«إلا خمسة»
طاهر العدوان
جو 24 : عنوان هذا المقال اسم لبرنامج إذاعي قديم وهو يعني الدقائق الخمس التي تسبق دقة الساعة ، بمعنى اخر برنامج لتقطيع الوقت قبل النشرة التي تحمل الاخبار والأحداث . اليوم نحن في ( إلا خمسة ) التي تسبق الانتخابات والوقت ضيق على الذين سيشاركون فيها وعلى المرشحين وجولاتهم الانتخابية كما هو ضيق على حكومة لا معنى لمطالبتها باي شئ لانها قد لا تنهي ال١٠٠ يوم وهو الوقت المحدد لمساءلة الحكومات ورؤسائها .
المستجد هو ان الهيئة العليا للانتخابات ستنهي عملها أخيرا بحصيلة تجاوز فيها عدد المسجلين المليونين وكسورا وهذا رقم اقل من عدد المشاركين في انتخابات ٢٠٠٧ الذي بلغ انذاك مليونين و٣٠٠ الف مع ان عدد سكان الأردن كان انذاك خمسة ملايين وسبعمائة الف بينما عددهم الان ستة ملايين وسبعمائة الف . ولا اريد ان أوجه نقدا للهيئة التي بذلت جهدا كبيرا في حملتها لتشجيع المواطنين على التسجيل بأساليب مختلفة تذكرني بحملة (اشربوا الحليب ) التي شاهدتها في احدى الدول حيث تجد مجسما لبقرة بيضاء جميلة في الشوارع والمولات لتشجيع المواطنين خاصة الاطفال على شرب الحليب لتقوية الكلس في عظامهم ، ولماذا لا نعتبر حملة التشجيع على التسجيل من باب الحرص على تقوية عظامنا حتى نتحمل مسؤولية الديموقراطية الجديدة التي حملها لنا الربيع الاردني . الم يُقل بان الديموقراطية على الطريقة الغربية بكير علينا وبان التدرج هو الوصفة التي تليق بشعوب لم تنضج بعد وعظامها طرية لا تزال هشة ! .
النقد ان وجد على الرقم الذي خرجت به الهيئة يجب ان يوجه للظروف السياسية التي تجري فيها عملية التسجيل ، من جانب اخر فان هذا الرقم قد يثير الاشتباه بان تجاوزات قد شابت عملية التسجيل عام ٢٠٠٣ وبان تلك الانتخابات قد مسها بلاء تكرار الاسماء في الكشوف الذي سبق وان كشفته الصحافة في انتخابات ١٩٩٧ وعلى نطاق واسع شمل عشرات الآلاف من الاسماء المكررة ، ما استدعى تدخل الديوان الملكي الذي شكل لجنة خاصة لتنظيف الكشوف .،
اذكر في احد الايام الغابرة من ذكريات انتخابات الصوت الواحد العتيد ان كتبت منتقدا نظام الصوت الواحد فجاء مواطن الى مكتبي في الصحيفة وقال لي : يا اخي وين انت عايش بتحكي عن الصوت ألواحد طيب شوف . واخرج من جيبه ١٣ بطاقة خضراء تمنحه التصويت ١٣ مرة ثم اردف ساخرا قال صوت واحد قال ! وكان الصوت الواحد قد بدا عهده الانتخابي في الدائرة الخامسة ببطاقة خضراء لمن يذكر ( ولا ادري ان كان لونها كذلك في بقية الدوائر ) .
بالمناسبة ارجو من الزملاء الكتاب الذين يجهدون انفسهم منذ عدة اشهر ( وانا واحد منهم ) في التشبث بالآمال والاجتهاد في التصورات من اجل الوصول الى مخرج ينهي ثنائية الحكومة والمعارضة ويخرج البلد من ازمته السياسية ان نتوقف عن هذا لأننا جميعا في مرحلة الدقائق الخمس الاخيرة قبل الانتخابات ( ولم يعد ينفع الحكي ) عن تعديل القانون او ارجاء الانتخابات او اي شيء من احلام الظهيرة التي غرقنا فيها وما علينا الا ان نتابع وعود النزاهة .
الرأي
المستجد هو ان الهيئة العليا للانتخابات ستنهي عملها أخيرا بحصيلة تجاوز فيها عدد المسجلين المليونين وكسورا وهذا رقم اقل من عدد المشاركين في انتخابات ٢٠٠٧ الذي بلغ انذاك مليونين و٣٠٠ الف مع ان عدد سكان الأردن كان انذاك خمسة ملايين وسبعمائة الف بينما عددهم الان ستة ملايين وسبعمائة الف . ولا اريد ان أوجه نقدا للهيئة التي بذلت جهدا كبيرا في حملتها لتشجيع المواطنين على التسجيل بأساليب مختلفة تذكرني بحملة (اشربوا الحليب ) التي شاهدتها في احدى الدول حيث تجد مجسما لبقرة بيضاء جميلة في الشوارع والمولات لتشجيع المواطنين خاصة الاطفال على شرب الحليب لتقوية الكلس في عظامهم ، ولماذا لا نعتبر حملة التشجيع على التسجيل من باب الحرص على تقوية عظامنا حتى نتحمل مسؤولية الديموقراطية الجديدة التي حملها لنا الربيع الاردني . الم يُقل بان الديموقراطية على الطريقة الغربية بكير علينا وبان التدرج هو الوصفة التي تليق بشعوب لم تنضج بعد وعظامها طرية لا تزال هشة ! .
النقد ان وجد على الرقم الذي خرجت به الهيئة يجب ان يوجه للظروف السياسية التي تجري فيها عملية التسجيل ، من جانب اخر فان هذا الرقم قد يثير الاشتباه بان تجاوزات قد شابت عملية التسجيل عام ٢٠٠٣ وبان تلك الانتخابات قد مسها بلاء تكرار الاسماء في الكشوف الذي سبق وان كشفته الصحافة في انتخابات ١٩٩٧ وعلى نطاق واسع شمل عشرات الآلاف من الاسماء المكررة ، ما استدعى تدخل الديوان الملكي الذي شكل لجنة خاصة لتنظيف الكشوف .،
اذكر في احد الايام الغابرة من ذكريات انتخابات الصوت الواحد العتيد ان كتبت منتقدا نظام الصوت الواحد فجاء مواطن الى مكتبي في الصحيفة وقال لي : يا اخي وين انت عايش بتحكي عن الصوت ألواحد طيب شوف . واخرج من جيبه ١٣ بطاقة خضراء تمنحه التصويت ١٣ مرة ثم اردف ساخرا قال صوت واحد قال ! وكان الصوت الواحد قد بدا عهده الانتخابي في الدائرة الخامسة ببطاقة خضراء لمن يذكر ( ولا ادري ان كان لونها كذلك في بقية الدوائر ) .
بالمناسبة ارجو من الزملاء الكتاب الذين يجهدون انفسهم منذ عدة اشهر ( وانا واحد منهم ) في التشبث بالآمال والاجتهاد في التصورات من اجل الوصول الى مخرج ينهي ثنائية الحكومة والمعارضة ويخرج البلد من ازمته السياسية ان نتوقف عن هذا لأننا جميعا في مرحلة الدقائق الخمس الاخيرة قبل الانتخابات ( ولم يعد ينفع الحكي ) عن تعديل القانون او ارجاء الانتخابات او اي شيء من احلام الظهيرة التي غرقنا فيها وما علينا الا ان نتابع وعود النزاهة .
الرأي