عشرون الف سراج في الاقصى
ماهر أبو طير
جو 24 : لا تغيب روح الاقصى عن حياتنا،والذين لايسمعون خفق روحه عند بواباتنا،بلا بصيرة ولا آذان،لان المسجد مسروق،ولان المسجد ومدنه وقراه وشاطئه الازرق الممتد ورمله وزيتونه وزعتره واهله تحت الاحتلال،فلا تغيب روحه ابدا،اذ مازالت تتحدى ان سراجها لن ينطفئ،وان فيمن حوله وحواليه خير كثير.
كان في الاقصى،قبيل عصر الكهرباء،اكثر من عشرين الف سراج يتم ايقادها في المناسبات مثل الاعياد،وليلة النصف من شعبان،وسراجات الاقصى يتم ايقادها عبر بئر للزيت موجودة ومخفية تحت المسجد الاقصى،والمسلمون كان يتبرعون لهذه البئر من اجل ايقاد سراجات المسجد.
في الايام العادية كان هناك اكثر من الف ومائتي سراج يتم ايقادها في الاقصى وقبة الصخرة،عند صلاتي المغرب والعشاء،وفي الحديث النبوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإن من أسرج في بيت المقدس سراجاً لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام ضوؤه في المسجد.
بئر الزيت تحت الاقصى لم تكن مجرد بئر تجمع الزيت،بل كانت عنوانا لأمة واحدة فابن الكرك وغزة وعجلون ويافا والقاهرة ومراكش وبغداد،يتبرعون لهذه البئر من اجل شراء الزيت وصبه فيه،ومن اجل استعمال الزيت،لكن البئر كانت تقول ان ايقاد سراجات المسجد لايكون فقط الا بتوحد الزيت،وتوحد همم الدافعين،لمسجد واحد،وبيت واحد،فلا يعرف الذي يصلي ممن جاء الزيت في تلك الصلاة،هل جاء من بغداد ام السلط ام دمشق ام عكا؟!.
هذا يقول ان انطفاء سراج الاقصى،جاء لان هذه الامة تفرقت وامست شيعا،وفرقا متناحرة تسودها الكراهية والبغضاء والتشاحن والتنابز،وهي قيم سوداء اشد وطأة من الحروب،فالحروب تنتهي،فيما هذه القيم تحفر في الوجدان ويتم توارث حكاياتها باعتبارها ثأرا واجبا عدم نسيانه عند الجهلة،وسراجات الاقصى لا تعود الى ذاك الضياء،الا حين يعود الاقصى قضية حاضرة عند كل واحد فينا،حضورها يومي،مثل فرض الصلاة،وألقها يمتد من المشرق الى المغرب.
بغير ذلك ستبقى بئر الزيت جافة،والسراجات مطفأة،لان الايدي التي ما بخلت اورثت ايدي ما قدمت يمينها ولا يسراها،لا سرا ولاعلنا،والذي تبخل يده،يبخل بروحه ايضا،وفي قضية الاقصى ومدنه الاسيرة،فان الروح تأتي اولا،فما بالنا في زمن غابت فيه الروح واليد،وحتى ادنى درجات الشراكة،اي التذكير والكلمة.
غدا العيد.لو كان محررا لأشعل المقدسيون عشرين الف سراج في مغرب عرفة،وقبيل العيد بساعات،ولكانت باحاته وطرقاته وأزقته نورا على نور،غير اننا نذهب للعيد وسراجاتنا مطفأة،وقلوبنا ايضا تئن تحت وقع انين الذبائح البشرية،في مدن العرب المنكوبة.
ثم يسألونك عن العيد!."الدستور"
كان في الاقصى،قبيل عصر الكهرباء،اكثر من عشرين الف سراج يتم ايقادها في المناسبات مثل الاعياد،وليلة النصف من شعبان،وسراجات الاقصى يتم ايقادها عبر بئر للزيت موجودة ومخفية تحت المسجد الاقصى،والمسلمون كان يتبرعون لهذه البئر من اجل ايقاد سراجات المسجد.
في الايام العادية كان هناك اكثر من الف ومائتي سراج يتم ايقادها في الاقصى وقبة الصخرة،عند صلاتي المغرب والعشاء،وفي الحديث النبوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإن من أسرج في بيت المقدس سراجاً لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام ضوؤه في المسجد.
بئر الزيت تحت الاقصى لم تكن مجرد بئر تجمع الزيت،بل كانت عنوانا لأمة واحدة فابن الكرك وغزة وعجلون ويافا والقاهرة ومراكش وبغداد،يتبرعون لهذه البئر من اجل شراء الزيت وصبه فيه،ومن اجل استعمال الزيت،لكن البئر كانت تقول ان ايقاد سراجات المسجد لايكون فقط الا بتوحد الزيت،وتوحد همم الدافعين،لمسجد واحد،وبيت واحد،فلا يعرف الذي يصلي ممن جاء الزيت في تلك الصلاة،هل جاء من بغداد ام السلط ام دمشق ام عكا؟!.
هذا يقول ان انطفاء سراج الاقصى،جاء لان هذه الامة تفرقت وامست شيعا،وفرقا متناحرة تسودها الكراهية والبغضاء والتشاحن والتنابز،وهي قيم سوداء اشد وطأة من الحروب،فالحروب تنتهي،فيما هذه القيم تحفر في الوجدان ويتم توارث حكاياتها باعتبارها ثأرا واجبا عدم نسيانه عند الجهلة،وسراجات الاقصى لا تعود الى ذاك الضياء،الا حين يعود الاقصى قضية حاضرة عند كل واحد فينا،حضورها يومي،مثل فرض الصلاة،وألقها يمتد من المشرق الى المغرب.
بغير ذلك ستبقى بئر الزيت جافة،والسراجات مطفأة،لان الايدي التي ما بخلت اورثت ايدي ما قدمت يمينها ولا يسراها،لا سرا ولاعلنا،والذي تبخل يده،يبخل بروحه ايضا،وفي قضية الاقصى ومدنه الاسيرة،فان الروح تأتي اولا،فما بالنا في زمن غابت فيه الروح واليد،وحتى ادنى درجات الشراكة،اي التذكير والكلمة.
غدا العيد.لو كان محررا لأشعل المقدسيون عشرين الف سراج في مغرب عرفة،وقبيل العيد بساعات،ولكانت باحاته وطرقاته وأزقته نورا على نور،غير اننا نذهب للعيد وسراجاتنا مطفأة،وقلوبنا ايضا تئن تحت وقع انين الذبائح البشرية،في مدن العرب المنكوبة.
ثم يسألونك عن العيد!."الدستور"