام الخليقة، مايتنماه سرا، فهذه ليست فلسطين، هي اسرائيل خذوها، وتنعموا بها، واتركوا لنا فقط حق التنفس، حتى لو كان ملوثا. هوان العرب، مابعده هوان، هو هوان تسلل الى الشعوب، قبل الرسميين، فتسأل نفسك الف مرة، عن الذي يشعل المرؤوة في نفوس العرب والمسلمين، ومانفع العبادات اذا لم تقدح الروح، دفاعا عن حقوق امة منهوبة بأكملها. دعونا نتأمل نظرية الادامة المستعملة حاليا، فلم يعد احد يتحدث عن خنق غزة وموت غزة، وحصارهم، استنادا الى مبدأ الادامة، اي ادامة الحصار والخنق، وتحول هذه الحالة الى امر اعتيادي جدا، الى الدرجة التي لاتثير غضب احد، ولاغيرة احد، والامر ذاته ينطبق على ملف الاقصى، فكثرة الاقتحامات تريد ادامة الخروقات، بحيث يصير دخول الوزراء او الحاخامات امرا طبيعيا بعد قليل، وبحيث تستكين نفوسنا، باعتبار ان لاحول لنا ولاقوة. اقتحام الحاخام للاقصى البارحة، امر يجب ألاّ يمر، فهذا مؤشر يضاف الى مليون مؤشر على ان اسرائيل لن تترك ملف الاقصى، وهي تتعامل مع صيغ متعددة، تارة التقسيم الزمني، وتارة التقسيم المكاني، وتارة الاقتحامات، وفي مرات الاغلاقات، ثم تعكر دماء الناس، وتصير التسوية، اكرامنا برفع عدد المصلين في الاقصى، فنحتفل بالجائزة وننسى اصل القصة. نريد من اطراف كثيرة، ان تتنبه الى الخطر الماثل اليوم بعنف، فالخطر يشتد، خصوصا، مع شعور اسرائيل بالراحة، فلا احد يهددها اليوم، وكل من حولها وحواليها، اما يموت تقطيعا، واما يموت وهو يركض وراء رغيف الخبز، وهذا التوقيت يعد الامثل لاسرائيل لتنفيذ مخططها بافتراس الاقصى. 

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير