تعيين صهر رئيس الوزراء مثالاً على شفافية الحكومة !
النائب يحيى السعود
جو 24 :
قرأنا في الأيام الماضية الجدل الكبير والعتاب الواضح الذي ارسله دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله النسور على تعيين عدد من الموظفين في مجلس النواب الأردني ورد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة عليه وإظهار التغول الذي تحاول السلطة التنفيذية ممارسته على مجلس النواب صاحب الصلاحية في الرقابة والتشريع.
إن ما يحاول دولة رئيس الوزراء إظهاره للشعب الأردني هو حرصه على الدولة وخوفه من زيادة المديونية متحججا بأن هذه التعيينات ستكون سببا في زيادة العبأ على الدولة وبعدها بأيام نسمع بتعيين زوج ابنته الزميل السابق الذي نكن له كل احترام وتقدير الدكتور حميد البطاينة عضوا في مجلس ادارة كهرباء اربد وبراتب 5000 آلاف دينار أردني أي ما يعادل راتب 20 موظف ممن تم تعينهم في مجلس النواب من القواعد الانتخابية لأعضاء المجلس.
إن ممارسات النسور التي أصبحت واضحة لجميع أفراد الشعب الأردني باتت تسيء للأردن والأردنيين فهو صاحب الولاية العامة الذي ينتقي من القرارات ما فيه فائدة ومصلحة تعود بالنفع عليه وعلى اقربائه وانسبائه ضارب بعرض الحائط مصلحة الوطن ومصلحة الشعب الأردني العظيم، وكأن الأردن أصبح شركة خاصة يتحكم بها ويعين ويقيل من يشاء دون أدنى حسن بالمسؤولية أو الخوف أو الرقابة.
إن كنت تشعر يا دولة الرئيس بدنو أجل حكومتك وبدأت تقتنص الفرص من أجل افادة اقربائك وانسبائك كما يقال "ضربة مودع" فأتق الله في هذا الوطن وأبنائه وأحذر من دعوة المظلوم ولا تغرنك الحياة الدنيا فإن ربحت بقراراتك فإن الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه وما أكثر من ظلمتهم في مثل هذه القرارات التي تضع "النسيب" في المكان القريب بدلا من أن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
وتذكر عندما كنت في حكومة سابقة وزيراً للتربية والتعليم والتي اتخمتها بالتعيينات دون وجه حق وخرجت على الشعب الأردني من شاشة التلفزيون الرسمي المطوب بإسمك وقلت دون حرج أو خجل بأنك قد "خبصت ولبصت" وهذا المصطلح المعروف لدى جميع ابناء الأردن ويدل على تلك الأعمال غير الشرعية التي قمت بها فيما مضى.
سيبقى وصفي التل رحمه الله حياً في ضمائرنا وكلما نقرأ خطاباته أو كلماته او نستذكر بعضاً من مواقفه سنزداد نقما عليكم وعلى ما تصنعونه في هذا الوطن الحبيب، وأعود مؤكداً لما قلته قبل سنوات بأن منصب رئيس الوزارء ما زال شاغراً منذ موت وصفي التل وسيبقى كذلك حتى تنجب الأردنيات من رضع حب الوطن وفطم على الوفاء له وأقسم على الحفاظ عليه. لا كما تفعلون فقد رضعتم حب النفس وفُطمتم على أن مصلحة ذويكم أهم من مصلحة الوطن.
اللهم احفظ سيدي ومولاي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وابعث له بطانة صالحة تدله على الخير وتعينه عليه.