تراجع الاهتمام الشعبي بالانتخابات الأميركية
طاهر العدوان
جو 24 : كنت قد كتبت في هذا المكان عن قطرية الثورات العربية التي جاء بها الربيع العربي ذلك ان هذا الربيع بكل تعبيراته من إسقاط الأنظمة الى إصلاحها هو من فعل الشارع العربي ولم يات تأييدا لانقلاب عسكري . لقد خرجت الشعوب وهي مثقلة بهموم وعي جديد بان التصدي للاستبداد هو قضيتها الأولى وبان مسألة استردادها لحقوقها المشروعة والطبيعية تتقدم على أية هموم اخرى سواء كانت ذات طابع عربي او دولي .
ملاحظاتي ان الاردنيين نادرا ما يتحدثون الان عن الانتخابات الرئاسية الامريكية التي اصبحت على الأبواب ومن متابعاتي لوسائل الاعلام العربية فان الحالة نفسها تنسحب على الشعوب العربية مع استثناءات اعلامية اعتقد انها تجري من باب المهنية او بحكم العادة . بالطبع هذا لا يقلل من قيمة هذه الانتخابات التي تنعكس آثارها على السياسة الدولية ، سلما وحربا ، ولكن كان الاهتمام بهذه الانتخابات( قبل الربيع ) مبالغ فيه عندما كان الوعي الوطني مستملك من قبل وسائل الاعلام الرسمية التي كانت تشعر مواطنيها بان هذه الانتخابات مصيرية للامة وكانها تجري داخل كل بلد عربي .
في كل انتخابات رئاسية أمريكية كانت الشعوب تعيش في بازار من التحليلات والتوقعات حول شخصية المتنافسين في واشنطن واكثر هذه التحليلات تنصب على مواقفهما من القضية الفلسطينية ، مثل هذه العادة بدات في عهد جون كندي واستمرت حتى أوباما ولم تتراجع قصة بناء آمال على نجاح مرشح بعينه من اجل تغيير الموقف الامريكي المساند لإسرائيل رغم ان التجربة التاريخية أثبتت بان كل رئيس امريكي دخل البيت الابيض ارتكب اعتداء اخر على حقوق الفلسطينيين وكذلك على حقوق الشعوب العربية الأخرى مثل الشعب العراقي واللبناني الخ .
الربيع العربي ادخل العرب في وعي جديد لا تحدده وسائل الاعلام الرسمية ، وعي بالاجندة الوطنية اولا وفي مقدمتها اعادة البناء الداخلي الذي يفتح الآفاق امام الإدراك بان القوة الذاتية للشعوب هي الأساس للدفاع عن مصالحها وكرامتها وحقوقها وليس بالاعتماد على امريكا وغيرها . لقد اعتمد النظام الرسمي العربي على مدى العقود الماضية سياسة إلقاء اللوم على الرئيس الجالس في واشنطن لتبرير تقصيره وعجزه في مواجهة حروب اسرائيل واحتلالاتها على طريقة السادات الذي اعلن بان ٩٩٪ من أوراق حل قضية الشرق الاوسط هي في السلة الامريكية وهكذا استمرأ النظام العربي طوال العقود الماضية حمل السلال الفارغة الا من أوراق اعتماد الفساد والسجون والاستبداد .
السياسة الامريكية لا تغطي اي نظام ولا تعطي الضمان لأي حاكم لانها ثابتة على مسالتين في المنطقة : حماية امن اسرائيل وحقول النفط وغير ذلك مجرد عناوين وأسماء تتعلق بخيارات الحزبين الديموقراطي والجمهوري . لقد انتشر الوعي بهذه الحقيقة على نطاق واسع ولذلك اصبحت القضايا العربية الساخنة في سوريا وغير الساخنة في مصر وليبيا وتونس ومسائل الاصلاح في الأردن وغيره هي التي تستحوذ على اهتمامات الراي العام وليس انتخابات الرئاسة الامريكية لان مجيء رومني او ذهاب أوباما لم يعد مهما عند شعوب بدات تعي قوتها الذاتية ووسائل اعادة بناء مواقفها على الصعيد الوطني والقومي .
واكرر ما سبق وان كتبت بان الانكفاء القطري في عواصم الربيع هو مسألة مؤقتة تتعلق بترتيب البيت الداخلي بعد ذلك سيشهد النظام العربي تغييرا جذريا في التعامل مع الاخر ومع مواقفه من قضايا الامة .
الرأي
ملاحظاتي ان الاردنيين نادرا ما يتحدثون الان عن الانتخابات الرئاسية الامريكية التي اصبحت على الأبواب ومن متابعاتي لوسائل الاعلام العربية فان الحالة نفسها تنسحب على الشعوب العربية مع استثناءات اعلامية اعتقد انها تجري من باب المهنية او بحكم العادة . بالطبع هذا لا يقلل من قيمة هذه الانتخابات التي تنعكس آثارها على السياسة الدولية ، سلما وحربا ، ولكن كان الاهتمام بهذه الانتخابات( قبل الربيع ) مبالغ فيه عندما كان الوعي الوطني مستملك من قبل وسائل الاعلام الرسمية التي كانت تشعر مواطنيها بان هذه الانتخابات مصيرية للامة وكانها تجري داخل كل بلد عربي .
في كل انتخابات رئاسية أمريكية كانت الشعوب تعيش في بازار من التحليلات والتوقعات حول شخصية المتنافسين في واشنطن واكثر هذه التحليلات تنصب على مواقفهما من القضية الفلسطينية ، مثل هذه العادة بدات في عهد جون كندي واستمرت حتى أوباما ولم تتراجع قصة بناء آمال على نجاح مرشح بعينه من اجل تغيير الموقف الامريكي المساند لإسرائيل رغم ان التجربة التاريخية أثبتت بان كل رئيس امريكي دخل البيت الابيض ارتكب اعتداء اخر على حقوق الفلسطينيين وكذلك على حقوق الشعوب العربية الأخرى مثل الشعب العراقي واللبناني الخ .
الربيع العربي ادخل العرب في وعي جديد لا تحدده وسائل الاعلام الرسمية ، وعي بالاجندة الوطنية اولا وفي مقدمتها اعادة البناء الداخلي الذي يفتح الآفاق امام الإدراك بان القوة الذاتية للشعوب هي الأساس للدفاع عن مصالحها وكرامتها وحقوقها وليس بالاعتماد على امريكا وغيرها . لقد اعتمد النظام الرسمي العربي على مدى العقود الماضية سياسة إلقاء اللوم على الرئيس الجالس في واشنطن لتبرير تقصيره وعجزه في مواجهة حروب اسرائيل واحتلالاتها على طريقة السادات الذي اعلن بان ٩٩٪ من أوراق حل قضية الشرق الاوسط هي في السلة الامريكية وهكذا استمرأ النظام العربي طوال العقود الماضية حمل السلال الفارغة الا من أوراق اعتماد الفساد والسجون والاستبداد .
السياسة الامريكية لا تغطي اي نظام ولا تعطي الضمان لأي حاكم لانها ثابتة على مسالتين في المنطقة : حماية امن اسرائيل وحقول النفط وغير ذلك مجرد عناوين وأسماء تتعلق بخيارات الحزبين الديموقراطي والجمهوري . لقد انتشر الوعي بهذه الحقيقة على نطاق واسع ولذلك اصبحت القضايا العربية الساخنة في سوريا وغير الساخنة في مصر وليبيا وتونس ومسائل الاصلاح في الأردن وغيره هي التي تستحوذ على اهتمامات الراي العام وليس انتخابات الرئاسة الامريكية لان مجيء رومني او ذهاب أوباما لم يعد مهما عند شعوب بدات تعي قوتها الذاتية ووسائل اعادة بناء مواقفها على الصعيد الوطني والقومي .
واكرر ما سبق وان كتبت بان الانكفاء القطري في عواصم الربيع هو مسألة مؤقتة تتعلق بترتيب البيت الداخلي بعد ذلك سيشهد النظام العربي تغييرا جذريا في التعامل مع الاخر ومع مواقفه من قضايا الامة .
الرأي