عندما تخرق إسرائيل المعاهدة
طاهر العدوان
جو 24 : في الذكرى الثامنة عشرة من معاهدة وادي عربة بين الأردن وإسرائيل يمكن القول بان ( التجربة خير برهان ) . وهنا تجمع من البراهين ، خلال تلك السنوات من عمر المعاهدة ، ما يكفي للقطع بالقول بان حكام تل أبيب لا يريدون السلام الذي اعتقد الملك الراحل الحسين عندما وقع عليه بانه سيكون «السلام الذي ترضى عنه الأجيال» .
صحيح ان مظاهر الاحتجاج على المعاهدة التي تجري كل عام محدودة لكن الرأي العام الأردني لا يحب اسرائيل اكثر من الوقت الذي كانت فيه عدوا رسميا تنشب معه المعارك على الحدود، وكل الذين راهنوا بان المعاهدتين الاردنية والمصرية ستحدث انقلابا في السيكلوجيا او الوعي العربي سقطت رهاناتهم والأسباب كثيرة منها :
- ان الاردن التي حذت حذو مصر بعد ١٥ عاما من كامب ديفد ووقعت معاهدة مع اسرائيل قد فعلت ذلك في اطار مناخ إقليمي وتعهدات دولية وإسرائيلية بان المعاهدة جزء من عملية سلام شاملة تتمحور حول حل القضية الفلسطينية وفق القرارين ٢٤٢ و٣٣٨ وصولا الى اقامة الدولة . لكن هذا لم يحدث ، فإسرائيل انعطفت نحو اليمين باغتيال رابين الى ان اصبح الحكم في تل أبيب عملية تنافس بين اليمين وأقصى اليمين وهم ممثلو الاحزاب ذاتها التي عارضت اتفاقيتي السلام المصرية والأردنية .
- لقد تم تقديم المعاهدة الى الاردنيين على انها قضت على مخططات الوطن البديل الى الابد . اليوم لا توجد أية قناعة بذلك وفي نهاية هذا الاسبوع نشرت الصحافة الاسرائيلية ان نتنياهو سيخوض المعركة الانتخابية على برنامج يعتبر الضفة الغربية منطقة غير محتلة وهو الوجه الاخر لكلمة يهودا والسامرة ، اي ان السعي لا يتوقف من اجل نسف الأسس الذي ستقوم عليه الدولة الفلسطينية ، ما يعيد الى الاذهان عقيدة نتنياهو السياسية التي لخصها في كتابه( تحت الشمس) التي يزعم فيها ان الدولة الفلسطينية تقع شرق النهر . فإذا كانت المعاهدة قد أنهت خطة الوطن البديل فان ما يفعله نتنياهو وعصابة اليمين من تهويد واستيطان وترانسفير ناعم هو خرق خطير للمعاهدة .
- تنص احد بنود المعاهدة بان لا يقوم البلدان بنقل مجموعات سكانية عبر الحدود فماذا عن اعترافات إسرائيلية سابقة بان الاحتلال اجبر اكثر من ١٠٠ الف فلسطيني من سكان الضفة على المغادرة الى الأردن خلال سنوات قمع الانتفاضة الثانية . أليس هذا خرقا للمعاهدة ، ثم ماذا عن سحب هويات الفلسطينيين من القدس المحتلة وعدم تجديد تصاريح الآلاف من المقيمين في الاردن بحجج واهية . أليس هذا تسفير جماعي وخرق للمعاهدة !
اسرائيل لم تتوقف أبدا عن الخطط التي تنسف السلام من تهويد القدس الى حملات الاستيطان في كل أنحاء الضفة ونحن في هذه البلاد الاكثر ضررا من هذه الخطط في الماضي والحاضر والمستقبل واني لاعجب من اقوال تصدر من البعض حول المواقف الشعبية ضد المعاهدة ، فسياسات اسرائيل تستحق اكثر من احتجاجات متواضعة . وانا هنا لست من أنصار الغاء المعاهدة لان فيها ( كف شر ) كبير من إسرائيل لكن متى كانت المعاهدات بين الدول حاجزا يمنع المواقف الصلبة والإجراءات القوية لمواجهة التهديدات والخروقات وآخرها ما يطلقه حكام اسرائيل بين وقت وآخر من دعوات مبطنة لنشر الفوضى في الأردن بما يكشف عن نواياهم الخطيرة ضد هذا البلد !"الراي"
صحيح ان مظاهر الاحتجاج على المعاهدة التي تجري كل عام محدودة لكن الرأي العام الأردني لا يحب اسرائيل اكثر من الوقت الذي كانت فيه عدوا رسميا تنشب معه المعارك على الحدود، وكل الذين راهنوا بان المعاهدتين الاردنية والمصرية ستحدث انقلابا في السيكلوجيا او الوعي العربي سقطت رهاناتهم والأسباب كثيرة منها :
- ان الاردن التي حذت حذو مصر بعد ١٥ عاما من كامب ديفد ووقعت معاهدة مع اسرائيل قد فعلت ذلك في اطار مناخ إقليمي وتعهدات دولية وإسرائيلية بان المعاهدة جزء من عملية سلام شاملة تتمحور حول حل القضية الفلسطينية وفق القرارين ٢٤٢ و٣٣٨ وصولا الى اقامة الدولة . لكن هذا لم يحدث ، فإسرائيل انعطفت نحو اليمين باغتيال رابين الى ان اصبح الحكم في تل أبيب عملية تنافس بين اليمين وأقصى اليمين وهم ممثلو الاحزاب ذاتها التي عارضت اتفاقيتي السلام المصرية والأردنية .
- لقد تم تقديم المعاهدة الى الاردنيين على انها قضت على مخططات الوطن البديل الى الابد . اليوم لا توجد أية قناعة بذلك وفي نهاية هذا الاسبوع نشرت الصحافة الاسرائيلية ان نتنياهو سيخوض المعركة الانتخابية على برنامج يعتبر الضفة الغربية منطقة غير محتلة وهو الوجه الاخر لكلمة يهودا والسامرة ، اي ان السعي لا يتوقف من اجل نسف الأسس الذي ستقوم عليه الدولة الفلسطينية ، ما يعيد الى الاذهان عقيدة نتنياهو السياسية التي لخصها في كتابه( تحت الشمس) التي يزعم فيها ان الدولة الفلسطينية تقع شرق النهر . فإذا كانت المعاهدة قد أنهت خطة الوطن البديل فان ما يفعله نتنياهو وعصابة اليمين من تهويد واستيطان وترانسفير ناعم هو خرق خطير للمعاهدة .
- تنص احد بنود المعاهدة بان لا يقوم البلدان بنقل مجموعات سكانية عبر الحدود فماذا عن اعترافات إسرائيلية سابقة بان الاحتلال اجبر اكثر من ١٠٠ الف فلسطيني من سكان الضفة على المغادرة الى الأردن خلال سنوات قمع الانتفاضة الثانية . أليس هذا خرقا للمعاهدة ، ثم ماذا عن سحب هويات الفلسطينيين من القدس المحتلة وعدم تجديد تصاريح الآلاف من المقيمين في الاردن بحجج واهية . أليس هذا تسفير جماعي وخرق للمعاهدة !
اسرائيل لم تتوقف أبدا عن الخطط التي تنسف السلام من تهويد القدس الى حملات الاستيطان في كل أنحاء الضفة ونحن في هذه البلاد الاكثر ضررا من هذه الخطط في الماضي والحاضر والمستقبل واني لاعجب من اقوال تصدر من البعض حول المواقف الشعبية ضد المعاهدة ، فسياسات اسرائيل تستحق اكثر من احتجاجات متواضعة . وانا هنا لست من أنصار الغاء المعاهدة لان فيها ( كف شر ) كبير من إسرائيل لكن متى كانت المعاهدات بين الدول حاجزا يمنع المواقف الصلبة والإجراءات القوية لمواجهة التهديدات والخروقات وآخرها ما يطلقه حكام اسرائيل بين وقت وآخر من دعوات مبطنة لنشر الفوضى في الأردن بما يكشف عن نواياهم الخطيرة ضد هذا البلد !"الراي"