jo24_banner
jo24_banner

اختيار موقع مخيم الزعتري خطأ كبير

اختيار موقع مخيم الزعتري خطأ كبير
جو 24 :

كتب هشام خريسات
قال الدكتور حسان الصفدي رئيس جمعية المرصد الديمقراطي الأردني وأمين سر رابطة علماء الشام: إن اختيار موقع مخيم الزعتري لإيواء اللاجئين السوريين كان خطأ كبيرا.
جاءت تصريحات الدكتور الصفدي هذه في محاضرة عن (اللاجئين السوريين في الأردن) ألقاها مساء الأحد في نقابة المهندسين الأردنيين/فرع شمال عمّان، وأضاف قائلا: إن المنطقة تداهمها عواصف رملية خانقة معظم أيام السنة، وأما في الشتاء فمعروف عنها تحولها إلى مستنقعات طينية تغوص فيها الأقدام والآليات والسيارات، وقد تعرض حياة القاطنين فيه لخطر الغرق.
وبين الدكتور الصفدي بأن العمل الآن جار لإحلال كرفانات بلاستيكية مكان آلاف الخيم الموجودة حاليا قبل حلول الشتاء، ولكن التقدم في هذا الموضوع ما زال بطيئا إذ لم يتم تزويد سوى 450 كرفانا فقط ولا زالات آلاف الخيم تؤي سكان هذا المخيم الذين تجاوزوا 37 ألف لاجئ سوري، وأوضح بأن تكلفة الكرفان السكني الواحد تبلغ 1600 دينار أردني وأن المملكة العربية السعودية ورابطة علماء بلاد الشام وجمعيات خيرية أخرى تبرعت بتوفير عدة مئات حتى الآن.
أما عن أهم ما يواجه اللاجئين في هذا المخيم من الناحية النفسية والمعنوية فهو انعدام وسائل شغل الأوقات واستغلال الطاقات وعدم وجود أية برامج تثقيفية وتوجيهية علما بأن سكان المخيم من كل فئات المجتمع وفيهم من الحرفيين والمهنيين والمعلمين عدا عن أغلبية من الأطفال والنساء.
وقال الدكتور الصفدي بأن عددا من المساجد على شكل كرافانات كبيرة موجودة في المخيم ويتسع كل واحد منها لسبعين مصليا، إلا أن الحاجة تقتضي أضعاف الموجود حاليا، وتكلفة الكرافان (المسجد) الواحد سنة آلاف دينار.
وفاجأ المحاضر مستمعيه بأن أعداد اللاجئين السوريين في المخيمات لا يتعدى 40 ألفا وهم يشكلون 12% فقط من مجمل أعداد اللاجئين السوريين في الأردن إذ يتواجد أكثر من 250 ألف لاجئ موزعين على عمّان والزرقاء والمفرق وإربد والرمثا، وهؤلاء يقطنون في مساكن مستأجرة ويحتاجون إلى معونة شهرية تزيد عن 12 مليون دينار كأجرة للمساكن التي بات معظمهم يعجز عن دفعها وكمعونات غذائية وألبسة وأدوية ورسوم مدرسية.
وقد أدلى الدكتور أكرم كرمول ممثل جمعية حماية المستثمرين بمداخلة حول إمكانية الاستفادة من اللاجئين السوريين اقتصاديا بتوفير أدوات وعدد وماكنات للحرفيين والمهنيين وخصوصا المهرة منهم واشتراط تدريبهم لأيد عاملة أردنية مما يحول هذا اللاجئ المتلقي للمعونة إلى منتج ومساهم في الاقتصاد الأردني وسوق العمل وتخريج أعداد من العمال المهرة من الأردنيين.
وفي ختام المحاضرة أكد المحاضر الدكتور حسان الصفدي على أن معاناة اللاجئين السوريين ومأساتهم تتفاقم يوميا مع ازدياد أعدادهم وطول أمد أزمتهم واقتراب فصل الشتاء وأن الأثلر السلبي يتعداهم ليطال الأردن بكل مكوناته الاجتماعية والاقتصادية وموارده الشحيحة والمحدودة.

تابعو الأردن 24 على google news