من يحمي اطفالنا؟

جو 24 : البرنامج الذي بثته قناة ال بي بي سي عن الطفل الاردني الذي مات غرقا في احدى برك السباحة التابعة لمدرسة خاصة نتيجة اهمال مرعب من قبل الادارة المدرسية يطرح مرة اخرى مسألة غياب محاسبة هذه المدارس التي تحول بعضها الى مؤسسات ربحية على حساب النوعية وعلى حساب الأمان! فهل يعقل ان ترخص مدرسة تحمل اسم جامعة عريقة في بريطانيا في منطقة حراج سيارات ومحاطة بكل انواع معارض السيارات ما يعني ان المنطقة ليست آمنه على الاطلاق؟!

من الذي يتحمل مسؤولية استخفاف هذا النوع من المدارس بالمواطن الاردني، فأنت لا تستطع ان تقدم شكوى على اي مدرسة لأن مدير او مديرة المدرسة يسارعون بالقول"إزا مش عاجبل انئل ابنك". هذا السلوك يصلح ان يكون في جزر الموز وليس في دولة يقولون أنها دولة مؤسسات وقانون. لا نريد ان نشير الى العرفية في رفع الاقساط المدرسية كل عام ومن دون أي مبرر، فهذا موضوع سنتابعه في ملفات قادمة.

الطفل الذي قضى كان بسبب اهمال المدرسة كما افاد والده على شاشة التلفزيون، ولا نملك الا الترحم عليه والدعاء له، لكن ما لا نفهمه ان يستمر تجاهل توفير وسائل السلامة والامان للطلبة، فمن يتواطيء مع حفنة المستثمرين الجشعين الذين لا هم لهم سوى جني الارباح حتى لو كانت على حساب دماء فلذات اكبادنا، الى هذا الحد انحطت المنظومة القيمية لطبقة البزنيس في الاردن؟ وهل سيسمح المجتمع الاردني بأن تستمر هذه المهزلة؟! نطالب بتأسيس نقابة لاهالي الطلبة في المدراس الخاصة حتى تدافع عن حقوقهم في التعليم السليم وفي الامان وضد التعسف في رفع الرسوم. ووفاء منا لروح الطفل البريء يجب ان نشد على يدي اهله في مسعاهم لمحاسبة المدرسة على هذا التقصير لتكون عبرة لغيرها من المدارس الخاصة.