حتى لا نضل أبدا
النجاح الامني الكبير في استباق خلية القاعدة التي كانت تخطط لتفجير عبدون- كما تقول المصادر الرسمية- يطرح امرين هامين. أولا، أن جهاز المخابرات العامة يتمتع بكفاءة عالية في التعامل مع التحديات الامنية ويتمتع اعضاءه بمقدرة عالية في متابعة أدق التفاصيل والعمل على كشف المخططات قبل لحظة تنفيذها. ولم تحدث اختراقات امنية تهدد الاستقرار أو محاولات تزعزع من ثقة المواطن الاردني بالأمن والآمان. وهنا نرفع قبتعتنا احتراما لما يبذله الجهاز الوطني في السهر على أمن الوطن.
وحتى يتمكن هذا الجهاز بالقيام بمهامه بشكل أكثر يسرا، على القائمين عليه أن يركزوا كثير على الشق الأمني والتقليل من الدور السياسي الذي في بعض الاحيان يبعث على الاستياء، ما يمكن بعض التنظيمات من احداث اختراقات قد تهدد السلم الاهلي في قادم الايام. فقوة المجتمع الاردني تكمن في توفير الظروف السياسية والاقتصادية التي تجعل من قدرة اي جهة متطرفة على اختراق المجتمع امر صعب المنال.
إن تغول الجهاز الأمني على الحياة السياسية يوفر البيئة المواتية لضرب السلم المجتمعي، الأمر الذي يتناقض تماما مع الهدف الذي من أجله تم إنشاء هذا الجهاز، حيث أن تقويض الحريات وضبط إيقاع البلد وفق النظرة الأمنيّة من شأنه أن يؤدي إلى نتائج عكسيّة لا تحمد عقباها بأي حال من الأحوال. والمطلوب أن تكتفي الأجهزة بدورها المنوط بها دون تجاوز الإطار المتعلق بدورها المحدّد.
الأمر الآخر يتعلق بمن يستغل الاعلان عن الخلية الارهابية ليروج لموقفه المناهض لحق الشعب السوري في حكم نفسه وفي التخلص من النظام القمعي والدموي في دمشق. وقد بدأت بعض الاقلام الربط بين ما يحدث بسوريا والكشف عن الخلية الارهابية ليعزز موقفه المسبق من حق الشعب السوري بالتحرر. فليس صحيحا ان استهداف الاردن مرتبط بالوضع السوري فهجوم، القاعدة على الاردن سابق للربيع العربي وكلنا يتذكر هجوم الفنادق وعملية خوست هذا عداك عن الكثير من العمليات التي احبطت.
وحتى لا نضل، نقول ان نجاح المخابرات في مهماتها الامنية بتطلب أيضا تراجع الدور السياسي للجهاز كما أن الامن الوطني الاردني يتعزز ان اصبحت هناك نظم ديمقراطية تحكم في الجوار.